روسيا وامريكا قد تلجآن الى وسائل اخرى بشأن ايران الى جانب المحادثات
اعلن رئيس روسيا دميتري مدفيديف خلال لقائه مع نظيره الامريكي باراك اوباما على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لدول أسيا والمحيط الهادي المنعقد في سنغافورة ان روسيا والولايات المتحدة قد تلجآن الى وسائل اخرى في حال عدم حصولهما على رد من ايران بشأن برنامجها النووي. وأعلن باراك اوباما بدوره ان مفتاح اعادة اطلاق العلاقات الامريكية الروسية صار يعمل.
اعلن رئيس روسيا دميتري مدفيديف والرئيس الامريكي باراك اوباما في البيان الصحفي المشترك الصادر عنهما في اعقاب المباحثات التي جرت بينهما يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني في سنغافورة على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول أسيا والمحيط الهادي ان روسيا والولايات المتحدة قد تلجآن الى وسائل اخرى ،الى جانب المباحثات ، في حال عدم حصولهما على رد من ايران بشأن برنامجها النووي.
وقال الرئيس الروسي بشأن الملف النووي الايراني : " اذا لم نستطع التوصل الى اتفاق فتبقى وسائل اخرى من شأنها ان تدفع العملية بطريقة اخرى". واشار مدفيديف ان هدف عمليات المحادثات مع ايران هو حمل طهران على تقديم ضمانات دقيقة بشأن شفافية البرنامج النووي بحيث لن يثير قلقا لدى المجتمع الدولي.
وذكر مدفيديف ان روسيا والولايات المتحدة اجرتا مؤخرا سلسلة من المشاورات في هذه المسألة بما فيها مشاورات على اعلى مستوى . وأضاف قائلا:" اننا استطعنا تحقيق بعض الشيء ، ولم تتوقف العملية بفضل هذه الجهود. لكن وتائر تطور هذه العملية لا ترضينا بشكل كامل".
ومضى مدفيديف قائلا: " انني آمل بان يحمل البرنامج النووي الايراني طابعا سلميا نتيجة المحادثات التي تجرى مع ايران ، ولا يثير قلقا لدى المجتمع الدولي" . كما اشار الرئيس الروسي الى "ان للمحادثات هدفا نهائيا ، وانها لا تجري من اجل عملية المحادثات ذاتها ، بل من اجل التوصل الى هدف نهائي وهو جعل البرنامج النووي الايراني برنامجا شفافا وليس برنامجا يثير قلقا لدى المجتمع الدولي".
ومن جهة اخرى اشار باراك اوباما بدوره الى انهما( هو ومدفيديف) اقاما التعاون الوثيق ويعملان منذ عقد لقائهما الاول على ايجاد طريقة بناءة رامية الى تسوية مسألة البرنامج النووي الايراني. ونوه الرئيس الامريكي الى ان روسيا والولايات المتحدة تقترحان على ايران طريقتين أولهما هي تكامل ايران مع المجتمع الدولي واستخدامها السلمي للطاقة النووية والتخلي عن صنع السلاح النووي. اما الطريقة الثانية فهي - على حد قول الرئيس الامريكي - الضغط على طهران وحملها على تنفيذ تعهداتها.
وقال اوباما: " مع الاسف فان ايران لم تستطع ايجاد اجوبة على الاقتراحات الدقيقة. وينتهي الآن الوقت المحدد لتقديم اجابة". وحذر الرئيس الامريكي قائلا: " ينبغي علينا تركيز الاهتمام على هذه المسألة . . ان روسيا والولايات المتحدة ستقترحان على ايران اختيار طريقة ترمي الى تنفيذ التزاماتها الدولية. ومن جهة اخرى فانهما ستناقشان طرقا بديلة".
مدفيديف واوباما يعربان عن ارتياحهما باجواء المحادثات وطابعها
أعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما ان عملية اعادة اطلاق العلاقات مع روسيا قد بدأت العمل . وقال اوباما ان الرئيس الروسي يطرح موقفا صربحا ومنطقيا وبناءا من العلاقات الروسية الامريكية ، مؤكداً " ان زر اعاة الاطلاق صار يعمل ".
واشار دميتري مدفيديف من جهته الى ان المحادثات مع اوباما جرت في جو رفاقي. وقال :" انني اشكر باراك اوباما على جهوده".
رئيس روسيا يأمل بأن تعقد معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية في ديسمبر/كانون الاول القادم
وقال الرئيس الروسي: " ان مناقشة معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية شغلت معظم الاوقات في حوارنا . واننا اعترفنا بضرورة اعطاء دفعة اضافية للمباحثات في هذا الشأن". وبحسب قول مدفيديف فمن الضروري "ايجاد حلول لامور لا تزال غير متفق عليها. ويعد بعضها تقنيا وبعضها الآخر سياسيا".
واشار مدفيديف قائلا: " انني اعول على ان يكون بوسعنا اعداد نص نهائي للمعاهدة، كما اتفقنا عليه خلال لقائنا الاول في لندن ولقائاتنا اللاحقة". وبحسب قوله فان ذلك سيكون اسهاما روسيا امريكيا مشتركا في تعزيز الامن الدولي.
