التعاون في مجال الطاقة كان الاساس في المباحثات الروسية الايطالية

مال وأعمال

تحميل الفيديو
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/46487/

كانت مسألة علاقات التعاون الثنائية في مجال الطاقة الموضوع الاساسي في مباحثات رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين ونظيره الايطالي سيلفيو بيرلسكوني،التي جرت في ايطاليا يوم 26 ابريل/ نيسان .ووقعت موسكو وروما على مجموعة وثائق من ضمنها مذكرة بشأن امكانية مساهمة ايطاليا في مشروع بناء محطة كهروذرية في منطقة البلطيق الروسية وفي مشاريع اخرى.

كانت مسألة علاقات التعاون الثنائية في مجال الطاقة الموضوع الاساسي في مباحثات رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين ونظيره الايطالي سيلفيو بيرلسكوني،التي جرت في ايطاليا يوم 26 ابريل/ نيسان .
ومن مشاريع الطاقة التي حظيت بالاهتمام مشروع بناء خط الغاز  " السيل الجنوبي " ومشروع " السيل الشمالي ".
 وقال فلاديمير بوتين ان الشركات الايطالية حصلت على طلبيات  لانشاء منظومة انابيب الغاز" السيل الشمالي " في قاع بحر البلطيق بقيمة 2 مليار يورو. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في ختام مباحثاته مع سيلفيو برلسكوني .
وحسب قول بوتين فانه عند تنفيذ مشاريع البنى التحتية الاخرى لمثل مشروع " السيل الجنوبي " سوف تتضاعف المبالغ.
واضاف بوتين بان الضخ التجريبي للغاز في انبوب " السيل الشمالي " سيبدأ في منتصف السنة المقبلة،حيث   سيكون  المشروع جاهزا في يونيو/ حزيران من السنة المقبلة وسيبدأ الضخ التجريبي للغاز. وفي نهاية عام 2011 سيصل الغاز الى المستهلك الاوروبي بانبوب " السيل الشمالي ".
وذكر بوتين بان " قدرة الانبوب تصل الى 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا ويمكن زيادتها عند الضرورة وسوف لن نحتاج لذلك اذا تم تنفيذ مشروع " السيل الجنوبي " في الوقت المحدد. وليس هناك تأخير في الوقت الحاضر وكل شئ يجري حسب ماهو مقرر ".
وبهذا يكون بوتين قد فند ما يقال عن وجود مشاكل بين شركة " غازبروم " الروسية وشركة " ايني " الايطالية التي يمكنها ان تؤخر انجاز المشروع. ويذكر بان انبوب غاز " السيل الجنوبي " يخطط  لمده في قاع البحر الاسود من مدينة نوفوسيبيرسك الى ميناء فارنا في بلغاريا.
واشار بوتين بانه قبل ايام تم في فيينا التوقيع على اتفاقيات حكومية مع النمسا بخصوص " السيل الجنوبي " وقال " عمليا بهذه الاتفاقيات نكون قد انجزنا القاعدة القانونية " للسيل الجنوبي "  والموضوع الان مرتبط ببداية الاعمال الفعلية والتي نأمل انجازها في النصف الثاني من عام 2015 ".
واصبحت النمسا الدولة السابعة المساهمة في القسم البري من مشروع السيل الجنوبي. ولقد سبق وان وقعت روسيا اتفاقيات مماثلة مع بلغاريا وصربيا  وهنغاريا واليونان وسلوفينيا وكرواتيا.
وحسب قول بوتين سيتم في شهر يونيو/ حزيران القادم  التوقيع على اتفاقية انضمام شركة " اليكتريك دي فرانس " الى مشروع بناء انبوب غاز " السيل الجنوبي ".
اما مايخص التعاون اللاحق بين روسيا وايطاليا في مجال الطاقة فانه حسب قول برلوسكوني فانه تدرس الان امكانية تنفيذ مشاريع مشتركة في مجال الطاقة  سيجري تنفيذها في بلدان اخرىوبالذات في القارة الافريقية.
وحسب قول بوتين فلدى البلدين امكانيات واسعة  بغض  النظر الى الازمة المالية العالمية الاخيرة. " بنتيجة الازمة المالية العالمية انخفض التبادل التجاري بيننا بنسبة 38 %. وهذه اشارة جدية لكي نتخذ اجراءات تؤدي الى اعادة مستوى التبادل التجاري الى سابق عهده. ويجب ان اقول لدينا لاجل ذلك كل شئ ، قبل كل شئ الرغبة في العمل المشترك ،ولدينا خبرة جيدة للتعاون الثنائي، وتطوير البنية التحتية لعلاقات التعاون المتنوعة ".
واشار بوتين ان اسس التعاون بين البلدين تتضمن ليس فقط مسائل الطاقة. تتطور جدا مسألة التعاون في مجالات بناء الماكينات والصناعات الكيمياوية وصناعة الطائرات وفي مجال الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة.

