شاهد على الحرب...نيقولاي ساموديلوف
مع اقتراب حلول الذكرى الـ 65 لانتهاء الحرب الوطنية العظمى يسرنا في "روسيا اليوم" ان نضع بين ايدي القراء الكرام سلسلة مشوقة مستقاة من مجموعة ذكريات لمن بقي على قيد الحياة من المشاركين في تلك الحرب(1941 - 1945) ضد الفاشية و النازية:
مع اقتراب حلول الذكرى الـ 65 لانتهاء الحرب الوطنية العظمى يسرنا في "روسيا اليوم" ان نضع بين ايدي القراء الكرام سلسلة مشوقة مستقاة من مجموعة ذكريات لمن بقي على قيد الحياة من المشاركين في تلك الحرب(1941 - 1945) ضد الفاشية و النازية:
شكلت في الأيام الأولى من الحرب 12 فرقة من القوات الشعبية. وبعد ذلك أرسلونا، وكنا 650 متطوعا من بلدتنا، إلى موسكو مباشرة. اقترب القطار مساء، وبدأ وداع الأقرباء، وكانت هناك دموع، بالطبع، وقدمت الفتياة من معارفنا لوداعنا. وعدناهم بنصر قريب. لم نكن نتصور أية صعوبات كانت في انتظارنا. في صباح الرابع من يوليو (تموز)، عند الشروق، وصلت إلى نقطة التجمع سيارات مكشوفة، وكان عددها نحو الخمسين. وحملونا في هذه السيارات. انطلقنا على طريق موجايسك في اتجاه سمولينسك. وكنا نغني، طبعا. اقتربنا من موجايسك، وبدأ الغبار يعذبنا، وبعد ذلك ظهرت فوقنا طائرة استكشافية. كانت أول مرة نرى فيها طائرة ألمانية، فخفنا وقفزنا من السايارات. وفي الليل- كان الليل هادئا، دافئا، جيدا، فبدأنا نغفو في السيارات، وفجأة عند الشروق، في الساعة الثالثة تقريبا، انقض علينا وابل من القنابل. وأطلقت الطائرات أيضا رصاصا كاشفا. لم نكن قد رأينا قبل ذلك رصاصا كاشفا، ولذا هتفنا: أورا، حرق رجالنا الطائرة!- ولكنهم كانوا يصبون علينا رصاصا مضيئا. انفجرت عدة قنابل في رتل السيارات، فظهرت عندنا أولى القبور الجماعية، عندنا نحن الفتيان الذين كنا في السابعة عشرة من العمر. وحتى أنه كان بيننا من هم في السادسة عشرة من العمر! كنا متطوعين! أعطونا دفعة صغيرة من الأسلحة: كانت الأسلحة قليلة جدا، ما لا يتجاوز 7-8 بنادق لكل عشرة أشخاص. وكانت هناك، والحق يقال، قنابل يدوية وزجاجات حارقة. ووقعت حالات حينما كنا نتدرب على قذف القنابل اليدوية، فكانت تنفجر في أيدي البعض، وقد وقعت حالات كهذه... وبعد ذلك، حينما ترك رجالنا سمولينسك، اختلطنا في وحدات الجيش الأحمر وتراجعنا دون أن نعرف الحابل من النابل. وصلنا، ونحن نتراجع، إلى مرج في غابة، وتعرضنا لأطلاق النار. بدأت مقاتلة ألمانية بإطلاق النار علينا من ارتفاع 10- 15 مترا. وكان رشاش من عيار كبير يزأر. وحينما طارت بعيدا، رأيت اثنين من رفاقي مقطوعين، وكأنما بمنشار. كانا مستلقيين بقربي. وكان الرصاص بقربي أيضا. وبعد ذلك اشتعل رأسي شيبا.
المزيد من المعلومات عن الحرب الوطنية العظمى