هذا واشار باراك اوباما من جهته الى ان مسألة عقد المعاهدة الجديدة شغلت مكانة رئيسية في محادثاته مع دميتري مدفيديف. وافاد اوباما ان الجانبين تمكنا من تحقيق تقدم ملموس في مجال الاسلحة الاستحراتيجية الهجومية ،بالرغم من بعض المسائل التقنية المعقدة التى لا تزال قائمة.
والجدير بالذكر ان معاهدة الحد من الاسلحة الاستحراتيجية الهجومية (ستارت – 1) الموقعة في عام 1991 تعتبر وثيقة رئيسية بين موسكو وواشنطن في مجال نزع السلاح. وانها تلزم كلاً من موسكو وواشنطن بتقليص عدد الرؤوس النووية لدى كل منهما إلى 6000 رأس ، ووسائل حملها الإستراتيجية إلى 1600 وسيلة. وينتهى مفعول المعاهدة في ديسمبر/كانون الاول عام 2009 . ووقع الرئيسان الروسي والامريكي في صيف العام الجاري "مذكرة التفاهم في مجال التقليص اللاحق والحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية". وحددت هذه الوثيقة الحد الاقصى لتقليص الاسلحة. ومن شأنها ان تصبح اساسا لعقد معاهدة جديدة في مجال الاسلحة الاستراتيجية الهجومية. واعلن الجانبان في تلك المذكرة نيتهما في تقليص كمية الرؤوس النووية حتى 1500 – 1675 رأسا ، وتقليص وسائل حملها حتى 500 – 1000 وسيلة.
لافروف: روسيا تعول على حل قضية ايران بطريقة سياسية ودبلوماسية دون تشغيل آلية مجلس الامن الدولي
الى ذلك ، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف معلقا على نتائج اللقاء الذي عقد بين الرئيسين دميتري مدفيديف وباراك اوباما ،ان روسيا لا تزال تعول على حل قضية ايران بطريقة سياسية ودبلوماسية بدون ان تشغل آلية مجلس الامن الدولي.
وبحسب قوله فان الرئيسين قد ناقشا الملف الايراني والوضع في هذا البلد في الظروف التي تحاولان فيها بنشاط مساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في جهودها الرامية الى تفعيل آلية صنع الوقود الذي يحتاج اليه مفاعل طهران للدراسات العلمية على اساس استخدام اليورانيوم المنخفض التخصيب المتوفر لدى الجانب الايراني.
وقال لافروف:" لم يتغير موقفنا. ونعتقد ان الوقت لم ينته بعد لحل هذه المشكلة بطرق سياسية ودبلوماسية دون تشغيل آليات مجلس الامن الدولي ،ولو بمراحلها المبكرة".
لافروف: دميتري مدفيديف وباراك اوباما اتفقا على ترخيص تكلفة آلية الرقابة على تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية
واعلن سيرغي لافروف ان دميتري مدفيديف وباراك اوباما اتفقا على جعل آلية الرقابة على تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية ارخص من ناحية النفقات الموظفة لها.
وقال لافروف: " انهما قد حددا اليوم أطرا يتمنان ان يتوصل الوفدان داخلها الى اتفاقات. وبالاضافة الى المؤشرات الكمية فان المعاهدة الجديدة ينبغي ان تعكس اتفاقا آخر قد تم التوصل اليه في موسكو، وهو جعل آلية الرقابة ابسط وارخص".
وبحسب قول لافروف فان القيادة الامريكية مفتوحة لاجراء حوار متكافئ. واشار وزير الخارجية الروسي قائلا: " ان هذا الامر يزيد من الثقة المتبادلة ويجعلنا الا نستعين بآليات رقابة غالية". وأفاد لافروف ان الوفدين سيحصلان على تعليمات بهذا الشأن من رئيسيهما.
لافروف وكلينتون يتفقان على عقد لقاء واحد على الاقل سنويا
اتفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الامريكية هيلاري كلينتون على ان يلتقيا مرة واحدة على الاقل في السنة وذلك حسبما تنص عليه الوثيقة التنظيمية للجنة الثنائية بين البلدين.
وقدم الوزيران تقريرا بهذا الشأن يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني على هامش لقاء بين الرئيسين الروسي والامريكي في سنغافورا. وجاء في الوثيقة ان "اللجنة الرئاسية الثنائية بصفتها آلية بناءة ومنتظمة فستعمل على تحقيق المهمات ذات الأولوية في العلاقات الثنائية".
ومن المقرر ان تتكون فرق العمل واللجان الفرعية للجنة من ممثلين للهيئات الحكومية المعنية في البلدين بحيث تلتقي بشكل دوري، وعلى رئيسي اللجنة ان يحددا جملة المبادرات ذات الاولوية وكذلك خريطة الطريق لتحقيقها.
يمكنكم الإطلاع على المزيد من التفاصيل حول العلاقات الروسية الأمريكية