روسيا تنظر في اقتراح الناتو الخاص بتوسيع التعاون في أفغانستان
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف وعد خلال لقائه مع أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف الناتو في الكرملين يوم الاربعاء 16 ديسمبر/كانون الأول بالنظر في اقتراح الحلف حول توسيع التعاون الثنائي في أفغانستان.
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف وعد خلال لقائه مع أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف الناتو في الكرملين يوم الاربعاء 16 ديسمبر/كانون الأول بالنظر في اقتراح الحلف حول توسيع التعاون الثنائي في أفغانستان.
وأوضح أن مدفيديف سيكلف الحكومة الروسية بإجراء الدراسة الدقيقة لهذا الاقتراح.
من جانبه أعلن راسموسن في أعقاب مباحثاته مع مدفيديف أن رزمة الاقتراحات التي نقلها الى موسكو تضم زيادة عدد المروحيات الروسية العاملة في أفغانستان ومشاركة روسيا في تأهيل الطيارين ورجال الشرطة وأفراد القوات الخاصة بمحاربة صنع وتهريب المخدرات الى جانب توريد قطع الغيار والوقود. كما دعا الى توسيع التعاون في مجال عبور الشحنات التابعة لحلف الناتو الى أفغانستان عبر الاراضي الروسية.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن روسيا قد نشطت مشاركتها في تسوية الوضع في أفغانستان، حيث يجري في الوقت الراهن في مطار دوموديدوفو في ضواحي موسكو تدريب 21 شرطيا أفغانيا في مكافحة تهريب المخدرات تحت إشراف خبراء من روسيا وإيطاليا وألمانيا. وأشار أن روسيا تخطط لاستقبال أكثر من 220 شرطيا أفغانيا لاجتياز دورات مماثلة في العام المقبل.
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن موسكو تقترح على حلف الناتو إقامة تعاون فعلي بين قوات التحالف العاملة في أفغانستان وقوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي. واعتبر لافروف أن التعاون بين هذه المنظمة وحلف الناتو سيزيد من فعالية الاستراتيجية الدولية لحل مشاكل أفغانستان ودعم الحكومة الأفغانية والشعب في أخذ مسؤولية الأمن في بلادهم على عاتقهم.
وذكر لافروف أن مدفيديف وراسموسن أكدا خلال لقائهما في موسكو على الاستعداد لتطوير العلاقات الطبيعية على أساس مبادئ التكافؤ والمنفعة المتبادلة.
وأشار وزير الخاريجة الروسي الى تغيير موقف الناتو من علاقاته مع روسيا، حيث يسعى الأمين العام الجديد للحلف الى فهم وتحليل الموقف الروسي، معربا عن أمله في أن يتمكن الطرفان من تقريب مواقفهما في نهاية المطاف.
أما راسموسن، فذكر ان مباحثاته في موسكو كانت بناءة وإيجابية وجرت في جو من الانفتاح.
روسيا والناتو ينتقلان الى مستوى جديد من التعاون
وقد ذكر الرئيس الروسي دميتري مدفيديف في مستهل لقائه أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف الناتو بموسكو ، أن روسيا وحلف شمال الأطلسي ينتقلان الى مستوى جديد نوعيا من العلاقات.
وأعاد مدفيديف الى الاذهان أن تاريخ علاقات روسيا والناتو شهد مراحل مختلفة في تطورها منها فترة الحرب الباردة من جهة وفترة إقامة الشراكة من جهة أخرى، كما أشار الى المشاكل التي نشبت في العلاقات الثنائية بعد عدوان جورجيا على أوسيتيا الجنوبية في أغسطس/آب عام 2008.
وفي الوقت نفسه أكد الرئيس الروسي انه أمام روسيا وحلف شمال الأطلسي العديد من التحديات المشتركة، منها مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وذكر مدفيديف أن عدد التحديات لا يتقلص بل على العكس زاد خلال السنوات الماضية ليضم على سبيل المثال مكافحة القرصنة.
وأعرب الرئيس عن أمله في أن يتسنى للطرفين التطرق الى المبادرة الروسية حول عقد معاهدة الأمن الأوروبي وفي أن تسفر زيارة راسموسن الى روسيا عن تمتين العلاقات بين روسيا والحلف وزيادة فعاليتها.
من جانبه أكد راسموسن أن غاية زيارته الى موسكو هي التأكيد على نهجه الهادف الى تعزيز العلاقات مع روسيا.
وقال راسموسن: "لدينا، طبعا، بعض الخلافات في اتجاهات معينة، ولكن على الرغم من ذلك اعتقد أن هناك آفاقا للتعاون النشيط".
ومن الاتجاهات الواعدة للتعاون بين الطرفين ذكر الامين العام للناتو خظر انتشار الأسلحة النووية ومكافحة القرصنة والإرهاب.
كما أعرب راسموسن عن تعازيه للرئيس الروسي بمناسبة تفجير القطار السريع "نيفسكي إكسبريس" في طريقه من موسكو الى بطرسبورغ، داعيا الى توحيد الجهود من أجل محاربة "هذا الشر".
كما يعتقد الأمين العام للناتو أن التعاون مع الحلف في أفغانستان مهم للغاية بالنسبة لروسيا، مشيرا الى أن تحول أفغانستان الى مأوى للإرهاب يهدد أمن روسيا بشكل مباشر.