أقوال الصحف الروسية ليوم 16 مايو/آيار
كتبت صحيفة "أرغومنتي نيديلي" عن حادثةٍ عابرة كادت أن تؤثر سلباً على العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. وتقول الصحيفة استناداً إلى مصادرَ في الخارجية الروسية إن واشنطن أبدت قلقها جراء وضعِ عددٍ من الصواريخ الروسية في حالة التأهب القتالي. ويرجح الكاتب أن يكون المقصودُ بذلك هو منظومات صواريخَ تكتيكية من طراز "اسكندر" أو ربما منظومات صواريخَ استراتيجية من طراز "توبول". ويوضح الكاتب أن تلك المنظومات نقلت إلى موقعٍ قتالي بضواحي موسكو بهدف تجهيزها للمشاركة في العرض العسكري بمناسبة عيد النصر. وهنا قرر المشرفون عليها تنظيفها في الهواء الطلق، فرفعوا منصات الإطلاق لتسهيل عملهم، علماً بأن التعليمات تنص على إجراء أعمالٍ كهذه داخل صالاتٍ مغلقة. وجاء في المقال أن الأمريكيين سرعان ما اكتشفوا الأمر. فبادرت وزيرة خارجيتهم هيلاري كلينتون للاتصال بنظيرها الروسي سيرغي لا فروف. وقد تم احتواء الوضع بعد توضيح حقيقةِ ما حصل. هذا وتستبعد الصحيفة أن تكون الحادثة قد أثارت قلقاً جدياً لدى واشنطن. إذ أن الأمريكيين كانوا على علمٍ بمشاركة الصواريخ في العرض العسكري. ويخلص الكاتب إلى أن رد الفعل الأمريكي لا يتعدى كونَه استعراضاً نظمته الاستخبارات الأمريكية لإظهار كفاءتها.
ونشرت مجلة "فلاست" مقالاً بمناسبة مرور عام على انتقال فلاديمير بوتين من قصر الكرملين إلى مقر رئاسة مجلس الوزراء. وتلاحظ المجلة أن تغيّراتٍ كبيرة طرأت على مبنى رئاسة الحكومةِ الروسية خلال هذه الفترة. وتقول المجلة إن الطابقَ الخامسَ من المبنى، حيث يقع مكتب رئيس الوزراء، خضع لأعمالِ صيانةٍ شاملة. منها إعادة إكساء المكاتب وبناء صالةٍ رياضية وصالتين لحفلات الاستقبال الرسمية. ويبرز كاتب المقال أن التطور الرئيسي الذي طرأ على مقر الحكومة هو بناء مسبحٍ بداخله. ويضيف أن دار الحكومة بعد هذه التعديلات لم تعد مكاناً للعمل فقط، بل للاسترخاء واستقبال الوفودِ الرسميةِ أيضاً. وتلفت المجلة إلى أن تكاليف إعادةِ تجهيزِ المبنى لا تزال سراً. إذ يكتفي المكتب الصحفي لرئيس الوزراء بالإشارة إلى أنها لم تتجاوز الحد الذي تسمح به الميزانية. كما أن هذه الإصلاحات جاءت في موعدها المقرر سابقاً ولا ترتبط بانتقال بوتين إلى مبنى مجلس الوزراء. وفي الختام يذكر الكاتب أن فلاديمير بوتين احتفل بمناسبة مرور عام على تسلمه رئاسةَ الوزارة بإصدار قرارٍ يمنع التدخين منعاً باتا داخل مقر الحكومة.
