أقوال الصحف الروسية ليوم 12 اكتوبر/تشرين الاول
صحيفة "فريميا نوفوستيه" تستعرض مضمون المقابلة التي أجرتها القناة التلفزيونية الأولى يوم أمس مع الرئيس دميتري مدفيديف. يعترف الرئيس بأن الأزمة ألحقت بالاقتصاد الوطني ضرراً فاق التوقعاتِ الأولية. ويوضح أن الخسائرَ الحقيقية فاقت توقعاتِ الحكومةِ الروسية والبنكِ الدولي. أما نسبة هبوط الناتج الإجمالي المحلي فقد تبلغ 7.5% العام الجاري. ومع ذلك يعبر مدفيديف عن ثقته بأن المواطنينَ العاديين لن يشعروا بشدة هذا الهبوط. ويلفت إلى أن إجراءات مكافحة الأزمة ساعدت على تخطي الأسوأ في مجال البطالة وقطاع المصارف والاقتصاد الحقيقي. ويؤكد الرئيس الروسي أن الالتزاماتِ الاجتماعية ستبقى على رأس المهام المنوطةِ بالسلطات الرسمية. ويضيف أن البلاد تعاني من نسبةِ فقرٍ مرتفعة، ولذلك ستحتفظ ميزانية الدولة بطابعها الإجتماعي. كما جاء في المقابلة أن السلطة تولي اهتماماً خاصاً لمشكلة البطالة. فمع بداية الأزمة تجاوز عدد العاطلين عن العمل الخمسة ملايين، ليرتفع بعد ذلك إلى حوالي سبعة ملايين وخمسِمئةِ ألف. أما الآن، فقد تقلص هذا العدد، ما يبرهن على فعالية بعضِ البرامج الموجهةِ لمكافحة البطالة. ويؤكد الرئيس على أهمية دور السلطة في السيطرة على نسبة العِمالةِ الوطنية. ويشير أيضاً إلى مشكلة التضخم التي لم تفلح الحكومة في حلها حتى الآن. ويعزو السبب في ذلك إلى زيادة الإنفاق الحكومي على عدة محاور. وفي الختام يلفت الرئيس إلى مشكلةٍ أخرى ابتليت بها روسيا منذ القدم، وهي الفاصل الزمنيُ الطويل بين اتخاذ القرار وتطبيقه.
صحيفة "روسيسكايا غازيتا" تكشف عن تفاصيلَ مثيرةٍ للاهتمام أثناء توقيعِ بروتوكولي تطبيعِ العلاقات بين أرمينيا وتركيا. جاء في المقال أن الجهاتِ الراعيةَ للاتفاق بذلت كل ما بوسعها لتجنب ما من شأنه أن يعكر صفو العملية، وأقنعت كلاً من وزيري خارجية البلدين بإطلاعِ الآخر على نص الخطاب الذي سيتلوه بعد التوقيع. إلا أن هذا الحرصَ الزائد كاد أن يفسد عملية التوقيعِ بالكامل. وتنقل الصحيفة عن مصدرٍ في الوفد الروسي أن الوزير الأرمني اعترض على عبارةٍ في نص نظيره التركي حول التحقيق في ما يعرف بمجازر الأرمن. ويضيف المصدر ذاته أن المناقشات حول هذا الموضوع استغرقت وقتاً طويلاً حتى باتت تهدد بإفشال جهود التطبيع. إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنقذ الموقف. فبينما كان مجتمعاً مع نظيريه الفرنسي والسلوفيني والمفوض الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، تناول ورقةً وكتب عليها عبارةً تدعو الوزير الأرمني إلى القبول بحفلِ توقيعٍ دون خطابٍ ختامي. ووضع توقيعه على هذه الورقة إلى جانب لافروف كل من كوشنير وجبوغار وسولانا. وبعد أقل من ساعة جرى حفل التوقيع بنجاح.
