أقوال الصحف الروسية ليوم 4 يوليو/تموز
نشرت صحيفة "تريبونا" مقالةٍ تتناول موضوع العلاقات الروسية الأمريكية، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما، سوف يقوم بزيارة رسمية لروسيا الاتحادية اعتبارا من يوم الإثنين القادم. وجاء في المقالة نقلا عن محللين سياسيين، أن الزيارة المرتقبة، يمكن أن تحقق تقاربا في مواقف موسكو وواشنطن، إزاء العديد من القضايا الإقليمية، مثل قضية الشرق الأوسط وملف إيران النووي وأفغانستان وباكستان. ذلك أن لكل من البلدين، مصلحةً حقيقية في حل هذه القضايا. ويرى المحللون السياسيون أنه ليس من المستبعد أن تحرز الزيارة تقدما ملموسا في مسألة مراقبة التسلح، وقضية الدرع الصاروخية الامريكية. ويستندون في تنبؤاتهم هذه إلى ما أعلنه البيت الأبيض من أن الهدف الرئيس من زيارة أوباما إلى روسيا، يتمثل في التوصل إلى اتفاقية جديدة بشأن الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية. وهذا التصريح يتناغم مع ما أعلنه الكريملين مؤخرا، من أن روسيا مستعدة لتقليص الأسلحة الاستراجية بشكل جذري، لكن، شريطة أن تعيد واشنطن النظر بخططها الخاصة بنشر عناصر الدرع الصاروخية في أوروبا. وتلفت المقالة إلى أن جدول أعمال الزيارة المرتقبة، يضم كذلك بعض القضايا الشائكة، أي القضايا التي تمس علاقات كل من الطرفين بأوكرانيا وجورجيا. ومن المؤكدة أن الطريقة التي سيتم وفقها مقاربة هذه القضايا، سوف تحدد مستقبل العلاقات بين روسيا من جهة، وكل من أوكرانيا وجورجيا من جهة أخرى.
وتحدثت مجلة "روسكي ريبورتيور" عن الجولة التي قام بها الرئيس دميتري مدفيديف في أفريقيا مؤخرا، مبرزة أن الرئيس الروسي وعد باستثمار مليارات الدولارات في اقتصادات كل من مصر ونيجيريا وناميبيا وانغولا.
وتشير المجلة إلى أن باطن القارة الافريقية يحتوي على احتياطيات ضخمة من المعادن والماس والذهب والنفط. أما ظاهرها فيحتاج إلى مختلف منشآت البنى التحتية، من طرق وجسور وسدود ومؤانئ، وما إلى ذلك. ويلفت كاتب المقالة إلى أن اتساع السوق الأفريقية لا يعني أن المستثمرين الروس سوف يدخلونها بسلام وسهولة. بل إنهم سيواجهون بمنافسة لا هوادة فيها، من قبل المستثمرين الغربيين، الذين رسخوا أقدامهم في أفريقيا منذ زمن بعيد. وكذلك من قبل الصينيين الذين التفتوا إلى موارد القارة السمراء منذ عقود. فقد أقامت الصين علاقات تجارية واسعة مع بلدان القارة، إلى حدّ تمكنت معه من الحلول في المرتبة الثانية من حيث حجم التبادل التجاري بين أفريقيا والدول الأخرى. ولعل ما يعكس الاهتمام الشديد الذي توليه الصين بأفريقيا، هو أن الرئيس الصيني زار خلال السنوات الأخيرة 18 دولة من دول القارة. في حين أنّ رئيسا روسيا السابق فلاديمير بوتين ومن بعده دميتري مدفيديف، زارا 8 دول فقط.
علقت صحيفة "أرغومنتي نيديلي" على التدابير التي تتخذها الحكومة الروسية، في مواجهة تبعات الأزمة الاقتصادية. وتذكر في هذا السياق أن الرزمة الأولى من التدابير كانت موجهة لدعم القطاعين: المصرفي والمالي. أما الرزمة الثانية، التي اعتمدتها الحكومة الأسبوعَ الماضي، فجاءت مخصصةً بالكامل للقطاعات الاجتماعية. علما بأن التدابير التي من المقرر أن يتم تنفيذها خلال العام الجاري، تقدّر تكلفتها بـ130 مليار دولار. وتصرف بشكل رئيسي في مجال حماية القدرات الصناعية للبلاد، وتشجيع عمليات التحديث والتطوير، وكذلك في مجال تنشيط الطلب الداخلي. وتبرز الصحيفة أن ثمة بين الخبراء من لا يعلق آمالا كبيرة على الخطة الجديدة. ويأخذ هؤلاء على الحكومة مبالغتها في التركيز على الحداثة. ذلك أن التحديث يمكن أن يكون مفيدا عندما يكون السوق بحاجة له. ومن الواضح أن الحداثة لا تشكل أولوية ملحة بالنسبة للسوق الروسي في الوقت الحاضر. ويرى هؤلاء أن من الأفضل أن يتم توظيف غالبية المخصصات المرصودة لهذه الخطة، في قطاع الإسكان. ذلك أن هذا القطاع مجد من الناحية الاقتصادية، ومهم جدا بالنسبة للمواطنين. ويعبر هؤلاء عن قناعتهم بأن السلطات لا تهتم باحتياجات المواطنين، إلا بالقدر الذي يخدم قضية توريث الحكم. وما اهتمامها بانتظام دفع الرواتب والأجور، وتخصيصها مبالغ طائلةً كتعويضات بطالة، إلا حلقات من مسلسل يمهد لإعادة انتخاب فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية القادمة.
