اياد السامرائي يؤكد ان امريكا غير معنية بوجود حكومة شيعية موالية لأيران في العراق

أخبار العالم العربي

انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/40231/

عبر رئيس البرلمان العراقي اياد السامرائي عن شكوكه بامكانية حصول الاحزاب الشيعية في العراق على الاكثرية في مجلس النواب في الانتخابات البرلمانية، المقرر اجراؤها في 10 مارس/آذار المقبل، وقال "سوف يكون صعباً جداً على الائتلاف الشيعي الحصول على عدد المقاعد ذاته الذي حصل عليه في انتخابات عام 2005".

نشرت وكالة الانباء الروسية "ريا نوفوستي" 10 يناير/كانون الثاني حديث  اياد السامرائي رئيس البرلمان العراقي الذي اعرب فيه عن شكه بامكانية حصول الاحزاب الشيعية في العراق على الاكثرية في مجلس النواب في الانتخابات البرلمانية، المقرر اجراؤها في  10 مارس/آذار المقبل،وقال "سوف يكون صعباً جداً على الائتلاف الشيعي الحصول على عدد المقاعد  ذاته الذي حصل عليه  في انتخابات عام 2005".
واضاف السامرائي ان هذا الائتلاف  الذي يضم اربعة احزاب معروفة بارتباطها بايران ، لم يتمكن خلال اربعة اعوام بعد اجراء الانتخابات الاولى من ان يوفر حياة افضل لعامة الشعب، لافتاً الى ان مشاكل توفير الكهرباء والماء وغيرها من الخدمات لا تزال قائمة ولم تحل، وذلك علاوة على احدى اهم القضايا الشائكة التي تواجه هذا التحالف وهي البطالة، كما اشار السامرائي الى انعدام الامن، مذكراً بالانفجارات التي وقعت في الآونة الاخيرة، منوهاً بانها قد تتكرر في اية لحظة.
واضاف  قائلا انه لم ينتج عن الفترة التي كان فيها الائتلاف  الشيعي بالسلطة ما كان يتوقعه الناخب، مما ادى الى  فقدانه الثقة التي مُنحت له، ولم يستبعد رئيس البرلمان احتمال الا يشارك كثيرون منهم في الانتخابات القادمة، او ان يعطوا اصواتهم ليس الى الذين منحوها لهم قبل اربعة اعوام .
كما قال السامرائي ان الولايات المتحدة ستسعى حسب رأيه الى الحيلولة دون فوز  ائتلاف الاحزاب الدينية الشيعية الموالية لأيران  في الانتخابات القادمة " بغية عدم تقديم العراق كهدية مجانية " الى ايران .  وحسب قوله فأن  امريكا لم تأت الى العراق  تحت شعارات ديمقراطية  من اجل تشكيل حكومة اسلامية موالية لأيران - وهي البلاد التي تنسب الى    " محور الشر".

واضاف السامرائي قائلا  ان الولايات المتحدة اضطرت في عام 2005 الى قبول نتائج الانتخابات  مهما كان مذاقها مرا بالنسبة لها، واتخذت موقف المحايد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.  كما ان مجئ القوى الموالية لأيران الى السلطة لم يولد القلق لدى الولايات المتحدة التي كانت في الواقع تمسك بزمام السلطة  في العراق.  اما اليوم فالصورة مختلفة. وسيكون من الصعب  بالنسبة الى الولايات المتحدة مجئ حكومة موالية لأيران في بغداد  بنتيجة الانتخابات القادمة.

وقال السامرائي  ان القوات الامريكية كانت في فترة  حكم لاحزاب الاسلامية في العراق منتشرة في المدن العراقية ولها حضور مكثف  في اراضي البلاد ، مما حال دون حدوث اية تغييرات او تدخل ايراني مباشر  في شؤون العراق.  لكن الوضع قد يتغير في المستقبل المنظور اخذا بنظر الاعتبار نوايا الامريكيين في الانسحاب من العراق وابقاء عد محدود فقط من القواعد في اراضيه.

