مدفيديف يؤكد صحة خيار روسيا في مواجهة العدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية
بمناسبة حلول الذكرى السنوية الأولى للعدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية قال الرئيس الروسي دميتري مدفيديف إن الاجراءات التي اتخذتها روسيا في تلك المرحلة أنقذت حياة الآلاف من السكان ، وأكد انه لن ينسى تلك الأحداث.
بمناسبة حلول الذكرى السنوية الأولى للعدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية قال الرئيس الروسي دميتري مدفيديف في مقابلة مع قناة "إن.تي.في." الروسية إن الاجراءات التي اتخذتها روسيا في تلك المرحلة أنقذت حياة الآلاف من السكان . وأكد مدفيديف كذلك أنه لن ينسى تلك الأحداث، مضيفا أن زيارته التي قام بها الى الجمهورية الوليدة ومشاعر السكان الذين خرجوا لاستقباله لا يمكن وصفها بالكلمات.
وقال الرئيس الروسي: "أعتقد أن تذكر ليلة السابع الى الثامن من أغسطس/ آب من العام الماضي ستكون بالنسبة لى ساطعة على مدار حياتي ، لكن في نفس الوقت، ومن دون أدنى شك، هي ذكريات دراماتيكية .. وحتى الآن وبالطبع تقف أمام عيني مجموعة من الانطباعات عن تلك المرحلة، اتصالاتي الهاتفية مع وزير الدفاع الذي كان يقدم لي تقارير عن الاوضاع الجارية وتبعيات قراراتنا، والرود على العدوان الغاشم.. طبعا كل مرة عندما اعود في ذاكرتي الى تلك الاحداث، أعيد تقليب الصور افهم أنه لم يكن لدى تصرفاتنا خيارات اخرى في تلك الأوضاع ، هذا من جهة ، لكن من جهة ثانية فإن تطور الأحداث اتخذ نهجا قاسيا ويمكن القول أنه سيناريو مؤلم .. في حياة أي شخص ولا سيما قادة الدول إن كمية هذه المشاهد محدودة .. وعلى ما يبدو أن هذا الامر جيد جدا، لأن اتخاذ مثل هذه القرارات بحد ذاته امر صعب، وهذا طبعا من دون ذكر التداعيات".
واردف قائلاً " أعتقد إذا ما تحدثنا عن احداث تلك الليلة، نحن حتى اللحظة الأخيرة في تلك المرحلة كنا نعول أن النظام الجورجي سيكون لديه ما يكفي من الشرف وبعض النبل والتعقل لكي لا يقدم على هذه الأخطاء المميتة، التي في البداية تؤدي الى ضحايا إنسانية ومن ثم الى تداعيات جيوسياسية جدية. ولكن للاسف أخطأنا . ان نظام سآكاشفيلي ارتكب هذه الأخطاء ، وهذه الأخطاء تحولت فورا الى جرائم، فقد قتل عدد كبير من الناس، وروسيا الاتحادية اضطرت الى اتخاذ اجراءات صارمة للرد، وكانت نتيجتها الحفاظ على حياة مئات .. آلاف الأرواح، وكذلك تم تحقيق السلام في القوقاز .. هذا السلام الذي كان مهددا ".
ومضى مدفيدبف متذكراً " لكن اذا ما تحدثنا عن احداث تلك الليلة، فإن المشكلة في مثل تلك الاوضاع كانت تكمن في أن مثل هذه القرارات التي يتخذها الرئيس ، كان يجب ان يتخذها بنفسه شخصياً ، ولن تفيد أي مشاورات، هذه مسؤولية شخص واحد. لقد تحدثت سابقا حول هذا الموضوع، وهذا بالتحديد ما حدث ولهذا لم اجرِ أي مشاورات مع أحد.. كنت أتلقى المعلومات من وزير الدفاع، امعن التفكير فيها واتخذ القرارات. ومن المكن كان ذلك اصعب شيء، لكن في النهاية اتخذنا اجراءات صحيحة. تصرفنا بدقة، وتلك القرارات التي اتخذتها كقائد عام للقوات المسلحة كانت عملية. والأهم في ذلك انها دافعت عن حياة الناس. لذلك، العودة الى ذكريات تلك الليلة ليست سهلة، لكن أعتقد أن دولتنا تصرفت في تلك المرحلة بشكل مسؤول ونبيل. . كانت تلك مرحلة هامة في حياة دولتنا، ونحن اتخذنا خيارنا وتصرفنا بصدق ومسؤولية ".
وقال الرئيس الروسي ايضاً " أنا لم ازر تسخينفال من قبل الى حين زيارتي الرسمية الاولى كرئيس دولة الى دولة جديدة، الى جمهورية أوسيتيا الجنوبية.. بالطبع الأوضاع معقدة، السكان هناك فقراء جدا ، وهناك الكثير من المشاكل والمصاعب التي تجمعت خلال عقدين من الحصار.. على أية حال توجد هناك رغبة لدى السكان العاديين وقيادة الجمهورية لمتابعة هذه المشاكل. نحن بالطبع سنساعدهم على حل هذه المشاكل، وسنقوم بتنفيذ برامج الدعم والمساعدات بالاضافة الى تنفيذ مشاريع استثمارية.. سندافع ونساعد في الحفاظ على أمن هذه الدولة وسنساعدها في حل العقبات الاقتصادية الملحة. بشكل عام كل هذه المسائل تعود الآن الى مسؤوليتنا المشتركة لأننا وقعنا مع أوسيتيا الجنوبية على اتفاقية خاصة بالصداقة والمساعدات المتبادلة والتعاون العسكري، والآن سنقوم بالعمل على كل هذه المواضيع.. أعجب هذا الامر بعضهم ام لا .. نحن سنقوم ببناء علاقات شاملة مع اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، بالنسبة لنا هذه مسألة ليست عابرة، بل هي مسالة القرارات التي اتخذناها وسنقوم بتنفيذها.. وفيما يتعلق بعلاقات الناس، فهي علاقات مميزة ، لا أريد أن خفي، بالنسبة لي شخصيا كان الأمر مهما، لانني عندما وصلت وشاهدت وجوههم رأيت كيف يتعاملون مع روسيا وكيف يستقبلون رئيس روسيا الاتحادية . هنا يمكن الكتابة والقول كل ما نريد، يمكن القاء كلمات طويلة وصعبة، لكن هذا لن ينقل العواطف كلها ، هذه المشاعر بسيطة جدا.. مشاعر شكر واحساس بان روسيا دافعت عن شعب صغير. ويمكن أن نشعر بذلك من خلال الاتصال المباشر عندما نتحدث الى أناس عاديين ، واولئك الذين خرجوا الى الشارع مع الدموع في عيونهم ومشاعر الشكر، وذلك على الرغم من مرور عام على تلك الأحداث المأساوية .. لن انسَ ذلك أبدا ..".