ولاحظت مجلة "روسكي نيوزويك" أن الحكومة الروسية عازمة على ضبط أسعار السلع والمواد الغذائية، وذلك عن طريق وضع حدود لنسبة الربح التي تضيفها شركات تجارة التجزئة، على أسعار الجملة. وتبرز في هذا السياق أن رئيس الحكومة فلاديمير بوتين قام بزيارة ميدانية مفاجئة لمتجر تابع لإحدى كبريات شبكات تجارة التجزئة في روسيا. واطلع هناك على أسعار المواد التموينية، حيث تبين أن نسبة الربح المضافة إلى الكثير من أسعار المواد الغذائية، مرتفعة جدا. فالنسبة المضافة إلى ثمن مادة اللحم على سبيل المثال بلغت 120%. ولقد قام بوتين بزيارته تلك قبيل ترأسه جلسةً مخصصة لإعداد مشاريع قرارات لضبط تجارة التجزئة، والسيطرة على الأسعار بشكل قانوني. وخلال الجلسة المذكورة تمت صياغة مشاريع قراراتٍ تتعلق بتنظيم تجارة المواد التموينية، ابتداء من مرحلة الإنتاج أو الإستيراد، وصولا إلى صالات بيع التجزئة. ومن المنتظر أن يتم إقرار هذه المشاريع بعد تخليصها من مكامن التضارب بين مصالح المنتج أو المستورد من جهة، وبين مصالح محلات التجزئة من جهة أخرى. وتعيد الصحيفة للذاكرة أن الحكومة ضغطت على التجار في خريف عام 2007 لتخفيض أسعار الخبز والحليب والبيض، عندما ارتفعت اسعار هذه المواد بشكل حاد. لكن التجار تملصوا من التزاماتهم بعد حين، نظرا لعدم وجود ضوابط القانونية.
ووتطرقت مجلة "أغونيوك" أيضا الى موضوع زيارة بوتين لأحد محلات بيع المواد الغذائية بالمفرق. وجاء في المقال أن رئيس الوزراء كان محاطا بالمسؤولين ورجال الأعمال وعدسات الصحفيين، وقد استقبله الجمهور بحرارة، آملا أن تشكل هذه الزيارة فاتحة لتخفيض الأسعار. لكن هيهات أن تجد هذه الآمال طريقها للتحقق. ذلك أن التجارب المماثلة، تثبت أن التجار وكبار الموظفين قادرون على امتصاص الصدمة الأولى، ثم تفسير تعليمات بوتين بالطريقة التي تتماشى مع مصالحهم، لتفرغها بالتالي من مضمونها. ويضيف كاتب المقالة أن قادة البلاد المتعاقبين قاموا بزيارات مماثلة للمتاجر التي يرتادها المواطنون البسطاء. فثمة صورة يظهر فيها الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف، وهو يتفحص لعبة في أحد المتاجر، وصورة أخرى يظهر فيها الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف في أحد المتاجر وهو يقيّم ألواح السيراميك المنزلي، وفي صورة ثالثة يظهر الرئيس ميخائيل غورباتشوف وهو يتفحص باهتمام بعض المواد التموينية. وتوالت زيارات القادة بعد الحقبة السوفيتية، حيث سجلت العدسة زيارات قام بها بوريس يلتسين لعدة متاجر في مدينة نيجني نوفغوراد. وعقب تلك الزيارة امتلأت رفوف المتاجر بالمواد الغذائية. ودام ذلك الحال بضعة أيام فقط، لتعود بعد ذلك حليمة إلى عادتها القديمة. ويخلص الكاتب إلى أن كلّ تلك الزيارات لم تغيّر في الواقع التمويني شيئا. وبقيت في التاريخ ضربا من ضروب العلاقات العامة، والسياسة الشعبوية.
وذكرت مجلة "روسكي ريبورتر" ان السلطات تعجز عن إيجاد الحلول الحقيقية لمشاكل المواطنين، تلجأ إلى تشتيت انتباههم عن تلك المشاكل، عبر اختلاق القصص المثيرة. وتضيف المقالة أن السلطات في محافظة كيميروفو أظهرت براعة في الاستخدام الأمثل لهذه الفكرة. فقد كانت هذه السلطات ومنذ زمن بعيد تتحدث بكل جدية عن حقيقة وجود الرجل الثلجي في إحدى المناطق الجبلية النائية. ومن الملاحظ أنه كلما ازداد الوضع الاقتصادي في المحافظة تأزما، كانت قصة الرجل الثلجي تطفو على السطح بشكل أقوى، لدرجة أن الوضع في تلك المحافظة أصبح الآن، أشبه ما يكون بحالة من الهستيريا الجماعية. فقد ظهرت على الصفحات الأولى من الصحف المحلية، مقالات تحت عناوين عريضة على شاكلة: "الصيادون يصادفون رجلا ثلجيا في الغابة" و"العثور في إحدى المغارات على آثار لمخلوق شبيه بالإنسان" و"نواب كيميروفو يتوجهون للبحث عن رجل الثلج". وفي محاولة منه لتبرئة زملائه في المهنة من ذنوب الترويج لهذه السخافات، يؤكد كاتب المقالة أن الصحفيين المحليين هناك، يستقون معلوماتهم من إدارة محافظة كيميروفو. فقد دأبت إدارة الإعلام في المحافظة ومنذ 6 أشهر، دأبت على نشر قصص مخيفة عن رجل الثلج. وهذا ما جعل الكثيرين في منطقة كوزباس يصدقون هذه الروايات، لأن المكتب الصحفي للمحافظ الشهير أمان تولييف، عوّد المواطنين على تصديق كل ما يصدر عنه، فإذا ما قال أمان تولييف إن الرجل الثلجي حقيقة... فإنه موجود حتما.