صحيفة "إزفيستيا" تعلق على قرار منحِ الرئيس الأمريكي جائزةَ نوبل للسلام. فتقول إن الميدالية الذهبية التي سيتسلمها باراك أوباما قد تصبح عبئاً ثقيلاً على كاهله. وتوضح الصحيفة أن مجلس الأمن القومي الأمريكي يناقش حالياً مسألة تعزيزِ القواتِ العاملةِ في أفغانستان بأربعين ألفَ جندي. وتضيف أن سيد البيت الأبيض إذا رفض تلبية هذا الطلب فسيتهم بمسايرة الجهة المانحة للجائزة. أما إذا استجاب لمطالب جنرالته فسيتُهم بخيانة قيم السلام، وهما أمران كلاهما مر. من جانبٍ آخر يخشى أنصار أوباما أن يتعرض لحملةِ انتقاد كالتي تعرض لها سلفه بعيد سقوط بغداد. وتعيد الصحيفة إلى الأذهان أن بوش الابن تسرع حينذاك بالإعلان عن تنفيذ المهمة، رغم أن المعاركَ الحقيقية كانت ما تزال بانتظار الجيش الأمريكي. وهاهو أوباما يفوز بجائزة السلام والحرب لم تضع أوزارها بعد. ومن طرفها تحاول اللجنة القومية للحزب الديمقراطي تجنيب الرئيس الحالي المتاعب التي قد تجرها عليه جائزة نوبل، فأصدرت بياناً جاء فيه أن أعداء أمريكا ما زالوا يكرهون أوباما. وبهذا الصدد يلفت المراقبون إلى أن زعماء طالبان اعتبروا منح الجائزةِ لأوباما بمثابة الإهانة. أما قيادة حماس فرأت أن من السابق لأوانه تكريمَه على هذا المستوى. ويخلص المقال إلى أن منح الرئيس الأمريكي جائزة نوبل للسلام عبارة عن سلفة، وليس تقديراً لما أنجزه خلال تسعة أشهر من ولايته.
صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" تتحدث عن الجولة التي تقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية في أوروبا، فتقول إنها ستختتمها بزيارةٍ إلى روسيا. وتضيف الصحيفة أن هيلاري كلينتون ستزور العاصمة موسكو ومدينة قازان التي ستصلها يوم الأربعاء القادم. وتنقل عن ناطقٍ باسم الخارجية الأمريكية أن كلينتون ترغب بدراسةِ تجربةِ العاصمةِ التتارية في مجال التسامحِ والتعاون بين أبناء الطائفتين الإسلامية والمسيحية. كما أنها ترغب بإلقاء نظرةٍ على روسيا خارج موسكو. ويلاحظ كاتب المقال أن التصريحاتِ الفضفاضة حول أهداف زيارة كلينتون هذه جاءت بعد استفسار أحد الصحفيين عما إذا كان الاهتمام الأمريكيُ المتزايد بتتارستان ومسلمي روسيا مرتبطاً باحتمال تفكك روسيا. ولكن الخارجية الأمريكية نأت بنفسها فوراً عن مثل هذه التخمينات. ويرى الكاتب أن من سخرية القدَر أن تتوافق الزيارة إلى تتارستان مع ذكرى مثيرةٍ للاهتمام. ويوضح أن الخامس عشر من تشرين الأول / أكتوبر هو يوم ذكرى سقوطِ إمارةِ قازان في الحرب مع قوات إيفان الرهيب عام 1552. وفي هذا اليوم ينظم القوميون التتار اجتماعاتٍ جماهيرية، غالباً ما يصبون فيها اللعنات على ما يسمونه "الإمبريالية الروسية"، ويدعون إلى الإنفصال عن روسيا. ويشير الكاتب في الختام إلى أن السلطات طلبت من القوميين التتار إجراء احتفالاتهم هذا العام قبل أسبوعٍ من موعدها، وذلك لكي لا تعكر نداءاتهم المتعصبة صفو الزيارة المرتقبة.
صحيفة "إزفيستيا" نشرت مقالاٍ آخر يلقي الضوء على توجهات الحكومة الروسية لتحسين الوضع في سوق الأدوية الوطنية. وتقول الصحيفة إن الحكومة عقدت اجتماعاً خاصاً لدراسة مشاكل الصناعة الدوائية في روسيا. وتضيف أن رئيس مجلس الوزراء فلاديمير بوتين أجرى تحليلاً معمقاً لواقع الحال في هذا القطاع. وإذ انتقد سير الأمورِ فيه وضعفَ وتائرِ نموه، أكد أن الوضع لا يبعث على الرضا، حيث المنتجون الروس أشبه بالضيوف في سوق الدواء الوطنية. ولفت إلى أن حصة الأدويةِ الروسية لا تتعدى 10% من مجمل المبيعات، بينما تشكل الأدوية المستوردة نسبةَ تسعين بالمئة. وبالإضافة إلى ذلك يعاني القطاع العديدَ من المشاكل التي لا بد من حلها على جناح السرعة، وإلا فسوف تنعكس سلباً على صحة المواطن وجيبه. ولمعالجة هذا الواقع أعدت الحكومة الروسية خطةً استراتيجية لتطوير الصناعة الدوائية حتى العام 2020. تنقل الصحيفة عن رئيس الحكومة قوله إن تنفيذ هذه الخطة سيتيح إنتاجَ 85% من الأدويةِ ذاتِ الأهمية الأولى. كما أن الأدويةَ الحديثةَ والمبتكرة ستشكل ما لا يقل عن 60% من إجمالي إنتاج القطاع. ولتحقيق هذه الأهدافِ الطموحة سيتوجب على السلطات توفيرُ الظروف الملائمة للبزنس الوطني، وكذلك تقديمُ المساعدة لتحديث عمليةِ إنتاج الأدوية. ووعد بوتين بأن تخصص الحكومة 700 مليونِ روبل لتسديد فوائد القروض التي ستمنح للمنتجين الروس. ومن ناحيةٍ أخرى ستعتمد الدولة على منتجاتهم في تغطية احتياجات المشافي وغيرها من المؤسسات الصحية في البلاد.
