شاهد على الحرب... دون أوكا
مع اقتراب حلول الذكرى الـ 65 لانتهاء الحرب الوطنية العظمى يسرنا في "روسيا اليوم" ان نضع بين ايدي القراء الكرام سلسلة مشوقة مستقاة من مجموعة ذكريات لمن بقي على قيد الحياة من المشاركين في تلك الحرب(1941 - 1945) ضد الفاشية و النازية:
مع اقتراب حلول الذكرى الـ 65 لانتهاء الحرب الوطنية العظمى يسرنا في "روسيا اليوم" ان نضع بين ايدي القراء الكرام سلسلة مشوقة مستقاة من مجموعة ذكريات لمن بقي على قيد الحياة من المشاركين في تلك الحرب(1941 - 1945) ضد الفاشية و النازية:
كانت مهمتي الرئيسية- مع ستة أميركيين من أصل ياباني- ترجمة مجلدين ضخمين مكرسين للصناعة الثقيلة الألمانية. وقد استغرق هذا العمل ما بين ثمانية وتسعة أشهر. وحينما أنجزناه، أرسلنا النتائج إلى إدارة الطائرات القاذفة في الأسطول الجوي البحري، فاستخدموا المعلومات لقصف المدن والأماكن ذات المواقع الصناعية. أي عوضا عن قصف كل شيء بلا تمييز، تقصف مواقع معينة. كانت فكرة جيدة.
حينما كنت في جزيرة تينيان عشية عيد الميلاد عام 1944 نظم الأسطول ما يشبه سهرة قدمت فيها مشروبات. جلسنا في الخيم شبه نائمين. وفجأة غارة جوية. تعين علينا أن نبحث عن مكان آمن. كانت تحلق حولنا وتقصف 4 أو 5 طائرات يابانية. وجزيرة سايبان أو تينيان- لا أعرف أيتهما على وجه الدقة- عبارة عن جزيرتين توأمين. وعلمت بعد الحرب أن أخي الأصغر، الذي كان طيارا يابانيا، طار عشية عيد الميلاد في تلك السنة بمهمة قتالية، وقتل، ولم يعد. لم أكن أعلم أن أخوي استدعيا إلى لخدمة. فهما فتيان جدا. علمت بعد الحرب أن أخي، الأكبر بين أخوي الباقيين في اليابان- ولكنه أصغر مني- كان أول من استدعي إلى الخدمة. كان معلم مدرسة، وقد أخذوه إلى الأسطول وجعلوه طيارا. بعد أن قتل أخي هذا، جرح أخي الآخر، ولم يعش بعد هذا طويلا. على هذا النحو، أصبح أخواي الاثنان ضحيتي حرب. وعندئذ أدركت أنه لا ينبغي أن تنشب حروب أخرى بعد الآن. من يربح في الحرب؟ لا أحد.