شاهد على الحرب... إيفان مولتشانوف
مع اقتراب حلول الذكرى الـ 65 لانتهاء الحرب الوطنية العظمى يسرنا في "روسيا اليوم" ان نضع بين ايدي القراء الكرام سلسلة مشوقة مستقاة من مجموعة ذكريات لمن بقي على قيد الحياة من المشاركين في تلك الحرب(1941 - 1945) ضد الفاشية و النازية:
مع اقتراب حلول الذكرى الـ 65 لانتهاء الحرب الوطنية العظمى يسرنا في "روسيا اليوم" ان نضع بين ايدي القراء الكرام سلسلة مشوقة مستقاة من مجموعة ذكريات لمن بقي على قيد الحياة من المشاركين في تلك الحرب(1941 - 1945) ضد الفاشية و النازية:
لم نكن في عام 1941 مستعدين للحرب. أولا، كانت طائراتنا متخلفة عن طائرات العدو سواء من حيث التسلح أو السرعة أو المناورة. كيف كانت طائرتنا المقاتلة إي-16 في عام 1941؟ لقد أبدت في إسبانيا قدرات لا بأس بها، ولكن الألمان صنعوا لاحقا "ميسيرشميت- 109" وأيضا "ميسيرشميت- 110" ذات المحركين، وهي أيضا قوية وبأسلحة قوية... ولم يكن عندنا شيء من هذا القبيل. كانوا يلقبون إي- 16 "الخشب المعاكس الروسي". كان الألمنيوم قليلا في البلاد، وكل تصفيح الطائرة كان من الخشب المعاكس المصنوع من خشب البتولا. هكذا كانت طائراتنا. كانت مسلحة برشاشات لا تطلق اكثر من 1800 طلقة في الدقيقة، فكان يصعب إسقاط الطائرة المعادية. بهذه الطائرات بدأنا الحرب. ولكن أحد الطيارين قال: "من طار على إي- 16، يستطيع الطيران على قضيب". كانت هذه الأسراب عند الألمان جيدة، شأن مجموعة فون ريختخوفين، ومجموعة مولديرس، وكانت طائراتهم جيدة. ولم نكن نستطيع منافستهم. لم نستطع في المناورات العمودية، إذا كان الطيار يخوض المعركة عموديا وعلق في الجو، فستسقط طائرته. وفي المناورة الأفقية كان وضعنا أفضل بعض الشيء. وقد أحرزت انتصاري الأول في 8 أغسطس (آب) عام 1941 غربي مدينة نوفغورود. أسقطت مقاتلتي "ميسيرشميت" ألمانيتين دفعة واحدة. ولكني رأيت، والحق يقال، طائرة واحدة تتناثر في الجو. كيف حصل ذلك؟ لقد أقلعنا لنهاجم القوات البرية، وهنا حلقت مقاتلات "ميسيرشميت- 110" ذات المحركين، وكانت تطير في نسق. وكانت القذائف النفاثة عندنا معلقة تحت كل جناح قذيفتان. نضغط عادة على الزر، فتنطلق قذيفتان. أطلقت القذائف. أصبت الطائرة الأمامية فورا، فتهاوت على الفور، أما الطائرة الثانية، فابتعدت جانبا، فلم أر هل سقطت أو لا. قالوا لي فيما بعد إنها سقطت أيضا.
في عام 1941 لم تكن المقاتلات- المهاجمات إيل-2 قد ظهرت إلى الوجود. وكان علينا أن أن نؤدي دور المهاجمين على مقاتلات عادية. ولم تكن المهارة تساعدنا عند الهجوم على القوات البرية، لآننا لم نكن نعرف من أين تأتي الطلقات. ولاسيما حينما تطلق الرشاشات ذات العيار الثقيل طلقاتها من الأسفل. وقد أصابتني في إحدى المرات، ولكن المظلة أنقذتني، إذ علقت إحدى الطلقتين في المظلة. ورأوا لاحقا في الجناحين وفي جسم الطائرة 38 ثقبا.
في هذه الظروف حاز فوجنا لقب "الحرس" لعام 1941. وقد تلقينا لقب الحرس بعد معارك في غاية الصعوبة. ولم يبق من فوجنا سوى 8 طيارين، إذا ضربنا الصفح عن آمر الفوج تشيرتوفا.
في عام 1941 قمت في الهجمات على القوات البرية- وهي تحليقات على ارتفاع منخفض- بثمانية وسبعين تحليقا قتاليا, وبلغ مجموع التحليقات القتالية التي قمت بها 278 تحليقا.