شاهد على الحرب.... ياروسلاف روجيشكا
مع اقتراب حلول الذكرى الـ 65 لانتهاء الحرب الوطنية العظمى يسرنا في "روسيا اليوم" ان نضع بين ايدي القراء الكرام سلسلة مشوقة مستقاة من مجموعة ذكريات لمن بقي على قيد الحياة من المشاركين في تلك الحرب(1941 - 1945) ضد الفاشية و النازية:
مع اقتراب حلول الذكرى الـ 65 لانتهاء الحرب الوطنية العظمى يسرنا في "روسيا اليوم" ان نضع بين ايدي القراء الكرام سلسلة مشوقة مستقاة من مجموعة ذكريات لمن بقي على قيد الحياة من المشاركين في تلك الحرب(1941 - 1945) ضد الفاشية و النازية:
في البداية كان التشيكيون متشائمين للغاية بعد معاهدة ميونيخ. فلم يعودوا يثقون بأحد. وكانت تلك فترة عصيبة. القليلون جدا قرروا الإلتحاق بالمقاومة.
كان الناس منسحقين متكدرين، ولذا كان من المهم آنذاك رفع معنوياتهم وترسيخ ثقتهم بالنصر على العدو المشترك.
انا كنت اعمل في مصنع المعدات الكهربائية ، وهو اtضل مصنع في البلاد. تعين وتوجب علي ان اعمل هناك. كان المصنع تحت رقابة مشددة من جانب الألمان. وكان يعمل فيه مهندسون نازيون. وفيه ايضا شعبة للبوليس السري الألماني- الغستابو.
ولم نكن نعرف ماذا ننتج في هذا المصنع. لكننا كنا في الحقيقة نعد أجزاء ومكونات الصواريخ والأسلحة الأخرى. وكانت مهمتنا الكفاحية ان نعطل صنع تلك المكونات مهما كلف الثمن. فكنا نمارس التخريب والتعطيل طول الوقت.
انا كنت عاملا عاديا في المصنع. لكن منصبي في المقاومة كبير. كنت مسؤول شؤون الدعاية في احدى حارات براغ. وكان النظام الذي تقيدنا به هو تقسيم المقاومين الى خلايا من ثلاثة اشخاص، لا يعرف أعضاؤها شيئا تقريبا عن باقي الرفاق. تلك هي القاعدة الرئيسية.
وكان المندسون والخونة يشكلون خطرا كبيرا علينا وعلى التنظيم. كان هناك، على سبيل المثال، عامل تخرج من المدرسة اللينينية الأممية للشيوعيين. الا ان الغستابو أفلح في كسبه وإغرائه. وبالتدريج كشف هذا الخائن آلاف المقاتلين. خائن واحد اوقع بالآلاف.
كل خلية ثلاثية كانت تعمل مع ما بين مائتين وثلثمائة من العاملين والمواطنين. كنا ، مثلا، نستلم المنشورات، خمس نسخ فقط، ونوزعها على خمسة أشخاص ثم نأخذها منهم ونوزعها على آخرين وهكذا دواليك. وما كان ينبغي للمنشورات ان تبقى في المشاغل والورشات. ولكن حصلت إخفاقات ومداهمات.
علما بان العثور على منشور كهذا عند شخص ما يقوده الى معسكر الإعتقال. فورا. ومن يرش الرمل على الرولمان او كرسي التحميل يتلقى عقوبة أشد من عقوبة الإعتقال. تلك هي حياتنا في ذاك الزمان.
كثيرا ما يقال ان الذين يتعاونون مع الألمان خونة. الا ان البعض كانوا مضطرين للعمل في صالح الألمان. وتلك قضية اخرى في اعتقادي. لكننا حاولنا ان نجعل العمل في المصنع على أبطأ ما يمكن. الألمان كانوا يتحكمون بنا ويسيطرون علينا، فيما كنا نحن نتحكم بنفوس الناس ونهديهم الى حقيقة الأمور. هذا هو الفارق بيننا وبينهم.