بيان ختامي للجنة المبادرة العربية يرفض الحدود المؤقتة للدولة الفلسطينية ويتمسك بموقف اوباما من الاستيطان
قدم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تقريراً في الاجتماع الطارئ الذي عقدته لجنة المبادرة العربية للسلام 12 نوفمبر/تشرين الثاني في مقر الجامعة العربية بالقاهرة جاء فيه ان ما تقوم به اسرائيل يبدد امكانية تحقيق سلام عادل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مشيرأً الى ان الانتهاكات التي شهدتها مدينة القدس في الاونة الاخيرة تدعو الى القلق.
اصدرت لجنة المبادرة العربية بياناً في ختام الاجتماع الطارئ الذي عقدته اللجنة في مقر الجامعة العربية بالقاهرة 12 نوفمبر/تشرين الثاني جاء فيه انه لا سلام قبل الانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة عام 1967.
كما رفض البيان اية حلول جزئية واقامة دولة فلسطينية على حدود مؤقتة، وتمسك الجانب العربي بموقف الرئيس الامريكي براك اوباما حول ايقاف الاستيطان الاسرائيلي بكل اشكاله.
كما اتفقت اللجنة على رفع توصية الى مجلس الجامعة العربية لطلب انعقاد مجلس الامن لاحقاً وطرح بعض القضايا ومنها اقامة الدولة الفلسطينة وقبولها عضواً كامل العضوية في هيئة الامم المتحدة، بالاضافة الى تحميل اسرائيل مسؤولية ما يدور في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
هذا وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين ورئيس الوفد الفلسطيني في الاجتماع صائب عريقات قد قدم تقريراً جاء فيه ان ما تقوم به اسرائيل يبدد امكانية تحقيق سلام عادل بين الفلسطينيين والاسرائيليين المرتكز على اقامة دولة فلسطينية قابلة لحياة وذات سيادة تعيش جنباً الى جنب بسلام وامن مع دولة اسرائيل"، مشيرأً الى ان الانتهاكات التي شهدتها مدينة القدس في الاونة الاخيرة كالاعتداءات على المصلين في المسجد الاقصى تدعو الى القلق.
وجاء في التقرير ان اسرائيل بصدد بناء 2995 وحدة سكنية منذ يونيو/حزيران الماضي، بالاضافة الى ان انها اصدرت تصاريح لبناء اكثر من 600 وحدة سكنية في الضفة الغربية، كما خصصت الحكومة الاسرائيلة خصصت ما بين مليار واثنين مليار شيكل لبناء مستوطنات في غضون العامين القادمين.
واكد الوفد الفلسطيني المشارك في الاجتماع على عدم قيام اسرائيل بالالتزامات المفروضة عليها في اطار خارطة الطريق.
وقال الامين العام للجامعة عمرو موسى ان الاجتماع جاء "في ظل التعنت والمماطلة" من الجانب الاسرائيلي، ويهدف الى تحديد موقف عربي تجاه الاوضاع الحالية، خاصة في ظل التطورات التي شهدتها المنطقة منذ اخر اجتماع لوزراء الجامعة العربية في سبتمبر/ايلول الماضي، واهمها محاولات اسرائيل الالتفاف على الحقوق الفلسطينية والدعوة لتاسيس دولة فلسطين على حوالي 60 في المئة من الاراضي الفلسطينية.
ويأتي هذا الاجتماع بطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمناقشة ما آلت إليه عملية السلام في ظل التطورات الأخيرة والعثرات التي تضعها إسرائيل أمام استئنافها والموقف الفلسطيني بعد إعلان عباس أنه لن يخوض الانتخابات المقبلة، وتعقد اللجنة اجتماعها الطارئ على مستوى وزاري برئاسة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني .
هذا ونفت مصادر عربية أن يكون هناك توجه عربي لسحب المبادرة العربية للسلام في الوقت الحالي لكنها قالت إن المبادرة لن تبقى على الطاولة إلى الأبد.
وفي لقاء اجرته قناة "روسيا اليوم" مع المحلل السياسي زياد حموري، قال حموري ان بوادر فشل المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين بدأت في الظهور في عهد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت، على الرغم من التصريحات كلا الجانبين آن ذاك عن تقدم ما في مسار التسوية السلمية، لا سيما في بعض القضايا النهائية.
اما وبعد انتهاء فترة اولمرت لرئاسة الوزارة بدأت تظهر تصريحات فلسطينية تشير الى عدم وجود تقدم يذكر.
واضاف حموري ان "ما زاد الامور سوءاً" هو صدور موقف امريكي"غير متوقع" يتمثل بدعم واشنطن "غير المحدود" لاسرائيل، ما دفع الفلسطينيين الى الاعلان عن فشل المفاوضات.
وقال حموري ان ثمة احباط تشعر به القيادة الفلسطينية، الا انه اشار الى "خيارات كبيرة" لا تزال في جعبة الفلسطينيين، مذكراً بانتفاضة 1987 السلمية التي اعتبر حموري ان احتمال تكرارها في الفترة الراهنة وارد.
واضاف ان الفلسطينيين محبطون كذلك بسبب الموقف الاوروبي غير الواضح، لافتاً الى انه لدى اوروبا امكانيات تؤهلها للعب دور اكبر من مجرد اصدار "بيانات خجولة"، مشدداً على انه ينبغي لاوروبا لعب دور اكثر فعالية فيما يتعلق بالاستيطان الاسرائيلي.