وتناولت مجلة "روسكي نيوزويك" التغيّرات التي تشهدها الهجرة الداخلية في روسيا بتأثير الأزمة المالية. ولفت الانتباه إلى أن سكان العاصمة أخذوا يغادرونها باتجاه الأقاليم، وذلك على عكس ما كان يجري قبل ستة أشهر. وتُبين استطلاعات الرأي أن ثلثي الموسكوفيين يُبدون استعدادهم للعمل في المحافظاتِ والمناطق الأخرى. علماً بأن نسبة هؤلاء قبل عامين لم تكن تتجاوز 15%. وتنقل المجلة عن الباحث الاجتماعي سيرغي سميرنوف أن معظم المدنِ الغربية متعادلة من حيث درجة التطور. أما في روسيا فإن التطور الاقتصادي يكاد يتركز في العاصمة وضواحيها. ويرى الخبير الروسي أن الأزمة المالية نَفَضَت الخمول عن الموسكوفيين ودفعتهم إلى البحث عن فرصٍ جديدة خارج مدينتهم. أما الاختصاصي بعلم النفس بافل بنماريوف فيرى سبباً آخر لهجرة سكان العاصمة. ويوضح قائلاً إنهم يقدمون على ذلك هرباً من التوتر الدائم. ويضيف أن العديد من الموظفين في موسكو يعيشون حالة قلقٍ متواصل، وذلك جراء الخوف من فقدان وظائفهم أو تقليص رواتبهم. وتنوه المجلة بجهود الحكومةِ الروسية الرامية إلى توفير الدعمِ اللازم لمن يقرر تغيير مكان إقامته بحثاً عن عملٍ جديد. وتلفت على وجه الخصوص إلى الإعاناتِ المالية التي رصدتها الميزانية الفدرالية لتغطية نفقات انتقال المهاجرين، هذا بالإضافة إلى مساعدتهم على التأقلم في أماكنِ سكنهم الجديدة.
وتحدثت أسبوعية "أرغومنتي إي فاكتي" عن فكرةٍ جديدة للتغلب على نقص السيولة في ظل الأزمة. وتقول الصحيفة إن مجموعةً من مواطني مدينة نيجني نوفغورود الروسية أسسوا مصرفاً فريداً يعتمد ساعاتِ العمل عملةً له. وجاء في المقال أن أحد رجال الأعمال اقتبس الفكرة عن مشروعٍ اجتماعي شاهده في بريطانيا قبل بضع سنوات. وتستعرض الصحيفة مبدأ عمل هذه المصارف، فتقول إن العملاء يُقَدمون الخدمات لبعضهم البعض، فيجني كل واحدٍ منهم ساعاتِ عمل تسجل في حسابه المصرفي. ويكون بوسعه فيما بعد أن يحصل على خدماتٍ من نوع آخر مقابل جزءٍ من رصيده. وتنقل الصحيفة عن منسقة المشروع أنستاسيا فولودكينا أن عميل المصرف يذكر عند فتح الحساب ما يتمتع به من قدراتٍ ومواهب. وتشير فولودكينا إلى أن أكثر الخدمات شعبيةً هي تلك التي تتطلب جهداً عضلياً كنقل الأثاث ودق المسامير وقيادة السيارة. وتضيف الصحيفة أن المشكلة ليست في تحصيل ساعات عمل بل في صرف هذه الساعات، إذ ليس من السهل العثورُ على من يُقَدم الخدمة المطلوبة. ومن جانبه يرى الاختصاصي بعلم النفس أوليغ زايارين أن مصارفَ كهذه تلعب دوراً هاماً إبان الأزمات. ويوضح أن المواطن أثناء ملء الاستمارة يتذكر المواهب التي يتمتع بها، فيزداد ثقةً بإمكانية إيجاد عمل ويتخلص من نوباتِ الذعر التي يسببها خطر البطالة.
وعلقت مجلة "اكسبرت" على الوضع في الشرق الأوسط بعد تسلم بنيامين نتنياهو مقاليد السلطة في إسرائيل. وجاء في المقال أن نتنياهو فوض ليبرمان رسمَ السياسةِ الخارجية مقابل انضمام حزب "إسرائيل بيتنا" إلى الائتلاف الحكومي. وتلفت الصحيفة إلى أن وزير الخارجيةِ الجديد سرعان ما أعلن جَهاراً رفضه المبدأ الأساسي للمباحثات العربية الإسرائيلية، أي مبدأ دولتين لشعبين. ويرى الكاتب أن النهج الذي اختاره ليبرمان بمباركة نتنياهو سيُلحق ضرراً فادحاً باسرائيل قبل غيرها. ويوضح أن ليبرمان بتصرفاته الرامية إلى تقويض أسس العملية السلمية يدفع الرئيس الفلسطيني إلى رفض التعاون مع الحكومة الاسرائيلية. ويلفت إلى أن الغرب تربطه علاقات طيبة مع محمود عباس الذي رفض التفاوض مع الإسرائليين قبل العودة إلى مبدأ الدولتين. وتنقل الصحيفة عن شخصياتٍ سياسيةٍ في إسرائيل أن السياسة التي ينتهجها ليبرمان ستثبت فشلها في القريب العاجل. ما سيرغم حكومة نتنياهو على تليين موقفها من الفلسطينيين. وعلى سبيل المثال ترى وزيرة الخارجيةِ الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني أن الحكومةَ الحالية تفضل إطلاق التصريحاتِ النارية على العمل الجِدي. وتضيف أن نتنياهو في نهاية المطاف سيجد نفسه مضطراً للتخلي عن موقفه المتعجرف. وتبدي ليفني أسفها لأن تل أبيب تفقد دعم العواصم الغربية في وقتٍ هي بأمس الحاجة إليه.
ونشرت صحيفة "أرغومنتي نيديلي" مقالا آخر عن آفاق تصدير الأسلحة الروسية إلى الصين. وتشير الصحيفة إلى أن هذا البلد كان حتى الأمسِ القريب أكبرَ مستوردٍ للسلاح الروسي. أما اليوم فيبدو أن موسكو مضطرة إلى طي صفحة تعاونها العسكريِ التقني مع بكين. ويعيد المقال إلى الأذهان أن تسعينات القرن الماضي كانت فترةَ تعاونٍ وثيق بين روسيا والصين في هذا المجال. ومن أسباب ذلك أن العواصم الأوروبية كانت تفرض حظراً على بيع السلاح إلى بكين. وهذا ما جعل موسكو المَصدرَ الوحيد للتكنولوجيا العسكرية والمعدات الحربية للقوات المسلحة الصينية. ويضيف الكاتب أن عائدات تصدير السلاح إلى الصين كانت تشكل حوالي نصفِ موازنةِ مصنعي الأسلحةِ التقليدية في روسيا. أما الآن فقد اختلف الوضع بصورةٍ جذرية، إذ أن الصناعة العسكريةَ الصينيةَ ذاتها أصبحت منافساً رئيسيا للصناعة الروسية. وتلفت الصحيفة إلى أن الصين اعتمدت مبدأ شراءِ الأسلحةِ الروسية بكمياتٍ ضئيلة، وذلك بغرض تقليدها وتصنيعها بكمياتٍ كبيرة. كما يبرز المقال سبباً آخر لتقلص صادرات الأسلحة الروسية إلى الصين ْ يتمثل بتغيّر الوضع في روسيا منذ ذلك الحين. ويوضح الكاتب أن قيمة صادرات الأسلحة الروسية بشكلٍ عام بلغت 32 مليارَ دولار بحلول 2008 مقابل 7 مليارات في تسعينات القرن الماضي. وبناءً على ذلك تستنتج الصحيفة أن الصناعة العسكرية الروسية باتت في غنى عن الأموال الصينية.
ونشرت أسبوعية "روسيا" مقالا تتناول فيه حالة الذعر التي انتابت العالم جراء ظهور إنفلونزا "H1N1 ". وتقول الصحيفة إن البشرية لم تنس بعد الحمى الإسبانية التي أودت بحياة الملايين مطلع القرن الماضي. ويرى الكاتب أن شركات الأدويةِ العالمية اليوم تستغل الخوف المتوارَث من تلك الفترة، وتعمل على تأجيجه لدى ظهور بوادرِ حمى جديدة. وتنقل المجلة عن دراسةٍ أجرتها منظمة الصحة العالمية أن الإنفلونزا بمختلف أنواعها تودي بحياة ربع مليون إلى مليونِ شخص سنوياً. ومقارنةً بذلك تبدو نسبة ضحايا إنفلونزا "إي" ضئيلةً للغاية. ولكن الضجة التي أثارتها وسائل الإعلام حول هذا المرض رفعت أسهم شركات الصيدلة بشكلٍ حاد. ومن جهةٍ أخرى أدت تلك الضجة إلى مصائبَ لدى المزارعين ومنتجي اللحوم وشركات الطيران ومكاتب السياحة. وتعيد الصحيفة إلى الأذهان تداعيات تفشي انفلونزا الطيور بين عامي 2004 و 2008 ، التي أودت بحياة 195 شخصاً. كما تشير إلى أن الاقتصاد العالمي تكبد حينئذٍ خسائرَ قدرت ب800 مليارِ دولار. أما هذه المرة فلم يشأ قطاع إنتاج اللحوم أن يتكبد خسائرَ بهذا الحجم. فدفع بخبراء منظمة الصحةِ العالمية إلى إجراء دراسةٍ حول علاقة الخنازير بالإنفلونزا الجديدة. ودلت نتائج تلك الدراسة على براءة الحيوان من المرض الذي أصاب الانسان. وهذا ما شكل نصراً إعلاميا لمنتجي اللحوم، الذين عملوا على استثماره إلى أقصى الحدود.