شاهد على الحرب...ناديجدا ماتفييفا
مع اقتراب حلول الذكرى الـ 65 لانتهاء الحرب الوطنية العظمى يسرنا في "روسيا اليوم" ان نضع بين ايدي القراء الكرام سلسلة مشوقة مستقاة من مجموعة ذكريات لمن بقي على قيد الحياة من المشاركين في تلك الحرب(1941 - 1945) ضد الفاشية و النازية:
مع اقتراب حلول الذكرى الـ 65 لانتهاء الحرب الوطنية العظمى يسرنا في "روسيا اليوم" ان نضع بين ايدي القراء الكرام سلسلة مشوقة مستقاة من مجموعة ذكريات لمن بقي على قيد الحياة من المشاركين في تلك الحرب(1941 - 1945) ضد الفاشية و النازية:
كان يجب أن نلتحق بالمعهد، ولكن قالوا لنا أن كل المعاهد قد أخليت. مارست في غضون ثلاثة أسابيع نشاطا اجتماعيا، ثم طبقوا استخدام البطاقات التموينية، فذهبت للعمل في المصنع.
كان علي أن أستلم بالونات غاز في المستودع. كان بعض البالونات يزن 80 كغ، وبعضها الآخر 120. كنت أقوم بتحميل البالونات على عربة ذات دواليب كبيرة وأنقلها عليها بنفسي. وكانت البالونات تبقى على العربة طالما كنت أشتغل بها.
أخذوني تلميذة عامل، وأرسلوني على الفور إلى أعمال الدفاع. تقدمت وحدات دبابات الجنرال الألماني غودريانا، فأخذنا نحفر خنادق عميقة جدا، وكانوا يقصفوننا. غطت الطائرات السماء لكثرتها! حلقت على ارتفاع منخفض وفيها شباب يبدو وكأنهم لطفاء بخوذ جلدية، وحينما أخذوا يطلقون النار علينا، فهمنا كل شيء.
في بداية الحصار عملنا وفق النظام المألوف، وبعد بداية السنة الجديدة صرنا نعمل 12 ساعة وجعلونا نلزم مواقع عملنا. لماذا؟ كانت للجميع عائلات، وكان على العمال أن يقدموا إلى أولادهم وزوجاتهم ما يتلقونه من طعام.
أذكر أن قواي خارت، ربما لقلة الغذاء، وكانت الأداة لتي أعمل بها ثقيلة! كنت أرتدي ملابس عادية، أما بدلة العمل المصنوعة من التاربولين، فكنت أحملها معي. توقفت في أحد الأماكن حيث توجد أكشاك، ولكنها لم تكن تعمل. وضعت على منضدة حوائجي وجلست لأنني كنت تعبة، ولكن أحد الفتيان قال لي: "لا تجلسي، يا عمة، لأنك قد تجمدين من البرد وتموتين." لقد مات عندنا أناس من الصقيع. إذا كان هذا الصبي لا يزال حيا، فليعطه الله العافية. كان عمري 18 سنة، وكان في حدود العاشرة من العمر. شكرا له. كان الغذاء رديئا، ولكننا كنا نعمل 12 ساعة: من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء.