اقوال الصحف الروسية ليوم 24 اكتوبر/تشرين الاول
الصحيفة الأسبوعية "روسيَّـا" تنشر مقالة للخبير الألماني في شؤون روسيا ورابطة الدول المستقلة ألكسندر رار، يَـطرح فيها رؤيتَـه لمستقبلِ رابطةِ الدول المستقلة التي تضم اثنتي عشرةَ جمهوريةً من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. يرى المحلل السياسي الألماني أن عِـقْـدَ الرابطةِ في طريقه إلى الانفراط وعلى أنقاض الرابطة سوف تتشكل 3 اتحادات أو تجمعات تَـجمُّـعٌ وَسَـط آسيوي وآخرُ قوقازي والثالث سلافي. وعَـبَّـر رار عن قناعته بأن التجمع الذي يضم جمهوريات آسيا الوسطى ـ أوزبكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمنستان سوف يقع تحت تأثير الصين على الأقل من الناحية الاقتصادية. أما الجمهورياتُ القوقازية، أذربيجان وجورجيا وأرمينيا فسوف تصبح مع مرور الوقت دولا شرقَ أوروبيةً تقليدية. ولدى تطرقه إلى التجمع السلافي الذي يضم روسيا وأوكرانيا وبيلوروسيا، أكد المحلل السياسي الألماني أن هذا التجمع هو الفضاءُ الأهمُّ والحيويُّ بالنسبة لروسيا. ولهذا تسعى السياسة الروسية جاهدةً لإنشاء نوع من الاتحاد مع أوكرانيا وبيلوروسيا وهي في سبيل ذلك تتغاضى عن كل المنغصات التي تظهر في سياسات هاتين الدولتين بين حين وآخر. ويؤكد رار أن الاتحاد الأوروبي لا يمتلك الإرادةَ السياسية ولا القدراتِ الاقتصاديةَ اللازمة لضم بيلاروسيا وأوكرانيا إلى صفوفه. لهذا فإن الظروف الموضوعية سوف تدفع هاتين الدولتين إلى الدخول في نوع من الاتحاد مع روسيا. وليس على موسكو في المرحلة الراهنة إلا أن تمتنع عن ممارسة أي ضغط على كييف ومينسك.
ونبقى في الصحيفة الاسبوعية "روسيا" لنستعرض مقالةً أخرى تتحدث عن تقرير لجنة غولدستون الذي يتهم إسرائيلَ بارتكاب جرائم حربٍ وجرائم ضد الإنسانية خلال العمليات العسكرية التي نفذتها ضد قطاع غزة. تبرز المقالة نقلا عن وكالةِ "كورسور" الاسرائيلية الناطقةِ باللغة الروسية أن غالبية الإسرائيليين يشعرون بالأسف للموقف الذي اتخذته روسيا في مجلس حقوق الإنسان دعما لتقرير غولدستون. وذلك رغم الجهود الجبارة التي بذلتها الدبلوماسية الاسرائيلية لثني موسكو عن ذلك. وتلاحظ الصحيفة أن الساسة الإسرائيليين لدى تطرقهم إلى تقرير غولدستون يحاولون تمييع الموضوع من خلال الحديث عن أمور عامة مثل ضرورة القضاء على الارهاب. ويتجنبون التركيز على الأعداد الكبيرة من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين. أما رئيس اللجنة التي رفعت التقرير إلى مجلس حقوق الإنسان القاضي ريتشارد غولدستون، فأكد في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" أن اسرائيل كان بإمكانها أن تفعل الكثير للحيلولة دون وقوع هذا العدد الهائل من الضحايا بين المدنيين. ويرى غولدستون أن على مجلس الأمن أن يتابع التدابير التي سوف يَـتخِـذُها طرفا النزاع. فإذا لم تُـستخلصِ العبرُ ولم يَـنَـلِ المجرمون عقابهم فإن من واجب مجلس الأمن أن يحيل التقرير الى محكمة الجنايات الدولية. ويعلق كاتب المقالة على أقوال غولدستون مؤكدا أن إسرائيل تنظر نظرةً غاية في السلبية إلى مثل هذا التطور وتَـستبعِـد أيةَ إمكانية لمثول مواطنيها أمام محكمة لاهاي.
صحيفة "سوبيسيدنيك" تلفت النظر إلى أن أكبر البنوك الروسية ـ سبير بانك طرح مناقصة للتعاقد مع شركةٍ مهمتها تحصيلُ الديون المعدومة من الأشخاص والشركات الذين يتهربون من تسديد ما استحق عليهم من ديون.
