انسحاب القوات السوفيتية ودخول الامريكية فتح الباب للمواطنين الافغان للمقارنة بين الحالتين
انسحبت عام 1989 القوات السوفيتية من افغانستان لتدخل البلاد في دورة عنف داخلي مكنت حركة طالبان في التسعينات من السيطرة على السلطة هناك . وقامت القوات الأمريكية عام 2001 بعملية غزو لافغانستان على خلفية أحداث الحادي عشر من سبتمبر. هذا الواقع الجديد الذي تعيشه افغانستان فتح الباب للمواطنين للمقارنة بين الغزو الأمريكي والتدخل السوفييتي.
انسحبت عام 1989 القوات السوفيتية من افغانستان لتدخل البلاد في دورة عنف داخلي مكنت حركة طالبان في التسعينات من السيطرة على السلطة هناك . وقامت القوات الأمريكية عام 2001 بعملية غزو لافغانستان على خلفية أحداث الحادي عشر من سبتمبر. هذا الواقع الجديد الذي تعيشه افغانستان فتح الباب للمواطنين للمقارنة بين الغزو الأمريكي والتدخل السوفييتي.
لقد كان دخول القوات السوفيتية الى افغانستان مشفوعا بمحاربة التخلف والتطرف ودعم التوجهات الأيديولوجية التي تؤيدها موسكو، وجاءت القوات الأمريكية والناتوية لمحاربة الإرهاب وتكريس الديمقراطية وفق النمط الذي يؤيده الغرب . ولكن كيف ينظر الافغان أنفسهم إلى ذلك ؟
لقد حاول السوفييت أن يقيموا علاقات وطيدة مع الأفغان من خلال أمرين رئيسيين الأول دعم السلطات الجديدة بشتى الوسائل وخاصة عسكريا ، والثاني تقديم القروض وبناء العديد من منشآت البنى التحتية، فيما يسعى الأمريكان ايضا خلال السنوات الثماني الماضية وحتى الآن إلى دعم السلطات الرسمية وخاصة عسكريا وتقديم المساعدات المادية. لكن الخسائر البشرية والمعنوية والمادية جعلت المواطنين الأفغان ، سواء سابقاً إبان دخول السوفييت او الآن إبان غزو الأمريكان ، لا يشعرون بأي حالة إيجابية مما يتم الحديث عنه سواء تحت شعارات بناء غد مشرق ومجتمع عادل في أطروحات الماضي السوفيتي ، أو بناء المجتع الديمقراطي المتطور في شعارات الحاضر الامريكي .
وبهذا الصدد، قال الجنرال الافغاني المتقاعد زبرداست صافي "أنا كنت أخدم كجنرال في الجيش الأفغاني إبان حقبة الاتحاد السوفيتي، وكنت أشعر بأنني أخدم بلدي دون أي توجهات فكرية. ولكن وضع اليوم مختلف، فنحن نعاني من قلة الموارد والوضع المعيشي سيئ للغاية، فأنا لا أملك حتى المقدرة على كسب ما يكفي لإعالة عائلتي، ناهيك عن التدهور الأمني والفساد وازدهار تجارة المخدرات".
المفارقة الحقيقية بين الوجود العسكري السوفيتي السابق والوجود العسكري الأمريكي الناتوي الحالي هو أن السوفيت أحسوا بمدى الخطأ الذي ارتكبوه فانسحبوا ، لكن الشركاء الغربيين لم يدركوا بعد هذه الحقيقة وقرروا توسيع وجودهم العسكري هناك بدفعات جديدة ناسين حتى خصوصيات الشعب الأفغاني ومعطيات مراحل التطور التاريخية.
المزيد من التفاصيل في التقرير المصور
وللمزيد من المعلومات عن فترة وجود القوات السوفيتية في افغانستان تابعوا المادة التالية