مدفيديف: الفساد في شمال القوقاز يهدد مباشرة الامن القومي وهو عامل مساعد للانفصاليين
قال الرئيس دميتري مدفيديف يوم 19 مايو/ ايار عام 2010 ان الفساد في شمال القوقاز يهدد مباشرة الامن القومي وهو عامل مساعد للانفصاليين. جاء ذلك خلال اجتماعه باعضاء مجلس تطوير مؤسسات المجتمع المدني.
قال الرئيس دميتري مدفيديف يوم 19 مايو/ ايار عام 2010 ان الفساد في شمال القوقاز يهدد مباشرة الامن القومي وهو عامل مساعد للانفصاليين. جاء ذلك خلال اجتماعه باعضاء مجلس تطوير مؤسسات المجتمع المدني بمدينة موسكو.
وقال مدفيديف " يعتبر الفساد في جميع انحاء بلادنا جريمة وفي القوقاز اصبح يشكل خطرا مباشرا على الامن القومي للبلاد " واضاف " الفساد يضعف مؤسسات الدولة والمؤسسات الاجتماعية واخذ طابعا خطيرا في شمال القوقاز ومع الاسف هذا الفساد يشكل عاملا مباشرا لمساعدة الانفصاليين والقتلة الذين ينشطون في شمال القوقاز".
واشار مدفيديف الى ان هذه العصابات الارهابية التي تنشط في شمال القوقاز اصبحت جزءا من العصابات الاجرامية الدولية وتضم مختلف طبقات المجتمع وقال " يجب مباشرة العمل في القوقاز من المسألة الاساسية – الحق الثابت في الحياة. نحن نعلم ان المواطنين في شمال القوقاز وفي جميع مناطق البلاد مازالوا يتعرضون الى هجمات الارهابيين ومع الاسف منذ زمن اصبحت العصابات التي تنشط في شمال القوقاز جزءا من المنظمات الاجرامية الدولية . ان الارهابيين يغررون بمختلف الاشخاص ومنهم الشباب وهذا يخلق مشاكل اضافية ".
واعلن مدفيديف انه حسب معطيات وزارة الداخلية الروسية نفذت 544 عملية ارهابية في منطقة شمال القوقاز خلال عام 2009 كما " نفذت 750 عملية ضد رجال الامن ذهب ضحيتها 235 شخصا وجرح 686 اخرون. وخلال السنوات الـ 12 الاخيرة قتل 20 رجل دين مسلم وجرح 6 اخرون وخلال الفترة من عام 2008 ولغاية 2010 قتل اكثر من 10 صحفيين ونشطاء اجتماعيين ".
الوضع في شمال القوقاز يتحسن تدريجيا
واشار مدفيديف الى ان منطقة شمال القوقاز " تسقط " تماما من سياق تطور البلاد الاجتماعي – الاقتصادي ومع ذلك الامور تغيرت نحو الافضل قياسا بما كانت عليه في تسعينات القرن الماضي وقال " فيما يخص سقوطها من الفضاء الاجتماعي – الاقتصادي فهو شيء صحيح مطلقا وعلينا ان ننظر الى الموضوع بعيون مفتوحة ".
وقال مدفيديف انه لايريد تحسين صورة الوضع في المنطقة وذكر بانه تحدث بحدة عن الموضوع في خطابه امام الجمعية الفيدرالية ( البرلمان ) وقال " اذا تحدثنا عن السقوط فهنا لا يقاس كل شيء بمقياس واحد، وانا لا اعتقد ان هذه العملية تعاظمت، فاذا ما قورنت بتسعينات القرن الماضي فانها ليست كذلك، ولكن هذا لايعني انها تحسنت في جميع الاتجاهات مع تغيرها في امور كثيرة ".
وحسب قوله انه في التسعينات " بشكل عام لم تكن هناك سلطة في أي مكان لا في القوقاز ولا في البلاد ". اما الان فمدفيديف متأكد من ان الوضع مختلف " الان ليست الاوضاع نموذجية بالرغم من صعوبتها ولكنها مختلفة لذلك علينا ان ننظر الى الاوضاع الحالية بعيون مفتوحة، والاحساس بها كاملة من دون دراماتيكية ".
حول صياغة السياسة الاستراتيجية الشبابية
ودعا الرئيس مدفيديف الى تنشيط العمل في السياسة الاستراتيجية الشبابية بشمال القوقاز وقال " ضمن اطار منظومة العمل في شمال القوقاز من الضروري اعارة اهمية خاصة لمشاكل الشباب" واضاف " بتكليف مني تصاغ حاليا السياسة الاستراتيجية الشبابية في شمال القوقاز ". وقال داعيا الى انجازها بالسرعة الممكنة " هذا الموضوع كبير ويتضمن البرنامج تخصيص اموال كبيرة والآن تجهز المقترحات اللازمة ومن ضمنها ما يخص البطالة ".
وحسب معطيات الرئيس مدفيديف " العدد الكلي للعاطلين المسجلين في المنطقة اكثر من 800 الف شخص – حوالي 20 % من السكان ويمكن ان يكون الرقم اكبر، ولكن لايعني هذا ان جميع العاطلين يعيشون حياة حقيرة ومع ذلك ينعكس هذا على المناخ الاجتماعي ".
مجلس للحكماء في شمال القوقاز
ودعم الرئيس مدفيديف المقترح الذي تقدمت به ايلا بامفيلوفا رئيسة مجلس تطوير مؤسسات المجتمع المدني بخصوص تشكيل مجلس للحكماء ( كبار السن ) في شمال القوقاز وقال " مجلس الحكماء لمشاكل القوقاز – مسألة عقلانية ومقبولة، ولكن يجب ان ندرك كيف سيدرس المجلس المشاكل وباي شكل سيستخدم مايقرره المجلس في التطبيق العملي ".