وتشير الصحيفة الى أن الاستعانة بشركات مساعدة لا تنحصر في المجال المصرفي وحدِه، بل تنسحب على طيف واسع من التعاملات. حيث يلجأ الكثير من الشركات إلى الاستعانة بشركات متخصصة بهذا النوع من البزنيس الذي يتمتع بخصوصية لا يدخل في اختصاص الشركات التي تمنح القروض. وتوضح الصحيفة أن ملاحقة الاشخاص أو الشركات المديونة مهمةٌ صعبة وتحتاج الى أشخاص محترفيين لا تقتصر مهمتهم على متابعة الجهات المديونةِ بواسطة الهاتف بل تتعداها لملاحقتهم بالطرق القانونية. علما بأن هذا النوعَ من البزنس أثبت فعالية في الكثير من بلدان العالم. ويلفت كاتب المقالة النظر إلى أن الجهات التي كانت تمنح القروض في روسيا كانت تستعين بشركات أمنية مشبوهةٍ لتحصيل ديونها. أما اليوم فأصبح بالإمكان تحصيل الديون بطُـرُق متحضرة بعد أن أُقِـرتِ التشريعات اللازمة لذلك. وهذه التشريعات جاءت في الوقت المناسب لكي لا تصل الديونُ المعدومة إلى مستوى يجعل ظهورَ موجة ثانية من الأزمة المالية أمرا لا مفر منه.
صحيفة "أرغومنتي نيديلي" نشرت مقالةً بمناسبة الذكرى الخامسة والاربعين لاختبار اول قنبلة ذرية صينية تُـوضِّـح فيها أن فكرة صُـنعِ السلاح النووي في الصين ظهرت سنةَ 1949 عندما حضر الزعيم الصيني ماو تسي تونغ بزيارة رسمية إلى الاتحاد السوفياتي وعَـرض له مضيفُـه الزعيم السوفييتي ستالين فيلما وثائقيا عن السلاح النووي السوفياتي. وعلى الرغم من الاهتمام الشديد الذي أبداه ماو بالحصول على هذا السلاح إلا أن الكرم الستاليني لم يذهبْ أبعدَ من الكلام. وبعد موت ستالين قدم خليفتُـه خروشوف الوعد الى ماو بمساعدة الصين في صنع القنبلة الذرية لكن وعْـدَ خروشوف لم يترجم أبدا إلى عمل. لهذا قرر ماو سنة 1958مباشرةَ العملِ على صنع القنبلة الذرية بالاعتمادَ على الخبرات الوطنية. وأطلق لهذا الغرض حملة دعائية تعزف على الشعور القومي. فــعاد إلى الوطن الأم آلافُ العلماء والمهندسين الصينيين من مختلف بلدان المهجر. وشكَّل نواةَ هؤلاء المهندسين الذين تلقوا علومَـهم في المعاهد السوفياتية. يرى كاتب المقالة أن الاتحاد السوفيتي بقصد منه أو بدون قصد وبشكل مباشر أوغير مباشر شارك في صنع القنبلة الذرية الصينية. وبالتالي ساهم في بلورة السيادة السياسية والاقتصادية الصينية. لكن الاتحاد السوفياتي لم يكسب بالمقابل صديقا أو على الأقل جارا محايدا، بل أوجد لنفسه منافسا قويا يشترك معه في حدودٍ يبلغ طولُـها 4 آلاف كيلومتر.
مجلة "روسكي نيوزويك" تسلط الضوء على مجريات الاجتماع السنوي لمنظمة الاغذية والزراعة العالمية "فاو"، الذي عُـقد مؤخرا في روما والذي أكدت مداخلاتُـه أن عدد الجياع في العالم سوف يتخطى بنهاية العام الجاري حاجز المليار. وأكد جاك ضيوف المدير العام لمنظمة الـ"فاو" أن الأمن الغذائي العالمي تدهور إلى مستوىً أصبح يهدد البشرية بأخطار جسيمة. ويرى ضيوف أن وراء ذلكَ عدةَ أسباب منها: الغلاءُ الفاحش للمواد الغذائية في الدول الفقيرةوتزايدُ عدد سكان تلك الدول بوتائر عالية. والتمييزُ الذي يمارس في إطار منظمة التجارة العالمية والتغيرات المناخية. وأضاف السيد ضيوف أن الأزمة المالية العالمية جاءت لتزيد الأمور سوءا، فخلال الأشهر العشرة الماضية ازداد عدد الجائعين في العالم بحوالي 100 مليون شخص. وفي ختام مؤتمرها دعت منظمة الـ"فاو" الدولَ الغنية والدول النامية والمنظماتِ الانسانيةَ على المستويين المحلي والعالمي دعتها إلى اتخاذ تدابير عاجلةٍ لإطعام الجوعى وصياغةِ استراتيجيةٍ تضمن القضاء على ظاهرة الجوع بشكل نهائي.