التعاون في مجال الطاقة الذرية

وتوقع رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين خلال زيارته الى ايطاليا بان تطور الطاقة الذرية في العالم امر محتوم، كما عرض اسس الشروط الروسية  لبناء محطات كهروذرية في شبه جزيرة ابينين الايطالية. وخصص بوتين حيزا كبيرا لهذا الموضوع في المؤتمر الصحفي الذي عقده ونظيره الايطالي بيرلوسكوني.
لقد قررت ايطاليا في الصيف الماضي بعد 23 سنة على كارثة " تشرنوبل " قررت العودة الى الاستفادة من الطاقة الذرية. وقرر مجلس الشيوخ الايطالي الموافقة على مجموعة القوانين الخاصة بالتطور والتي من ضمنها موضوع استخدام الذرة السلمي والتي تسمح للحكومة ببناء محطات كهروذرية جديدة كما تفترض انشاء دائرة للامن الذري.
" لقد اتخذنا في روسيا برامج كبيرة لتطوير الطاقة الذرية. وتحتل الطاقة الذرية حوالي 15 – 16 % من مجموع الطاقة المنتجة. نحن نريد زيادة هذه النسبة الى 25 % على اقل تقدير" ، هذا ما اعلنه بوتين . ومن المعلوم انه في بعض البلدان الاوروبية مثل فرنسا تصل هذه النسبة الى 80 % ". لذلك يعتقد بوتين " ليس هناك شئ غريب في خططنا، بل واكثر من ذلك ودون النظر الى تطور اشكال الطاقة البديلة التي نعيرها اهتماما في روسيا يجب ان نكون واقعيين ويجب ان نعتمد على التنبؤات التي تعطيها منظمات الطاقة الدولية بناءا على طلب من هيئة الامم المتحدة".
واضاف " والتوقعات تشير الى حدوث زيادة باستهلاك الطاقة في العالم ، اما التوازن خلال الـ 15 – 20 سنة القادمة فلن يحصل فيه تغيير يذكر. والبديل الوحيد للكاربوهيدرات حاليا هي الطاقة الذرية فقط ".
واعتمادا على ذلك اقترح بوتين على الايطاليين " الانتباه الى الخدمات التي تقدمها روسيا الى شركائها في مجال الطاقة الذرية ".
ووضح بوتين ذلك بقوله " اولا –  نحن نقدم قروضا  كما هو معتمد في العرف العالمي. ونحن مستعدون لتقديم القرض لكامل عمليات البناء. ثانيا – نعطي حوالي 25 – 30 %  في حالة تنفيذ المشروع خارج روسيا الى الشركات المحلية.وفي حالة ايطاليا اذا فزنا بالمناقصة فيما لو اعلنت مثل هذه المناقصة فلن يتضمن الموضوع عمليات البناء فقط بل وايضا اعمال مرتبطة باستخدام تكنولوجيا متقدمة  اليكترونيا  وتقنية خاصة وغيرها ". واشار بوتين الى " التعاون الكبير " بين روسيا الاتحادية وشركة " سيمينس " الالمانية في تنفيذ مشاريع الطاقة الذرية  وقال " اذا كانت هذه المشاريع  ستنفذ في ايطاليا فهذا يعني ستكون مشاريع لتعاون اوروبي عريض ".
واضاف " اضافة الى القروض والتكنولوجيا الحديثة  نحن نقدم الوقود النووي والاهم اننا مستعدون لاسترجاع الوقود النووي المستخدم بهدف معالجته والتخلص منه ". وحسب قوله في روسيا " توجد امكانية معالجة هذا الوقود باستخدام اعلى المستويات التكنولوجية ".
وقال " كل هذا سوية ومعها الخدمات المالية والتقنية والوقود النووي ومعالجة هذا الوقود تسمح لنا خلال العمل في بلدان اخرى ان نشعر بالثقة بالنفس ولدينا مجموعة كبيرة من الطلبيات  في العالم. فاذا اتفقنا يوما ما مع شركائنا الايطاليين فسنكون سعداء ". 
التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة

