التسونامي درس في غضب الطبيعة وكارثة إنسانية لا تنسى
تحي الدول المطلة على المحيط الهندي ، واندونيسيا على الخصوص ، وسط مشاعر ممزوجة بالحزن والألم والخوف والأمل، تحي هذه الدول الذكرى الخامسة لكارثة تسونامي التي تعد إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية في مطلع القرن الجديد.
بعد مرور 5 اعوام على كارثة تسونامي، والمناطق المنكوبة لا تزال تحت وطأة رعب تلك اللحظات. ففي اندونيسيا التي دفعت مئات آلاف الضحايا لم تنجح اعادة اعمار القسم الكبير من الدمار في معالجة النفوس الجريحة من آثار الرعب وفقدان الأحبة ،خصوصا لدى الأطفال.
ووسط مشاعر ممزوجة بالحزن والألم والخوف والأمل تحي الدول المطلة على المحيط الهندي ،واندونيسيا على الخصوص ،الذكرى الخامسة لكارثة تسونامي التي تعد إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها البشرية في مطلع القرن الجديد.
لقد كانت كارثة خلفت نحو ربع مليون ضحية، وأثارت أيضاً حملة تضامن عالمية قل مثيلها. كما فتحت فرصة لإقامة السلام في إقليم آتشه الاندونيسي المضطرب .
وتتحدث الفتاة بيبيت من اقليم آتشه عن هذه الماساة التي عاشتها ولحظات رعب التسونامي الذي سلبها اهلها وعائلتها، حيث كانت انذاك في الثالثة عشر من عمرها، واليوم بيبيت من ايتام التسونامي تعتزم الذهاب الى الجامعة وترك الذكريات المؤلمة التي تراودها عندما نامت ليالٍ في العراء وسط عشرات الجثث ، تتحدث بيبيت قائلة "الحمد لله ، معظم الوقت انا لا افكر بالتسونامي، انا احاول ان اكون قوية ،لكن في اوقات معينة ، مثلا السادس والعشرين من كل عام هذا تاريخ لن انساه. والحمد لله اليوم لا اشعر بالرعب ، فلقد حاولت البقاء قوية وحاولت ان اكون فرحة ، لكن خلال العطل اشعر بالحزن والاسى وافكر بالماضي".
وتبنت المؤسسات الحكومية انذاك رعاية الاطفال الذين نجو من هذه الكارثة لكنهم فقدوا ذويهم اومعيليهم. وبهذا الصدد ، قالت انـا ديونيلا العضوة في منظمة حماية الطفولة: " نرى أن معظم الأطفال يمكن أن يحصلوا على رعاية كافية في جو أسري، ولكن أطفال الحالات الخاصة هم يحتاجون الى رعاية المؤسسات ، واذا تم تقديم هؤلاء الى المؤسسات يجب ان يكون هناك معيار لرعايتهم فيها".
لقد بدأ التسونامي من اندونيسيا بعدما ضربها زلزال عنيف بقوة اكثر من 9 درجات بمقياس رختر. ففي اقليم آتشة وحده سقط قرابة 100الف شخص. اليوم وبعد ذلك الكابوس وبفضل المساعدات الدولية والتبرعات التي تدفقت من جميع انحاء العالم والتي وصلت قيمتها الى 13مليار دولار، تمت اعادة بناء اقليم اتشة وفتحت المدارس من جديد وعُبدت الطرق لتختفي اثار غضب الطبيعة ، ماعدا بعض الشواهد التذكارية عن التسونامي التي ابقيت لتجتذب السواح.