المحاربون القدامى.. أبطال سطّروا المجد ببنادقهم
أجرت قناة "روسيا اليوم" لقاء مع أحد المحاربين القدامى العقيد متقاعد قسطنطين شاروف الذي حدثنا عن التضحيات الكبرى التي قدّمها الأهالي والجنود السوفييت من أجل الدفاع عن مدينة ستالينغراد - المدينة التي سطّرت اسمى معاني التضحية وكانت بداية الشعلة في دحر الغزاة النازيين عن أراضي الاتحاد السوفييتي..
لقد حفظ يوم بداية الحرب في ذاكرتنا بشكل جيد.. فبعدما انهينا الصف العاشر جاءنا توجيه من قيادة مركز التجنيد العسكري بان لا نتقدم للدراسة في الكليات او المعاهد المدنية لان جميع المتخرجين من الصف العاشر الذين تم تحديدهم على انهم مؤهلين للخدمة العسكرية سوف يتم تحويلهم الى الكليات والمعاهد العسكرية. وبناءا على هذا اجتزنا امتحانات لجنة التاهيل والاعداد لهذا الغرض.
وفي هذه المعاهد العسكرية درست علوم الملاحة الجوية والاتصالات، وتم تجهيزنا على اساس ان نكون ملاحين للقاذفات الاستراتيجية.
كان هذا في التاسع عشر من اغسطس من عام 42 حيث اعلنت الكلية العسكرية حالة الاستنفار واعلن الادميرال عميد الكلية العسكرية انه سيتم تشكيل كتيبة من دفعتنا وسترسل للدفاع عن ستالينغراد.
عناصر الفرقة التي خدمت فيها كانت مؤلفة من مظليين على درجة عالية من التجهيز والتدريب. وكان ضباط الفصائل والإداريين في فرقتنا على درجة عالية من الشجاعة والمسؤولية.
وعندما يكون الضابط المسؤول على مستوى عالي من الحنكة والشجاعة فسيتولد لدى جندي الصف الاول نوع من الطمأنينة والثقة لهذا كنا جاهزين لمعارك طاحنة.
أرسلت فرقتنا إلى الأطراف الشمالية لـ ستالينغراد وكانت المهمة جذب جزء من الفرق الالمانية المهاجمة باتجاهنا.
انجزت فرقتنا مهمتها واجبر الالمان على توجيه عدد من الفرق بعيدا عن فرق القوة الضاربة الاساسية المهاجمة.
وبعد 14 يوما من القتال تم سحب فرقتنا من القطعات الامامية الى الخلف للتعبئة بعدما فقدنا عددا كبيرا من افراد الفرقة بين قتيل وجريح خلال المعارك.
بعد التعبئة تم الحاق الفرق لكن هذه المرة الى اليمين باتجاه جبهة دانيكوي وحينها كانت في مواجهة الضغط الالماني العنيف المدفعية السوفيتية وخصوصا مدافع الهاوتزر من عيار 152 ملم اضافة الى الكثافة النارية لمنصات صواريخ كاتيوشا التي نصبت ليس على المركبات بل وعلى منصات ثابتة أرضية.
ونتيجة لاحدى أشرس المعارك في ستالين غراد اصبت إصابة بالغة وتم نقلي الى المستشفى لمدة 4 اشهر. وخرجت في مايو عام 43 وقتها انتهت حرب ستالينغراد. وتم ارسالنا الى نقطة الاسناد لتكوين وحدات اضافية لإرسالها الى القطعات الامامية. وقتها علمت القيادة انني اتقن العمل على نظام مورس التلغرافي.
على اثرها اصبحت ضابطا في جهاز الاتصالات والاشارة وفي تموز عام ثلاثة واربعين تم ارسالنا الى جبهة كورسك وشاركنا في معركة الدبابات الشهيرة التي عرفت بـ "كورسكايا دوغا" وكنت حينها ضابط الاشارة في الوحدات المدرعة.
بداية شهر ايار/مايو عام 45 كنا على مقربة من نهر الالب علمنا حينها اننا فزنا في الحرب. وبدء الجميع بالصراخ واطلاق النار في الهواء اعتزازا وفخرا بانتصارنا العظيم.