اقوال الصحف الروسية ليوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني
صحيفة "ارغومنتي نيديلي" تتناول واقع العلاقات الروسية ـ الأمريكية بعد انقضاء أكثر من نصف سنة، على إطلاق أوباما شعارَ "إعادةِ اطلاق العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا". تقول الصحيفة إنه منذ ذلك الحين حضرت إلى روسيا وفودٌ أمريكية عديدة ضمت كبار المسؤولين. لكن هذه الزيارات لم تحقق تَـحَـولاً في الموقف الروسي إزاء الولايات المتحدة.
وهذا الأمر يثير الحيرةَ والاحباطَ لدى الأمريكيين. وتنقل الصحيفة عن أوساط في الإدارة الأمريكية أن تَـعامل رئيسِ الوزراء فلاديمير بوتين مع المسؤولين الأمريكيين ينطوي على قدر كبير من التجاهل واللامبالاة. فعلى سبيل المثال عندما قامت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بزيارتها الاخيرة إلى روسيا سافر بوتين إلى الصين للمشاركة في اجتماعات منظمة شنغهاي للتعاون. ومن اللافت للنظر أنه في ذلك الوقتِ تحديدا بَـحَـثتْ منظمةُ شنغهاي مسألةَ استحداثِ عملةٍ عالمية تحل محل الدولار. وتورد الصحيفة ما يراه بعض المراقبين من أن روسيا تريد أن تُـفهم العالم أن الصرخة التي أطلقها باراك اوباما لإعادة الحياة إلى العلاقات الروسية ـ الامريكية تُـهِـمُّ أوباما في المقام الاول لأنه يريد من وراء ذلك أن يُحسن صورةَ الولايات المتحدة في العالم ويكسبَ دعمَ روسيا للحرب في أفغانستان. ويختم ديلياغين بالقول إن مسألةَ تجميلِ صورةِ أمريكا في عيون العالم ليست شأنا روسيا وفي ما يتعلق بأفغانستان فإن روسيا لا تمانعُ في المشاركة في إعادة إعمار ذلك البلد لكنْ بعد أن يَـعودَ له الاستقرار لكنها ليست في وارد المشاركة في الأعمال القتالية إرضاء لخاطر أمريكا.
مجلة "إكسبيرت" تسلط الضوء على الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إلى باكستان الأسبوع الماضي مبرزة أن كلينتون أعلنت لمضيفيها في إسلام آباد أن بلادها سوف تقدم مساعداتٍ ماليةً سخيةً لباكستان. وأوضحت لهم أن الهدف من هذا الدعم المالي يختلف عن هدفِ المساعدات التي كانت إدارة بوش تقدمُـها لنظام الرئيس السابق برويز مشرف. ذلك أن هذه الأموالَ ليست مخصصة فقط لدعم الجيش الباكستاني
كما كان في السابق. وإنما سيذهب قسمٌ كبير منها لدعم قطاعات الاقتصادِ المدنية وفي مقدمة هذه القطاعات قطاع توليد الطاقة الكهربائية. وفي هذا المقام أكدت كلينتون أن واشنطن وإسلام آباد سوف تباشران في المستقبل القريب بتنفيذ عدةِ مشاريع في مجال الطاقة لمساعدة باكستان على الخروج من الأزمة المستعصية التي تعاني منها. وتنقل الصحيفة عن محللين أن إدارة أوباما ومن خلال مراجعتها لتجربة إدارة بوش وجدت أن التركيز على العامل العسكري لم يحقق أي تقدم ولهذا التفتت إلى الجانب الاقتصادي انطلاقا من قناعتها بأن إنعاش الاقتصاد الباكستاني يُمثل أفضل وسيلة لمواجهة تزايدِ التطرفِ في ذلك البلد. وتبرز المجلة أنه ثمة بين المحللين من يرى أن الأمور في باكستان ليست بالبساطة التي يُـنظر إليها من شرفات البيت الأبيض. ذلك أن "حركة طالبان باكستان" تمكنت من كسب تعاطفِ القسمِ الأكبر من المجتمع الباكستاني. وسوف يكون من الصعب تغييرُ الوضعِ القائم حتى وإنْ تَـمَّ ضخُّ مبالغ طائلةٍ من الاموال.
