اقوال الصحف الروسية ليوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني
الأسبوعية "أرغومنتي نيديلي" تدلي بدلوها في النقاش حول دور التجديدِ والابتكار في النهوض بالاقتصاد. فتقول إن كلمة "الابتكار" باتت الأكثر انتشاراً في روسيا. وتضيف أن الرئيس مدفيديف أكد مؤخراً أن البلاد لا مستقبل لها ما لم تأخذ بناصية الابتكارات في كل مجال. وإذ تلاحظ الصحيفة أن كبار مسؤولي السلطة يحملون شهاداتٍ جامعية تؤكد أن أي متعلم يدرك أهمية التجديدِ والابتكارِ لتصريف المنتوج سواءَ كان سفينةً فضائية أم مقعداً بسيطاً. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن ملاقط الغسيل والمقالي الحديديةَ الصينية أغرقت العالم لأن الابتكارَ الوحيدَ فيها هو سعرها المنخفض وقدرتها على المنافسة. وكذلك الأمر بالنسبة لسيارة لادا الروسية التي بالإمكان تسويقها بنجاحٍ كبير فيما لو بيعت بما لا يزيد عن 6 آلاف دولار. وتحقيق هذا الهدف يتطلب ابتكاراً واحداً فقط يتلخص بتطهير الشركة من الوسطاء . وجاء في المقال أن العالم الروسي ليف مكسيموف اخترع في ثمانينات القرن الماضي مفاعلاً نووياً يعمل بعنصر الثوريوم. وكان بالإمكان أن يغدو هذا المفاعل من أهم الابتكارات غير أن الوكالة الروسية للطاقة الذرية حالت دون ذلك لأن الذين يديرونها لا علاقة لهم بشؤون الذرة. ويؤكد كاتب المقال أن الابتكاراتِ الروسية متوفرة في كل المجالات. ومن ذلك مثلاً منظومات "كورنيت" المضادة للدبابات التي أوقفت تقدم المدرعات الإسرائيلية في لبنان أثناء حرب عام 2006. وهذه المنظومات كانت تنتجها وتُصَدرها شركةٌ روسيةٌ خاصة تراعي كافة متطلبات القانون. ولكن الرئيس بوتين منع في العام نفسه تصدير الأسلحةِ الروسية إلا عبر الشركة الرسمية "روس أوبورون إكسبورت". ويخلص الكاتب إلى أن هذه الإجراءات تجعل الكثير من الابتكاراتِ العسكريةَ الروسية خارج السوق العالمية.
مجلة "بروفيل" تلقي نظرةً على واقع الفساد في روسيا. فترى أنها سبقت جميع البلدان الأوروبية من حيث الترابط الوثيق بين الثراء والمنصب السياسي. وتنقل المجلة عن الرئيس الروسي قوله أثناء مقابلةٍ مع صحفيين أجانب، إن هذا الشر تأصل في البلاد واتخذ أشكالاً قبيحةً للغاية. إلى جانب ذلك تترك الرشوة والمحسوبية بصماتها على كافة جوانب المجتمع ابتداءً من نظام الرعاية الصحية وانتهاءً بالمنظومة القضائية. ويضيف الرئيس الروسي أن الفساد استشرى في كافة مستويات السلطة وأصبح ظاهرةً مألوفةً لدى مواطني البلاد. وبحسب تقريرٍ لمنظمة الشفافية العالمية أصدرته هذا العام، احتلت روسيا المرتبة السادسةَ والأربعين بعد المئة من حيث مؤشر الفساد وذلك ضمن قائمةٍ من 180 دولة. ويشير خبراء المنظمة إلى أن روسيا حققت تحسناً طفيفاً بلغ نقطةً واحدةً فقط مقارنةً بوضعها في العام الماضي. ويعزو الخبراء ذلك إلى إجراءات مكافحة الفساد التي اعتمدها الرئيس مدفيديف. ويرى المحللون أن المسؤولينَ والساسةَ الروس يُخفون مشاركتهم في رساميل الشركاتِ التجارية التي تَدُر عليهم أرباحاً جيدة. وفي هذا السياق يؤكد النائب السابق في مجلس الدوما فلاديمير ريجكوف أن غالبية المسؤولين يمارسون البزنس إلى جانب واجباتهم الرسمية. ويضيف قائلاً لو أن القائمين على مجلة فوربس نشروا أسماء أثرياء روسيا لكان بينها عدد كبير من أسماء الوزراء والنواب.
