شاهد على الحرب...الكسندر بير
مع اقتراب حلول الذكرى الـ 65 لانتهاء الحرب الوطنية العظمى يسرنا في "روسيا اليوم" ان نضع بين ايدي القراء الكرام سلسلة مشوقة مستقاة من مجموعة ذكريات لمن بقي على قيد الحياة من المشاركين في تلك الحرب(1941 - 1945) ضد الفاشية و النازية:
مع اقتراب حلول الذكرى الـ 65 لانتهاء الحرب الوطنية العظمى يسرنا في "روسيا اليوم" ان نضع بين ايدي القراء الكرام سلسلة مشوقة مستقاة من مجموعة ذكريات لمن بقي على قيد الحياة من المشاركين في تلك الحرب(1941 - 1945) ضد الفاشية و النازية:
كان عليَ في 22 يونيو (حزيران) عام 1941 أن أذهب من المعمل في ضواحي موسكو، حيث كنت أشتغل، إلى مدينة لينينغراد في مأمورية. وصلت إلى محطة لينينغراد بموسكو، فقالوا لي أن القطارات لا تعمل. كان ذلك في الساعة السادسة صباحا. كنت أعرف السبب، فقد كان عندي جهاز راديو يلتقط المحطات الأجنبية، وكنت أسمع الأنباء من ألمانيا كل مساء. كانوا يقولون بالألمانية إن الحرب بدأت، وإن القوات الألمانية موجودة على حدود الاتحاد السوفييتي وحتى على الجانب الآخر من الحدود. قفلت عائدا إلى المعمل. عقد اجتماع في الساعة الثانية نهارا، وأعلن وزير خارجيتنا مولوتوف عبر الإذاعة أن الحرب قد بدأت.
ذهبت إلى الجيش والتمست قبولي في صفوف الجيش الأحمر لمحاربة الغزاة الألمان.
أنهيت مدرسة المدرعات وأصبحت ضابطا وحاربت كضابط دبابات. وجرحت في 8 مارس (آذار). أجلوا الكثيرين من الجرحى الآخرين إلى مشفى في خاركوف ، وكان عددهم، كما أذكر، يتراوح بين 20 و30 شخصا. وحينما احتل الألمان خاركوف أعدموا مباشرة جميع من بقى في المشفى ، ولم يبقوا على أحد.
حينما أجلونا، كان يجب أن أكون في آخر سيارة، ولكنها كانت مليئة ولم يبق فيها مكان. اجتازت السيارة كيلومترين أو ثلاثة، وحلقت فوقها طائرة ألمانية، فقتلوا جميعا بقنبلة واحدة! لقد بقيت حيا لأنه لم يبق لي مكان هناك!
في المشفى أرادوا أن يبتروا ساقي، ولكن تانيا، الطبيبة الشابة، قالت: "لا، لا، ما زلت في ريعان الشباب! سنداويك!" وعكفت على علاجي! لا أستطيع إلا أن أعبر لها عن الشكر الجزيل، لأنهم أبقوا على رجلي!