في ختام زيارة رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين لايطاليا وقعت موسكو وروما على مجموعة وثائق من ضمنها مذكرة بشأن امكانية مساهمة ايطاليا في مشروع بناء محطة كهروذرية في منطقة البلطيق الروسية.

هذا وبدأت روسيا في نهاية شهر فبراير/شباط  الماضي ببناء محطة كهروذرية في مقاطعة كالينينغراد الواقعة على بحر البلطيق . وينتظر ان تحول هذه المحطة المقاطعة الى مصدرة للطاقة، حيث ستنتج وحدتا التوليد في المحطة مامقداره 2.3 الف ميغاواط. ويخطط لبناء وحدة التوليد الاولى عام 2016 والثانية عام 2018 . ولايستثني علماء الذرة الروس امكانية تصدير الطاقة الكهربائية المنتجة في المحطة الى السوق الاوروبية ومنها دول البلطيق المجاورة.
ولقد عرضت روسيا على جهات روسية واجنبية تمويل هذا المشروع حيث يمكن ان تبلغ نسبة مساهمة القطاع الخاص 49 % ، على ان تبقى الادارة والرقابة بيد الدولة الروسية.

واعلن سيرغي كيريلينكو رئيس وكالة الطاقة الذرية الروسية " روس اتوم " ان المباحثات ستجري مع كافة الجهات المعنية خلال عام 2010 وان كل قرارات قبولهم كمساهمين في المشروع ستتخذ في السنوات المقبلة.

 ووقع المذكرة عن الجانب الروسي بوريس كوفالتشوك القائم باعمال رئيس " انتر راو شركة منظومة الطاقة الموحدة " وعن الجانب الايطالي فوفلفيو كونتي رئيس شركة " اينيل ". وجاء في الوثيقة ان الشركة الايطالية ستستلم من شركة " انتر راو " المعلومات التقنية وغيرها من المعطيات اللازمة لغاية شهر يوليو/تموز عام 2011 لدراستها  لكي يتم على ضوئها اعلان شروط مساهمتها في هذا المشروع.
اضافة لذلك ثبتت  في المذكرة نية  الطرفين المساهمة في تحقيق مشاريع مشتركة في مجال الطاقة وتقديم الخدمات والتحديث وتطوير انظمة ادارة مشاريع الطاقة.
وتم ايضا بحضور رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين ونظيره الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم والشؤون العلمية الروسية ووزارة التعليم والجامعات ومعاهد الابحاث العلمية الايطالية للتعاون في مجال انشاء مفاعل لاجراء تجارب نووية حرارية " ايغنيتور " على الاراضي الروسية. والمقصود هنا انشاء مركز دولي ضخم في مجال الطاقة النووية الحرارية  وان استيعاب تكنولوجيا ادارة الاندماج النووي الحراري هي من اولويات المشاريع في روسيا بمجال الذرة.
ان تنفيذ مشروع " ايغنيتور " هذا  سيسمح بانشاء مركز دولي ضخم للابحاث في روسيا والحصول على نتائج علمية جديدة وبالتالي التقدم في حل مشاكل انتاج الطاقة بالاندماج النووي الحراري. كما وقعت روسيا وايطاليا اضافة لذلك على اتفاقية تقضي بمساهمة روسيا في عمليات الصيانة في قصر اردينغيلي وكنيسة القديس غريغوري العظيم بمدينة لاكويلا الايطالية  المتضررة بسبب الهزة الارضية التي ضربتها  في شهر ابريل/ نيسان عام 2009 .

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا