أفغانستان.. هل يأخذ الأمريكيون العبرة من السوفييت
اتخذت القيادة السوفيتية قبل 30 عاما قرارا بالتدخل العسكري في أفغانستان متعللة بضرورة مساعدة الحكومة الموالية لموسكو ولبسط الأمن وكبح جِماح الفصائل المتمردة. لكن هذه الحرب استمرت 10 سنوات وادت إلى سقوط آلاف الضحايا من الجانبين.
اتخذت القيادة السوفيتية قبل 30 عاما قرارا بالتدخل العسكري في أفغانستان متعللة بضرورة مساعدة الحكومة الموالية لموسكو ولبسط الأمن وكبح جماح الفصائل المتمردة. لكن هذه الحرب استمرت 10 سنوات وادت إلى سقوط آلاف الضحايا من الجانبين.
يبدو أن الجدل، الذي برز بعد إعلان "البيريسترويكا"، ولاحقا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي حول صحة القرار، الذي اتخذه الكرملين بإرساله قرابةَ 80 ألفا من جنوده إلى بلاد الأفغان، يبدو أن الجدل لا يزال مستمرا الى يومنا هذا حول هذا الخطأ السياسي والاستراتيجي، الذي ارتكبته القيادة السوفيتية آنذاك. فالبعض يرى أن موسكو هرعت لإنقاذ نظام ثوري صديق، والبعض الآخر يرى أن قوى خارجية أثرت على أصحاب القرار في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي لجر موسكو إلى هذه الحرب الدامية.
وبهذا الصدد، قال وزير الدفاع الروسي الأسبق إيغور راديونوف "العلاقات بين الاتحاد السوفيتي وأفغانستان قبل دخول قواتنا الى هناك كانت جيدة جدا. إذ قمنا خلال سنوات طويلة بتقديم المساعدات الكثيرة للأفغان، وبخاصة على الصعيد المالي والعسكري، لكن البعضَ استطاع التأثير على الأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي ليونيد بريجنيف، الذي كان يرفض فكرة إدخال القوات العسكرية، وأقنعوه بأن القيادة الأفغانيةَ آنذاك بدأت تتطلع باتجاه الولايات المتحدة. لذلك اتخذ القرار ببدء الحرب، التي كلفتنا الكثير الكثير خلال 10 سنوات".
واضاف راديونوف "أن القوات الأمريكية لم تأت إلى أفغانستان لمكافحة الإرهاب كما تدعي بل لمطامعَ إقليمية واقتصادية"، على حد قوله.
وتسائل راديونوف قائلا: "منذ خروجنا من أفغانستان وليومنا هذا ازداد حجم إنتاج الأفيون والهيروين أكثرَ من 40 مرة، كل ذلك يحدث في المناطق المجاورة لجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. لماذا لا تقوم قوات التحالف بمحاربة زراعة وتداول المخدرات؟. أعتقد أن مصالح اقتصاديةً كبرى تقف وراء ذلك".
وتناوب على الخدمة في أفغانستان خلال السنوات العشر من الحرب ما يقارب 4 ملايين جندي سوفيتي، واضطرت القيادة السوفيتية إلى سحب قواتها بعد أن فقدت قرابة 14 ألف جندي، إضافة إلى تشريد وقتل ما يزيد عن مليون مواطن أفغاني. اليوم تقع قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في نفس الفخ، الذي وجدت القوات السوفيتية نفسَها فيه، ولم تستخلص العبر من ذاك الدرس المرير.
وقال رئيس جمهورية انغوشيا الأسبق روسلان آوشيف بهذا الصدد،"نعم.. إنهم يكررون نفسَ الأخطاء التي ارتكبناها في حينه، لا يمكن الانتصارعلى شعب يمقت وجود القوات الاجنبية على أرضه، لذلك نرى الشعب الأفغانيَ اليوم يقاوم بضراوة".
المزيد من التفاصيل في التقرير المصور
وللمزيد من المعلومات تابعوا مادة فترة وجود القوات السوفيتية في افغانستان ، وكذلك مادة
انسحاب القوات السوفيتية ودخول الامريكية فتح الباب للمواطنين الافغان للمقارنة بين الحالتين