مندوب روسيا لدى الناتو: "اخطاء" الحلف في أفغانستان تؤدي الى تقوية طالبان
اعتبر دميتري روغوزين المندوب الدائم لروسيا لدى حلف شمال الأطلسي في أول تصريح شامل بعد الأحداث الأخيرة في أفغانستان، اعتبر أن استهداف غارات الناتو للمدنيين وقتلهم يقوي طالبان ويعزز الاستياء في اوروبا من الحملة على افغانستان.
اعتبر دميتري روغوزين المندوب الدائم لروسيا لدى حلف شمال الأطلسي في أول تصريح شامل بعد الأحداث الأخيرة في أفغانستان، اعتبر أن استهداف غارات الناتو للمدنيين وقتلهم يقوي طالبان ويعزز الاستياء في اوروبا من الحملة على افغانستان.
ويرى روغوزين أن الغارات غير المقصودة على المسلحين والمدنيين في افغانستان تعتبر انتهاكا واضحا للقانون الدولي الانساني وهي إلى ذلك تؤجج المعارضة المسلحة للقوى التي تطمح لتوفير الأمن في أفغانستان.
وقال روغوزين "أعتقد أن مقتل كل أفغاني مدني سيكون سببا كي يأخذ، على الأقل مئة، من أقاربه السلاح ويبدأوا القتال إلى جانب طالبان ضد الناتو في أفغانستان".
وفي تقييم عام لسياسات الناتو تحدث روغوزين عن بعض تصرفات الحلف التي تتم التغطية عليها باتفاقات داخلية غير سليمة، مشيرا بذلك إلى تصريحات ممثلي الناتو الرسميين حول التحقيقات الميدانية في المخالفات التي ترتكبها قوات الحلف.. والتي لا تنفذ في النهاية بل تنحصر دائما في إرسال ما يعرف بوحدات البناء لتقديم مساعدات انسانية للمدنيين دون إجراء أي تحريات في الانتهاكات..
واستطرد روغوزين قائلا "نلاحظ أن كل دولة في الناتو تلقي مسؤولية مقتل المدنيين على غيرها وهذا يعني أن رفض الحملة يتعمق في الغرب - في الدول التي بعثت جنودها إلى أفغانستان وأن صوت السياسيين الذين ينادون بسحب الجيوش عن افغانستان أصبح أقوى.. وهذا قد يقود إلى وضع لن يبق فيه سوى الجيش الامريكي في افغانستان..".
وعن مستقبل رؤية الناتو للشأن الأفغاني يرى روغوزين أن مسؤولي الحلف لم يعودوا يتحدثون الآن عن النصر بل عن النجاح في تحويل حكم البلاد إلى السلطات المحلية.. ويعتقد روغوزين أن هذا ليس جديا، حتى وبعد انتهاء الانتخابات، وسيكون من السذاجة الحديث عن حكومة تستطيع التحكم في الأوضاع في كامل أفغانستان.
ويعتقد روغوزين أن الناتو لم يكرر أخطاء الاتحاد السوفيتي وحسب بل أضاف إليها أخطاءه الخاصة.
روسيا ستنظر بجدية، حسب ممثلها لدى الحلف، إلى احتمال أن يأخذ الوضع منحى دراماتيكيا مثل أن يحزم الناتو أمتعته بسرعة ويفر من أفغانستان تاركا وراءه "طالبانا" قوية نما عديدها .. وتطورت قدراتها.
موسكو تخشى تغلغل التطرف الطالباني في الدول المجاورة والتي توجد فيها مصالح هامة لروسيا .. وهذا ما يفسر جديتها في الاهتمام بما سيجري في أفغانستان... وما سماه روغوزين بالتكتيكات الجديدة.. والفضائح الجديدة.. والمكائد الآخذة في الظهور داخل الحلف..
ويخلص راغوزين إلى أن: " كل هذا قد يقود إلى وضع يترك فيه الناتو الطاولة المكسورة خلفه ويهرب من افغانستان تاركا المنطقة وجها لوجه مع طالبان التي سيزحف نجاحها نحو الشمال المتاخم للحدود الروسية".