صحيفة "غازيتا" تتوقف عند التدابير التي تُزمِع حكومة العاصمة الروسية اتخاذها استعداداً لفصل الشتاء القادم... تقول الصحيفة إن الوثائقَ المتعلقةَ بذلك قد تم تحضيرها. وفي حال الموافقة عليها بشكلها الحالي ستَجري هذا الشتاء تجربة تشتيتِ الغيومِ المحملةِ بالثلوج قبل وصولها مشارفَ العاصمة... وتعول السلطات على أن هذه الطريقة ستوفر عليها تكاليف إزالةِ ما يتراكم من ثلوجٍ في الشوارع. وكان عمدة العاصمة يوري لوجكوف قد اقترح ذلك مؤخراً. وعلل اقتراحه هذا بأن تشتيت الغيوم أرخصُ بثلاث مرات من جمع الثلج ونقله خارج المدينة. كما أنه سيزيد من غلة الأراضي الزراعية في ريف موسكو... وتعيد الصحيفة إلى الأذهان أن العلماء أجروا قبل عشر سنوات تجارب من هذا القبيل أكدت صحة الأرقام التي يوردها عمدة العاصمة. غير أن الخبراء يشكون بإمكانية زيادةِ المحاصيل في ريف موسكو، ويرون أن هذه المنطقة ليست بحاجةٍ إلى مزيدٍ من المياه. ويضيفون أن المزارعينَ هنا يتضررون جراء تهاطل الأمطار التي يسببها تشتيت الغيوم أثناء احتفالات أيار/ مايو كل عام. أما علماء البيئة فلا يحبذون مثل هذا التدخل الذي يُخل بالتوازن الطبيعي.
أقوال الصحف الروسية حول الاحداث الاقتصادية العالمية والمحلية
صحيفة "فيدوموستي" كتبت تحت عنوان" لا حاجةَ إلى الاستقراض" أن وزارة المالية الروسية نشرت التقديرات الأولية للميزانية الفدرالية في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، وأظهرت التقديرات أن الإيرادات بلغت حوالي 170 مليارَ دولار والنفقات نحو 2017 مليارَ دولار، وشكل العجز خمسةً وأربعين مليارَ دولار، أي ما يقل بمرتين عن العجز الذي تم إقراره في مشروع الميزانية. وتَـلفت الصحيفة إلى أن إيرادات النفط والغاز في هذه المدة شكلت حوالي 68 مليارَ دولار وهو ما يعادل الحِصةَ المقررة لها خلال العام بأكمله.
صحيفة "كوميرسانت" كتبت تحت عنوان "السوق تنطلق مع الديون" أن حجم السندات المدرجة في السوق الروسية والمقيمة بالروبل بلغ في الربع الثالث حوالي عشرة مليارات دولار، وأن سعر هذه السندات يتوافق والسوق، كما أن الظروف للجهات المصدِرة للأسهم أصبحت مريحة أكثر، وتشير الصحيفة إلى أن المستثمرين الأجانب بدأوا منذ ربيع العام الماضي بالعودة إلى سوق الديون الروسية، وأن الفائدة على هذه السندات تقترب من مستويات ما قبل الأزمة.
صحيفة "آر بي كا- ديلي" كتيت تحت عنوان "روسيا تحول النفط والغاز إلى الشرق" أن مشروع "استراتيجية الطاقة الروسية حتى عام 2030" والذي سيُعرض على الحكومة لإقراره، أظهر أن هيكلية تصدير النفط والغاز سيتم تحويلها لصالح الاتجاه الشرقي. وحسب المشروع سيهبط مستوى تصدير النفط ومشتقاته بحلول عام 2030 بمقدار 6.4% ، وسيهبط باتجاه أوروبا فيما سيزداد باتجاه الشرق، حيث سيزداد تصدير الغاز بنسبة 20%. وتعلل الصحيفة هذا الميل إلى الشرق بتزايد المنافسة في القارة العجوز.