ان انسحاب الامريكيين من العراق مع وجود  حكومة شيعية موالية لأيران  في السلطة  سيكون حسب قوله  انتحارا بالنسبة للمصالح  الامريكية وسيهدد الخطط الاستراتيجية للولايات المتحدة. وتابع رئيس البرلمان العراقي قوله  ان امريكا لا يمكن ان توافق على ذلك .  فأنها ضحت بالكثير جدا من اجل مصالحها الاستراتيجية في هذه البلاد.

ويعتقد السامرائي ان واشنطن مهتمة في هذه الظروف  بأن لا تشارك الاحزاب الدينية الشيعية  في الانتخابات في كتلة انتخابية موحدة كما حدث في عام 2005 .  وقد حدث الانقسام في صفوفها فعلا  حين ترأس نوري المالكي رئيس الحكومة تكتل " دولة القانون" وقرر المشاركة في الانتخابات بصورة مستقلة.

وثانيا ان تشكيل تكتل سياسي كبير يتجاوب حسب قول السامرائي مع مصالح واشنطن ، فان الولايات المتحدة ستتمكن في حالة فوزه من السيطرة على الاغلبية في البرلمان وبهذا "تسحب البساط  من تحت اقدام" الاحزاب الدينية الشيعية.

ويعتقد السامرائي ان الولايات المتحدة ستحاول لهذا الغرض ممارسة الضغوط على الاكراد بمطالبتهم الانضمام الى الاحزاب العلمانية  وكذلك الى الاحزاب السنية  التي لا تريد ايضا ان تعود الحركات الدينية الشيعية الى السلطة.  وفي حالة عدم تمكن هذا التكتل من الفوز بأغلبية المقاعد في البرلمان يوجد بديل احتياطي.  اذ ستسعى الولايات المتحدة الى دفع المالكي للتحالف مع الاحزاب العلمانية والسنية والكردية.

ويرى رئيس البرلمان العراقي ان الانتخابات القادمة ستكون عموما اكثر صعوبة من الانتخابات السابقة.  فأن عدم مشاركة السنة عمليا في انتخابات عام 2005 لم تترك آنذاك اي شك في فوز المجموعة الطائفية . اما الآن فيتوقع ان يحتدم الصراع بشدة.

كما ان الوضع قد يصبح أكثر تعقيدا  في حالة عدم السماح لعدد من الاحزاب ومنها حزب " الحوار الوطني" برئاسة الشخصية السياسية السنية المتنفذة صالح المطلك   الذي يوجد لديه 11 مقعدا في البرلمان.  وكان قد صدر قرار بذلك  من قبل لجنة اجتثاث البعث بذريعة ان زعماء الحزب يقيمون علاقات  مع انصار الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين.

وفي حالة مصادقة اللجنة العيا المستقلة للأنتخابات  على هذا القرار فأنه  قد ينسف الجهود الرامية  لجذب انصار المقاومة المسلحة الى العملية السياسية ، والذي يتوقف عليه لحد كبير احلال الاستقرار  في البلاد بعد انسحاب القوات الامريكية منها.

ويعتقد اياد السامرائي  ان القرار بشأن ابعاد المطلك من المشاركة في الانتخابات يصدر في وقت غير مناسب ولن يجلب اي خير.

اما صالح المطلك نفسه  فقد اعلن ان سبب ادراجه في القائمة السوداء يكمن في شعبيته الكبيرة التي تخشاها الاحزاب الشيعية الموجودة في السلطة.

وقد اعلن عدد من الشخصيات السياسية السنية  عن نيتها في مقاطعة الانتخابات القادمة في آذار/مكارس في حالة عدم مشارك صالح المطلك فيها.

رد فعل  المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب العراقي

اصدر المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب العراقي بيانا نفى فيه ادلاء السيد اياد السامرائي بالحديث المذكور الى مراسل وكالة " نوفوستي" واكد على ان "كل ما ورد فيه هو من نسج خيال كاتب المقالة وان رئيس مجلس النواب لم يجر اية مقابلة صحفية معه".

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا