ملفات عدة بانتظار أوباما في السعودية
يبحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء يوم الأربعاء 3 يونيو/حزيران في السعودية مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ملفات عدة، من بينها عملية السلام في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني وقضايا الإرهاب. من جهة أخرى قال أوباما إن الإدارات الأمريكية السابقة "دلعت" اسرائيل، بل أضلتها في ما يخص مسائل أمنها.
يصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء الأربعاء 3 يونيو/حزيران إلى العاصمة السعودية الرياض في مستهل جولة يزور خلالها ، بالاضافة الى السعودية ،مصر والمانيا وفرنسا.
ويبحث أوباما مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ملفات عدة، من بينها عملية السلام في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني وقضايا الإرهاب.
وتعتبر الرياض المحطة الأولى قبل زيارة الرئيس الأمريكي للقاهرة وتوجيه خطابه للعالم العربي والإسلامي.
ويحاول أوباما من خلال هاتين الزيارتين نزع اسفين العداء الذي انغرس عميقا بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي بعد الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 وما تلا ذلك من أحداث في أفغانستان والعراق.
ويسعى أوباما إلى الاستفادة من نفوذ السعودية وعلاقاتها الواسعة في المنطقة لتسوية النزاع العربي الإسرائيلي، من خلال تطوير مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية عام 2002 ، ويسعى كذلك الى ايجاد حل للملف النووي الإيراني والى دفع الرياض لتعزيز علاقاتها مع بغداد للاسهام في استقرار الوضع الداخلي في العراق.
ويأتي إهتمام الرئيس الأمريكي بالعربية السعودية لما يشكله هذا البلد من أهمية إقتصادية، فهو ثالث مصدر للنفط إلى الولايات المتحدة بعد كندا والمكسيك. والسعودية أهم مشتر للأسلحة الأمريكية. وبالتالي فان التقرب من الرياض ضمن ما يطرحه أوباما من افكار للتغيير يهدف الى تضييق الفجوة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، ويصب في نهاية المطاف في صالح واشنطن، إذ أنه يساعد في نزع فتيل الصراع العربي الإسرائيلي واقامة تحالف اقليمي من الدول العربية المعتدلة في المنطقة. كما انه يقف ضد طموحات إيران الإقليمية.
أوباما: على الولايات المتحدة أن تكون "صريحة" مع اسرائيل
اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما العلاقات "الصريحة" مع اسرائيل جزءا من "الحوار الجديد" في الشرق الأوسط الذي سيدعو اليه في خطابه الموجه الى العالم الإسلامي من القاهرة يوم الخميس المقبل.
وقال أوباما في مقابلة صحفية عشية توجهه الى المملكة العربية السعودية يوم 3 يونيو/حزيران، إن الإدارات الأمريكية السابقة "دلعت" اسرائيل وحتى أضلتها في ما يخص مسائل أمنها.
ويرى الرئيس الامريكي أن على واشنطن دفع الحكومة الاسرائيلية الجديدة الى تنازلات مؤلمة تخدم مصالحها بعيدة المدى. وأشار أوباما أن أولى تلك التنازلات هي تجميد توسيع المستوطنات في الضفة الغربية.
وفي معرض تعليقه على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة حول عدم خضوع اسرائيل للضغوط الأمريكية بشأن الاستيطان، أشار الرئيس الأمريكي الى ان الحكومة الاسرائيلية الحالية تشكلت منذ شهر واحد فقط، ومشاوراتها مع القيادة الامريكية ستتواصل.
وأكد أوباما، قائلا: "إن إقامة الدولة الفلسطينية لا من مصلحة الفلسطينيين فحسب، بل، باعتقادي، هي من مصلحة اسرائيل والولايات المتحدة أيضا".
وأوضح الرئيس الأمريكي أن واشنطن لا تنتظر أن يقدم طرف واحد من النزاع تنازلات، بل تدعو الاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء الى بحث حلول وسط.
وقال أوباما أن علاقة الولايات المتحدة مع اسرائيل "علاقة خاصة"، لكنها أضاف: "إن الجزء المهم من الصداقة هو أن نكن صرحاء. وباعتقادي، في الماضي لم نكون أحيانا صرحاء كما يجب علينا بشأن الحقيقة. والحقيقة أن الاتجاه الحالي في المنطقة نعتبره سلبيا ليس بالنسبة للمصالح الاسرائيلية فحسب بل وللمصالح الأمريكية. وهذا جزء من الحوار الجديد الذي اعتزم تشجيعه في في المنطقة".
أوباما يقدم خطته السلمية للشرق الأوسط في يوليو/تموز القادم
ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أن الرئيس الامريكي باراك أوباما ينوي تقديم خطة جديدة لتحقيق السلام في الشرق الاوسط في يوليو/تموز القادم.
وأوضحت الصحيفة أن أوباما طالب الحكومة الاسرائيلية بتعديل سياستها الاستيطانية وتحديد موقفها من مبدأ الدولتين خلال 4-6 أسابيع. واضافت "هآرتس" أن جورج ميتشل المبعوث الأمريكي الخاص الى الشرق الاوسط سيتوجه الأسبوع القادم الى اسرائيل لبحث اقتراحات أوباما مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
محلل سعودي: المشكلة الرئيسية أمام أوباما تكمن في الولايات المتحدة نفسها
قال تركي السديري رئيس تحرير صحيفة "الرياض" في اتصال هاتفي مع قناة "روسيا اليوم" إن اختيار الرياض لتكون المحطة الأولى لزيارة أوباما الى الشرق الأوسط "امر طبيعي". وأضاف: "أولا، المملكة العربية السعودية هي أرض الحرمين ولذلك لها مكانة إسلامية واسعة. ومن الناحية الثانية، قام الملك عبدالله بن عبد العزيز مؤخرا بخطوة غير مسبوقة عندما دعا الى حوار بين الأديان والثقافات وتفاهم عالمي يعمل على تقليل المخاطر الموجودة، وأصر على الموقف العادل تجاه الفلسطينيين..."
وفي تطرقه الى الملف الإيراني، قال المحلل السعودي: "لولا الموقف الأمريكي الداعم لاسرائيل والحماية الأمريكية ضد صدور اي قرارات دولية تدين اسرائيل، لما تمكن أي طرف في المنطقة من رفع الرايات والإعلان عن أنه قادم لكي يحرر فلسطين.. هذا هو منطق القيادة الإيرانية".
وأوضح السديري أن إيران أخذت القضية الفلسطينية كطريقة للوصول الى غاياتها الإقليمية وليس الغايات الاسلامية والعربية.
ويرى المحلل أن المشكلة الرئيسية أمام أوباما تكمن في أمريكا نفسها وفي الرأي العام في الولايات المتحدة وموقف الكونغرس الأمريكي الذي تبلغ نسبة المتعاطفين مع اسرائيل فيه أكثر من 90 %.