المعارضة اللبنانية ترفض تشكيلة الحريري الحكومية
أعلنت المعارضة اللبنانية موقفها الرسمي الرافض والمستنكر للتشكيلة الحكومية التي قدمها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، مؤكدة في الوقت ذاته استعدادها للاستمرار في الحوار بما يؤمن الوحدة الوطنية في البلاد. جاء ذلك خلال لقاء وفد يمثل قوى المعارضة الرئيس اللبناني ميشال سليمان يوم 8 سبتمبر/ايلول.
أعلنت المعارضة اللبنانية موقفها الرسمي الرافض والمستنكر للتشكيلة الحكومية التي قدمها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وذلك خلال لقاء وفد يمثل قوى المعارضة بالرئيس اللبناني ميشال سليمان يوم 8 سبتمبر/ايلول.
ووصف الوفد حكومة الحريري المقترحة بأنها عمل غير لائق ومصادرة لحق اقتراح الوزراء الذين سيمثلون تنظيمات المعارضة، مؤكدين في الوقت ذاته استعداد قوى المعارضة للاستمرار في الحوار بما يُؤمن الوحدةَ الوطنية في البلاد.
وضم الوفد الذي التقى الرئيس سليمان كلا من، حسين الخليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ووزير الاتصالات جبران باسيل عن التيار الوطني الحر، وعلي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري عن حركة أمل.
وارتفعت، كما كان متوقعا، وتيرة المواقف الرافضة للتشكيلة الحكومية التي قدمها الرئيس المكلف سعد الحريري الى رئيس الجمهورية، فالمعارضة اجمعت بكافة اطيافها على ان فرض الحقائب والاسماء على الحصة العائدة لها من دون اخذ موافقتها امر خارج عن الاصول الدستورية والتقاليد المعتمدة في تشكيل الحكومات.
ونيابة عن وفد المعارضة قال جبران باسيل وزير الاتصالات وعضو كتلة الاصلاح والتغيير عقب لقائه برئيس الجمهورية "لقد بلغناه موقف المعارضة الرافض، ولكن في المقابل ابدينا كل الاستعداد الى الاستمرار في النقاش والحوار لما تقتضيه مصلحة البلد".
وفيما اعتبر زعيم كتلة الاصلاح والتغيير ميشال عون طريقة الاعلان عن التشكيلة ضربا لمبادئ الوحدة الوطنية. قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إنها لا تُخرج لبنان من أزمته بل تزيدها تعقيداً.
وكان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قد قدم الى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان يوم 7 سبتمبر/ايلول تشكيلة حكومية مؤلفة من 30 وزيرا على أساس 15 وزيرا للأكثرية و10 للأقلية و 5 وزراء من حصة رئيس الجمهورية.
ووجد المراقبون ان الخطوة التي قام بها الحريري تضع الجميع اما مسؤولياتهم للبحث عن مخارج للازمة، ولو ان هؤلاء اجمعوا على ان الرئيس سليمان لن يتمكن من قبول او رفض حكومة الامر الواقع التي طرحها الحريري والذي نجح من خلال طرحه هذا برمي الكرة الحكومية في ملعب الرئيس.
فمن جهته قال المحلل السياسي ابراهيم بيرم لقناة "روسيا اليوم" : "الرئيس المكلف سعد الحريري انتقل من عنق الزجاجة. كما يقال كان محاصرا ومتهما بتهمة العجز والقصور عن تأليف الحكومة وتجاوز شروط المعارضة الآن . تجاوز هذا الامر ورمى التشكيلة الحكومية لدى رئيس الجمهورية فأحرج المعارضة التي ظهرت وكأنها هي المعرقلة وبالتالي اراح نفسه من هذا العبء والقاه على سواه".
وفي اتصال هاتفي اجرته معه قناة "روسيا اليوم" تحدث من بيروت المحلل السياسي نبيه برجي قائلا: "ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان لم يرفض التشكيلة التي تقدم بها يوم الاثنين رئيس الحكومة سعد الحريري باعتبار ان هناك الية معينة لتشكيل". واضاف "باعتقادي ان رئيس الجمهورية سيطرح الموضوع للاتصالات والمشاورات مع الطرفين في الايام القليلة المقبلة". وقال المحلل السياسي "هناك من يقترح تشكيل حكومة مؤقتة من اجل اراحة البلد، لان الازمة وصلت الى ذروتها ويخشى البعض من ان يؤدي الانفجار السياسي الى انفجار عسكري".