أقوال الصحف الروسية ليوم 3 ابريل/نيسان
مجلة "روسكي ريبورتيور" تستعرض العبر التي يجب استخلاصها من الأحداث المأساوية الأخيرة.
ترى المجلة أن تأكيدات قيادة البلاد بانتهاء الحرب في شمال القوقاز كانت مفرطة في تفاؤلها، فنهاية عملية مكافحة الإرهاب لا تزال بعيدة. وهذه هي العبرة الأولى. وتتلخص العبرة الثانية بان الحرب لم تقتصر على شمال القوقاز ...فبعد أن كان المتمردون يسعون إلى انفصال الشيشان، أصبحت مخططاتهم اليوم تحمل طابعا عالميا. أما العبرة الثالثة فهي ضرورة العمل على إعادة النظر فورا في استراتيجية وتكتيك مكافحة المتمردين في شمال القوقاز. وثمة عبرة أخرى، وهي ضرورة الاعتراف بأن الإرهابيين نجحوا جزئيا في تحقيق واحدة من مهامهم، إذ ارتفع بشكل ملحوظ عدد الروس الذين ينظرون إلى أبناء شمال القوقاز نظرتهم إلى العدو. وترى المجلة ان هدف روسيا الاستراتيجي هو أن يعتَبِر سكان جمهوريات القوقاز السلطة الفيدرالية على انها سلطتهم الوطنية، وأن ينظروا إلى المتمردين كمجرمين ومتطرفين فقدوا عقولهم. وفي ختام مقاله يعرب الكاتب عن اعتقاده بأن الحرب في شمال القوقاز لن تضع أوزارها في القريب العاجل، لأن الهدف المذكور مازال بعيد المنال.
وتستعرض أسبوعية "بارلامنتسكايا غازيتا" مضمون كلمة النائب في مجلس الاتحاد الروسي أسلام بيك أصلاخانوف بخصوص الأحداث المأساوية في موسكو وشمال القوقاز. تنقل الصحيفة عنه ان العملية الإرهابية فاجعة كبيرة حقا، ولكن بعض التصريحات المتهورة تفاقم الآلام التي خلفتها المأساة في نفوس أبناء الشعب الشيشاني. وجاء في الكلمة أيضا أن اصحاب هذه التصريحات يتناسون موقف روسيا التي تؤكد بحزم انتفاء أي علاقة بين الإسلام والإرهاب. ويرى أصلاخانوف ان النزاعات المسلحة في القوقاز تعود لسببين اثنين، أولهما تفشي الفساد وثانيهما تصفية الحسابات بين العصابات المحلية. ويوضح البرلماني الروسي ان الفساد الشامل في المنطقة يُعد سببا رئيسيا لالتحاق بعض السكان المحليين بمجموعات الإرهابيين السرية. ويلفت أصلاخانوف في الختام إلى أن تقاسم بعض العشائر ما يسميه الكعكة المالية أمرٌ يثير السخط والاستنكار عند الكثيرين من المواطنين القوقازيين.
أما اسبوعية "أرغومنتي إي فاكتي" فتنشر مقالا للكاتب المعروف ألكسندر براخانوف يتحدث فيه عن مزاج المجتمع الروسي. يرى الكاتب أن التوتر هو السمة العامة لحالة هذا المجتمع اليوم، فكل فئة من فئاته ساخطة بطريقتها الخاصة. العلماء محرومون من فرص ممارسة العلم بشكل طبيعي. والأغنياء مستاؤون من عدم توفر الظروف المناسبة لتطوير "البزنس"، ولذلك تراهم يرحلون خارج البلاد. وثمة مزيج من التوتر والقلق يتراكم في كل مكان، ويهدد بالانفجار في أية لحظة، الأمر الذي يلمسه المرء عند الجميع بدءا بالكادحين البسطاء وانتهاء بكبار المصرفيين. ويرى براخانوف أن تزايد عدد التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية ليس إلا واحدا من أعراض الحالة التي يعاني منها المجتمع الروسي. ويضيف أن التوتر يتغلغل داخل نواة السلطة التي تصدعت جراء ذلك. ويستنتج الكاتب أن وضع المجتمع الروسي اليوم ينذر بكارثة اجتماعية إذا انتفضت البلاد، لأن ذلك سيجعلها فريسة سهلة للحضارات المنظمة في الصين والولايات المتحدة واوروبا. وإذ يطرح السؤال التقليدي : ما العمل؟ يقترح الكاتب على السلطة أن تسلك طريقا آخر. ويمضي موضحا أن المجتمع بحاجة لمشروع حقيقي هدفه تطوير البلاد. وينبغي على المسؤولين إعداد مشروع ينهض بالاقتصاد، وبروح الأمة أيضا ويخلص براخانوف إلى أن تحقيق هذا الهدف الكبير يستدعي إحياءَ مفاهيم العدالة من جديد.
مجلة "روسكي نيوزويك" تطرح بعض التوقعات حول الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها العام المقبل في مصر.
ترى المجلة أن الرئيس حسني مبارك الذي يبلغ 81 من العمر لن يترشح لولاية جديدة. وتعرب عن اعتقادها بأنه سيرشح نجله جمال ليخَلِفه في كرسي الرئاسة. وجاء في المقال ان الرئيس المصري اختار تكرار التجربة السورية في انتقاء الخلف. وتنقل المجلة عن الأستاذ في جامعة "بار إيلان" الإسرائيلية هيليل فريش ان الحرب على العراق جعلت العرب يفضلون مئة عام من الحكم الفردي على يوم واحد من الحرب الأهلية. ويشير فريش إلى ان جمال مبارك يعد رمزا للاستقرار في البلاد، في حين تـنطوي التغييرات الجذرية على خطر القلاقل والإضطرابات. أما المعارضة المصرية فترى ان محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية يشكل بديلا مناسبا. وتعليقا على هذا الرأي يقول المستشرق الروسي غيورغي ميرسكي ان البرادعي شخصية مشهورة على الصعيد الدولي، لكنه لا يتمتع بالشهرة ذاتها داخل مصر، ناهيك عن أنه لا يمتلك الخبرة الكافية لقيادة البلاد. ومن جانبه يقول المعارض المصري حسن نافعة إن البرادعي يتفوق على غيره من الساسة المصريين بوقوفه على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية في البلاد. كما أن شهرته ستضمن لمناصريه الاهتمام من قبل وسائل الإعلام العالمية.
صحيفة "زافترا" الناطقة بلسان القوميين الروس تنشر مقالا للصحفي الإسرائيلي إسرائيل شامير المعروف بنقده الشديد للدولة العبرية. جاء في المقال ان إنشاء دولة إسرائيل كان نتيجة المشروع الاستعماري لليهودية العالمية، وعلى ارتباط بانبعاث نظرة بعض اليهود الاستعمارية إلى بقية العالم. ويرى شامير ان حل مشاكل إسرائيل لن يتم إلا عَبر إشاعة الديمقراطية في المجتمع ونبذ النهج الاستعماري. وعن موقف اليهود الروس المقيمين في إسرائيل، يقول شامير إنهم كانوا سيفضلون الاندماج مع الفلسطينيين لو تُرك الأمر لهم. ويدعو الصحفي الإسرائيلي إلى قطع ما وصفه بالحبل السري الذي يربط إسرائيل باليهودية العالمية، وكذلك إلى هدم الجدار الفاصل بين اليهود وغير اليهود. ويؤكد في ختام مقاله بأن إسرائيل ستنعم بحياة طبيعية عندما يتساوى جميع سكانها في الحقوق.