تتناول مجلة "إكسبرت" علاقات روسيا ببلدان آسيا الوسطى . فتقول إن كلاً من أوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان وقيرغيزيا لم تعد تأخذ مصالح روسيا القومية بعين الاعتبار في الكثير من الحالات. أما كازاخستان فما زالت تحتفظ بعلاقاتٍ وديةٍ مع جارتها الكبرى. وجاء في المقال أن الدول الغربية تسعى للسيطرة على منابع النفطِ والغاز في آسيا الوسطى وجعلِ المنطقة أداةً للضغط على روسيا. ويرى بعض المحللين أن المنطقة ستتحول من شريكٍ استراتيجي إلى مَصْدرٍ للتهديد ما لم تُعَدل موسكو سياستها المتبعة إزاء هذه الدول. وبحسب مصادر في الأمم المتحدة فإن الحدودَ المكشوفةَ في أسيا الوسطى جعلت روسيا أكبر مستهلكٍ للهيروئين الأفغاني. وبالإضافة إلى ذلك يتزايد نشاط التنظيماتِ الإسلاميةِ المتطرفة التي توقع في حبائلها العديد من شباب المنطقة. وفي هذا الصدد يقترح عضو لجنة الدوما للشؤون الدولية سيميون باغداساروف أن تكف موسكو عن محاباة العواصمِ الغربيةِ على الصعيد العالمي كما تفعل حالياً بشأن القضية الأفغانية. ويضيف أن ما يشيعه الأمريكيون عن مكافحتهم الإرهاب وتهريبَ المخدراتِ في ذاك البلد ليست سوى أكاذيب. إذ تضاعف إنتاج المخدراتِ الأفغانية عدة مرات مقارنةً بما كان عليه قبل 10 سنوات. ويلفت باغداساروف النظر إلى أن الصين لم تسمح بعبور مؤن الناتو عبر أراضيها على غرار ما فعلت روسيا. ويخلص البرلماني الروسي إلى أن مراعاة موسكو لخطط واشنطن تشجع عواصم بلدانِ آسيا الوسطى على السير بالطريق ذاته.
مجلة "روسكي نيوز ويك" تكتب عن العلاقات الروسية البولندية. فتقول إن العام القادم سيكون بالغ الأهمية بالنسبة لهذه العلاقات. وتوضح أن عام 2010 سيشهد إحياء الذكرى السبعين لمأساة كاطين والذكرى التسعين للحرب السوفيتيةِ البولندية عام 1920. وتعيد المجلة إلى الأذهان أن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مهد لزيارته التي قام بها إلى وارسو في الأول من أيلول / سبتمبر الماضي، مهد لها بمقالةٍ في إحدى الصحف البولندية. وذكَّر في تلك المقالة التي اتسمت بروحٍ تهادنية بالمصير المأساوي للجنود الروس الذين وقعوا في أسر البولنديين أثناء حرب العام عشرين من القرن الماضي. وأضاف بوتين أن أولئك الجنود شأنهم شأن الضباط البولنديين الذين أعدموا في كاطين، يجب أن يتحولوا إلى رمزٍ للأسى المشترك والغفرانِ المتبادل. وتشير التقديرات إلى أن عدد الجنودِ السوفيت الذين لقوا حتفهم في الأسر البولندي يتراوح بين 20 ألفاً و100 ألفِ جندي. وتلاحظ المجلة أن إشارة بوتين هذه أثارت عاصفةً من الإستياءِ لدى البولنديين الذين يعتبرون حادثة كاطين مأساةً كبرى بينما لايرون في هلاك الأسرى الروس أي جريمةٍ تذكر. وتنقل المجلة عن المؤرخة إيرينا ميخوتينا أن وثائق الأرشيفِ البولندي تؤكد المعاملة القاسية التي تعرض لها أولئك الأسرى بهدف تصفيتهم جسدياً. أما الدبلوماسي السوفيتي السابق فالنتين فالين فيرى أن من الخطأ الفصلَ بين ما جرى في كاطين وما حدث في معسكرات الأسر البولندية. ويتساءل قائلاً ألا يستحق الجنود الروس موقفاً إنسانيا كالذي يطالب به البولنديون لضحاياهم؟
ونختم هذه الجولة بمجلة "أوغونيوك" ومقالٍ عن المسجد الجامع في مدينة موسكو.
جاء في المقال أن المسجد شيد في عام 1904 وفق تصميم المعماري الروسي نيقولاي جوكوف. ويقف هذا الصرح الديني في موسكو شاهداً على سياسة التسامح التي انتهجتها سلطات العاصمة بداية القرن الماضي. وكان محافظ موسكو آنذاك وشقيق القيصر الأمير الأعظم سيرغي هو الذي منح الموافقة على بناء المسجد. ومنذ ذلك التاريخ وحتى أيامنا هذه لم تنقطع الصلوات فيه يوماً واحداً. وفي سنوات الحرب الوطنية العظمى كان مسلمو موسكو يَجمعون داخله التبرعات للجيش الأحمر. وبين جدرانه تليت برقية من ستالين يشكر فيها المسلمين على ما يبذلونه لنصرة الجنود السوفييت. وكان من زوار مسجد العاصمة الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر وقائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي. وبمرور الزمن لم يعد هذا المسجد قادراً على استيعاب جموع المصلين. وانطلاقاً من هذا الواقع أذنت بلدية موسكو للمرجعيات الإسلاميةِ الروسية بإعادة بناء المسجدِ القديم وتوسيع المُجمع الدينيِ كلِه. وفي ختام مقاله يلفت الكاتب إلى تخوف أنصارِ المحافظةِ على التراث المعماري من أن تؤدي عملية إعادةِ البناء إلى هدم المسجدِ القديم وبناء آخر بمواصفاتٍ عصرية.