اقوال الصحف ليوم 23 يناير/كانون الثاني
صحيفة "غازيتا" تقول أن الرئيس مدفيديف طلب من الحكومة استئنافَ العمل لتحسين المناخِ الاستثماري في البلاد. وفي الوقت نفسه أكد أن طلبه هذا لايعني أن المناخ الاستثماري سيىء للغاية، بل أن الأمر يتطلب بذل مزيدٍ من الجهدِ في هذا الميدان. وجاء في المقال أن الرئيس أوعز للحكومة بتخصيص اجتماعٍ موسعٍ لهذا الموضوع وكلف الوزراء بإعداد المقترحاتِ الضرورية. وتنقل الصحيفة عن الخبير الاقتصادي إيغر نيقولايف أن حل المهام المتعلقة بزيادة الجاذبيةِ الاستثمارية يتطلب نقل الاقتصاد من الركود إلى النمو. ويلفت الخبير النظر إلى أن وضع روسيا هو الأسوأ ضمن مجموعة العشرين الكبار من حيث معدلات النمو الأمر الذي لا يترك صدىً حسناً لدى المستثمرين. ومن المؤشرات السلبيةِ أيضاً أن روسيا راكمت خلال سنواتٍ طويلة احتياطاتٍ ماليةً كبيرة ما لبثت أن استهلكت ثلثيها خلال فترةٍ وجيزة، وأخذت مرةً أخرى تبحث عن قروضٍ خارجية. أما نائب رئيس منظمة البزنس الصغير والمتوسط في روسيا فلاديسلاف كوروتشكين فيرى أن الأمور ليست بهذه الدرجة من السوء. ويضيف أن الجهودَ المبذولة أسفرت عن بعض النتائج. ومن ذلك تخفيض الضرائب على الأرباح والتقليل من التفتيش على المؤسسات وتخلي المسؤولينَ التدريجي عن العاداتِ والممارساتِ القديمة. ويرى كوروتشكين أن كل ما شهده العام الأخير من جهودٍ على هذا الصعيد يهدف بشكلٍ أو بآخر إلى تغيير المناخ الاستثماري بما في ذلك التخلص من بعض العوائق ومكافحة الفساد وتطوير نظام الضرائب.
صحيفة "فريميا نوفوستيه" تلقي الضوء على الجهود التي تبذلها السلطات الشيشانية للقضاء على الإرهابيين في هذه الجمهورية القوقازية. تقول الصحيفة إن الرئيس الشيشاني أعلن عن بدء عمليةٍ واسعة النطاق لتصفية دوكو عمروف المسمى بأمير القوقاز، والذي تحاول الأجهزة الأمنية اصطياده منذ عدة سنواتٍ دون جدوى. ولقد بدأت العملية الجديدة يوم أمس في جبال الشيشان بمشاركة وحداتٍ من قوات وزارةِ الداخليةِ في الجمهورية تحت قيادة آدم ديليمخانوف. وتنقل الصحيفة عن رمضان قادروف أنه عين ديليمخانوف قائداً للعملية نظراً لنجاحه الكبير في قيادة عمليةٍ مماثلة نفذت الصيف الماضي في جمهورية إنغوشيا المجاورة. وقد تم آنذاك القضاء على عشرات المسلحين بينهم عدد من قادة العصابات الإرهابية. وعبر الرئيس الشيشاني عن ثقته بأن تلك التجربة ستكون مفيدةً جداً في مناطق الشيشانِ الجبلية. ويلفت كاتب المقال النظر إلى أن عملية قادروف أعطت أولى ثمارها إذ تمت تصفية 4 مسلحين، بينهم المدعو جنكيزخان غيشايف أحد المقربين من زعيم الانفصاليين. أما الهدف النهائي من خطة قادروف فهو ضمان الأمن في الجبال الشيشانية التي ينوي المسؤولون تحويلَ أجزاءٍ منها إلى منتجعاتٍ دولية لممارسة رياضة التزلج.
