ليبيا.. 40 عاما على ثورة الفاتح وقمة افريقية احتفالية
تحيي ليبيا يوم 1 سبتمبر/ايلول ذكرى مرور 40 عاما على ثورة الفاتح. ويشارك في احتفالات هذا العام عدد كبير من الوفود العربية والأجنبية. وتجري في قلب العاصمة الليبية وبالتحديد على أرض الساحة الخضراء التحضيرات النهائية للاحتفالات الضخمة، ويتزامن ذلك مع القمة الافريقية الاستثنائية التي ستبحث القضايا االساخنة، لاسيما الوضع في الصومال وإقليم دارفور المضطرب والجهود المبذولة من أجل إحلال السلام في السودان.
تحيي ليبيا يوم 1 سبتمبر/ايلول ذكرى مرور 40 عاما على ثورة الفاتح. ويشارك في احتفالات هذا العام عدد كبير من الوفود العربية والأجنبية. وتجري في قلب العاصمة الليبية وبالتحديد على أرض الساحة الخضراء التحضيرات النهائية للاحتفالات الضخمة التي ستشهدها طرابلس بمناسبة الذكرى الاربعين لهذه الثورة التي قادها معمر القذافي.
فقد شهدت البلاد خلال فترة ما بعد الثورة نهوضا عمرانيا وحضريا كبيرا ساعدت الوفرة النفطية على انجازه ، في الوقت الذي يشير فيه العديد من الليبيين الى تغيرات كثيرة طرأت على طبيعة المجتمع الليبي خلالهذه الفترة.
أربعون عاما يكاد يجمع الليبيون على أنها كانت حافلة بأحداث أقليمية ودولية لم تكن ليبيا العازف الأخير فيها. فمن الدعم الليبي لما كانت تعرف بدول "الطوق" خلال الحروب التي خاضتها مع اسرائيل إلى محاولات وحدوية مع دول عربية عدة لم يحالفها النجاح لأسباب كثيرة، مرورا بالمواجهة مع الولايات المتحدة والحصار الدولي الخانق بسبب ماعرف بقضية لوكربي.
ويؤكد العديد من المحللين أن توجه ليبيا غربا نحو افريقيا ربما يكون الخطوة الأكثر نجاحا في تاريخ السياسة الخارجية الليبية.
والانفتاح الذي تشهده ليبيا على معظم دول العالم يعطي ثماره بسرعة.. فجولة في أي سوق تجارية بطرابلس كافية لتأكيد ذلك. سلع غربية كثيرة ومتنوعة عادت لتصبح في متناول الليبيين بعد فترة طويلة من غياب قسري بسبب حظر اقتصادي أصبح جزءً من الماضي.
وفي الاونة الاخيرة شهدت العلاقات الليبية- الايطالية نموا ملحوظا وخاصة بعد اعتذار روما للشعب الليبي عن فترة استعمارها له وقبولها دفع تعويضات عن حقبة الاحتلال. وها هو سلفيو برلسكوني من جديد جنبا الى جنب مع العقيد القذافي يضعان حجر الأساس لمشروع الطريق الساحلي السريع الرابط بين شرق ليبيا وغربها. الذي ستنجزه ايطاليا في اطار التعويضات عن الحقبة الاستعمارية.
لقد سلكت الدبلوماسية الليبية دروبا كثيرة خلال الأعوام الاربعين الماضية، لكن السياسة التي تنتهجها طرابلس في الأعوام الأخيرة حولت الجماهيرية من بلد مواجهة دائمة مع الغرب إلى مركز استقطاب حيوي لمعظم القوى الدولية الكبرى.
القمة الافريقية الاحتفالية تبحث القضايا الساخنة
ويشارك في القمة زعماء ورؤساء حكومات 43 دولة إفريقية، بالإضافة الى عدد كبير من المراقبين العرب والأجانب، ومن المقرر أن تبحث القمة القضايا الإفريقية الساخنة، لاسيما الوضع في الصومال وإقليم دارفور المضطرب والجهود المبذولة من أجل إحلال السلام في السودان، الى جانب عدد من المشكلات التي تهدد القارة، كالمجاعة والتغيرات المناخية والوضع في منطقة البحيرات العظمى.
وكانت مشاركة الرئيس السوداني عمر البشير في القمة الافريقية الساخنة تاتي بعد صدور تصريحات مثيرة للجدل للزعيم الليبي معمر القذافي الذي يتولى رئاسة الاتحاد الافريقية، وذلك أثناء اجتماعه بقادة حركة العدل والمساواة، أكبر الفصائل المتمردة في دارفور.
وتكلم القذافي حول قضية استقلال جنوب السودان من جانبين. الأول تناول الاختلافات العرقية واللغوية والدينية التي تدعم انفصال الجنوب عن الشمال.
ووعد بتأييد استقلال جنوب السودان في ضوء هذه التناقضات،التي رأى أنها تختلف عن مشكلة اقليم دارفور، نظرا للوشائج العرقية والدينية بين أبنائه مع الشمال.
الجانب الثاني تناول خلاله القذافي امكانية قيام دولة في جنوب السودان، مشيرا إلى عدم جدوى اقامة دولة ضعيفة، تستمد وجودها من قوى خارجية، ليصل في مناقشته للقضية إلى التأكيد بأن بقاء جنوب السودان في وضعه الحالي أفضل لأنه يوفر له الحماية والاستقرار.
الحكومة السودانية وصفت تصريحات الزعيم الليبي بالتراجع الكبير عن مبادئ الوحدة العربية والإفريقية، التي طالما نادى بها القذافي. وعبّرت الحكومة عن استغرابها واصفة التصريحات بأنها غير موفقة وغير مقبولة. مؤكدة انها ستراجع القيادة الليبية بخصوص هذه التصريحات.