مجلة "روسكي نيوزويك" تبرز أن روسيا تَـعتزم بيع كميات كبيرةٍ من احتياطيها من الذهب تُـقدر بخمسةٍ وعشرين طنا علما بأن هذه الكمية، تعادل 15 % من إجماليّ ما تم استخراجُـه من الذهب في روسيا هذا العام. تشير المجلة إلى أن هذه هي أكبرُ كميةٍ تطرحها روسيا للبيعِ منذ أيام غورباتشوف عندما اضطُرت الحكومة السوفيتية لبيع الذهب لكي تؤمن للشعب الموادَ الغذائية و السلعَ الاستهلاكية. ويتساءل كاتب المقالة عن السبب الذي يجعل الحكومة الروسيةَ تبيع هذه الكميةَ من الذهب في هذا الوقت بالذات: ذلك أن أسعار الذهب لا تزال في ارتفاع مستمر وليس من المتوقع أن تتوقف عن الارتفاع في المستقبل المنظور. ويضيف الكاتب أن الحكومة ليست بحاجة للاموال ذلك أن اسعار النفط ارتفعت إلى مستويات جيدة ورَفَـدت خزينةَ الدولة بما يكفي من الأموال. ويخلص الكاتب إلى تفسيرٍٍ مفاده أن الحكومة أقدمت على هذه الخطوةِ لكي تعوض ما خسِـرتْه جراء دعمِـها لشركة "ألروسا" الحكوميةِ التي تهيمن على ربع تجارة الماس في العالم. ويوضح الكاتب أن شركة "ألروسا" تكبدت خسائر فادحةً بسبب انخفاض الطلب العالمي على الماس. وعندما حاولتِ الحكومةُ تنشيطَ الطلب بصورة مُـصطنعة اضطُرت لاقتطاع مبالغ كبيرةٍ من الميزانيةِ لشراء الماس وبالتالي لانتشالِ الشركة من أزمتها. لكن هذه الخطوةَ لم تفلح في حل كافةِ مشاكلِ الشركة التي لا تزال بحاجة ماسة إلى المزيد من القروض الحكومية المُـيَـسّرة.
مجلة "إيتوغي" تتوقف عند ظاهرةِ تزايُـدِ اهتمام المستثمرين بالصكوك الاسلامية موضحة أنَّ أهم ما يميزُ هذا النوعَ من الصكوك هو ارتباطها بأصول حقيقية ومردودُها الذي غالبا ما يفوق مردودَ نظائرها من السنداتِ والاوراقِ المالية الاخرى. وتلفت المجلة النظر إلى أن الطلب على الصكوك الاسلامية يَـلقي رواجا كبيرا لدى المستثمرين من غير المسلمين وتَـذكر بمثابة تأكيد لهذه المقولة أن المستثمرينَ من غير المسلمين اشتروا أكثر من 50 % من مجموعِ صكوكِ الاصدارِ الاسلامية التي كانت قطر قد اصدرتها عام 2003 بهدف تمويل بناء مدينةٍ طبيةٍ في عاصمتها الدوحة. ويشير كاتب المقالة إلى أن رجال الاعمال الروس يواجهون صعوبةً في الاستثمار في الصكوك الاسلامية. وهذه الصعوبة تكمن في أن السنداتِ الماليةَ الاسلامية ليست مُدرجةً في كل البورصات العالمية وانما فقط في بورصات عدد من الدول الاسلامية التي لا يمتلك سماسرةُ البورصات الروسيةِ وسائلَ التواصل معها. لكن هذا العاملَ رغم أهميته لمْ يَـحُـلْ دون وصولِ المستثمرين الروس إلى الصكوك الإسلامية. حيث وجد الكثيرون من هؤلاء طريقهم إلى الصكوك الإسلامية عبر سماسرة البورصات العالمية مثل دويتشه بنك وسيتي غروب ومورغان ستانلي وغيرُهم.
ونبقى في مجلة "إيتوغي" لنختم بمقالة يشير كاتبها إلى أن الخريفَ في بلدان البلطيق فصلٌ كئيب حيث يبدأ البرد وتهطل الأمطار بشكل مستمر ويطول الليلُ وجاءت الأزمة الاقتصادية هذا العام لتزيد الجوَّ كآبة. ومحاوَلَـةً من موظفي شركة "تيلي تو" السويدية للاتصالات العاملين في جمهورية لاتفيا محاولةًً منهم للتغلب على رتابة الحياة في ذلك البد، قاموا بحفر حفرة في أحد الحقول ونشروا على حوافها ألعابا نارية. وعندما أضرموا النار فيها بَـدَتِ وكأنها ناتجةٌ عن سقوط نيزك. فَانتشرت أخبارُ النيزكِ المزعوم انتشار النار في الهشيم. وهُـرعت قوات الأمن والإطفاء إلى المكان وتدافع المصورون ومراسلو الفضائيات. لكنَّ السويديين عندما علموا بأن عُـلماءَ الفضاء والجيولوجيا في طريقهم إلى المكان للوقوف على طبيعة وحجم وسرعة النيزك أدركوا أن تسليتَـهم اتخذت أبعادا أكبرَ مما كانوا توقعون فاعترفوا بذنبهم. ولقد أثار هذا الأمر غضبَ وزيرة الداخلية اللاتفية فوصفت تصرف السويديين بالمهزلة وطالبت الشركةَ بتعويضٍ مصالح الأمن والإنقاذ والمطافئ عن الخسائر التي تكبدتها. وتنقل المجلة عن مشاركين في تمثيلية النيزك أنهم أصابوا عصفورين بحجر واحد. فقد تغلبوا على رتابة الحياة وجعلوا إسم شركتِـهم متداولا في كل وسائل الإعلام العالمية.