ونعود إلى صحيفة "فريميا نوفوستيه" ومقال ثان عن التدابير التي اتخذتها السلطات الروسية العام الماضي لمواجهة انفلونزا الخنازير. تقول الصحيفة إن هذه التدابير كانت أكثر فعاليةً وأقل كُلفة مقارنةً بتدابيرِ بقية دول العالم. وتشير إلى أن فضيحةً كبرى اندلعت في أوروبا حول موقف منظمة الصحة العالمية ومبالغتها في تقدير أخطار هذا المرض. ويلفت كاتب المقال النظر إلى أن الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا شرعت يوم أمس بمناقشاتٍ حول دور منظمة الصحة العالمية في إثارة المخاوف من إنفلونزا الخنازير. ويضيف الكاتب أن هذه المناقشات جاءت بمبادرةٍ من الطبيب الألماني فولفغانغ فو دارغ الذي اتهم المنظمة بالتآمر مع منتجي الأدوية لبيع منتجاتهم بكمياتٍ كبيرةٍ إلى العديد من الحكومات. وتفيد إحصائيات نشرت مؤخراً أن أرباح شركاتِ الأدوية قد تصل إلى 10 ملياراتِ دولار. وفي ضوء ذلك سيتوجب على سلطات هذا البلدِ أو ذاك أن تشرح لدافعي الضرائب لماذا أنفقت في عز الأزمة الاقتصادية مبالغَ طائلةً على شراء كمياتٍ كبيرةٍ من الأمصال. أما السلطات الروسية فقد تمكنت من معالجة الأمر بأقلِ قدرٍ من التكاليف إذ رفضت المراجع الصحية تشكيل احتياطيٍ استراتيجيٍ من الأمصال المضادة للوباء المذكور. كما أن المسؤولين الروس اكتفوا بميزانيةٍ متواضعة أثبتت فاعليتها في التصدي لهذا الفيروس الذي أثار الخوف في كل أنحاء العالم.
ونختم جولتنا بصحيفة "إيزفيستيا" التي تنشر مقابلةً مع مدير معهد الولايات المتحدة وكندا سيرغي روغوف بمناسبة مرور عامٍ على تولي باراك أوباما مهام منصبه كرئيسٍ للولايات المتحدة. يقول الأكاديمي الروسي إن أوباما خاض حملته الانتخابية تحت شعارات التغيير. وكان ذلك يعنى على الصعيد الخارجي أن تتكيف الولايات المتحدة مع عالمٍ متعدد الأقطاب لكي تحافظ على وضعها كلاعبٍ رئيسي ضمن مجموعة البلدان الأقوى في العالم. وهذا يعني أيضاً الاعتمادَ على الديبلوماسية والحدَ من المراهنة على القوى العسكرية. ويضيف روغوف أن أوباما حقق نجاحاً كبيراً في مخاطبة الجمهور وفاز بجائزة نوبل للسلام. كما أنه بشَّر بعالمٍ خالٍ من الأسلحةِ النووية وبتعاونٍ دولي لحل مشكلة الانحباس الحراري . بالإضافة إلى ذلك وعد بإنهاء الحرب في العراق وأفغانستان. وبعد عامٍ على هذه الوعودِ لم يتحقق عملياً أي منها. وجاء في المقابلة أن برنامج الولايات المتحدة النووي لم يشهد تغييراتٍ جذرية
بينما لم تسفر قمة المناخ في كوبنهاغن عن أية نتيجة. وبالرغم من أن الرئيس أوباما ضرب مواعيدَ محددة لسحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان لا يبدو في الأفق ما يشير إلى قرب حل هذين النزاعين وفق الشروط المقبولةِ أمريكياً. ويخلص روغوف إلى أن خصوم أوباما يستغلون هذا الواقع لاتهام الرئيس بالضعفِ والسذاجة وعدم الكفاءة.