استمرار مسلسل نزيف الدم في سيرلانكا
تستمر المعارك العنيفة في سيريلانكا بين قوات الحكومة ومتمردي منظمة نمور التاميل. يأتي ذلك بينما تتواصل الجهود الدولية من أجل إنقاذ الاف المدنيين في منطقة العمليات العسكرية.
تستمر المعارك العنيفة في سيريلانكا بين قوات الحكومة ومتمردي منظمة نمور التاميل. يأتي ذلك بينما تتواصل الجهود الدولية من أجل إنقاذ الاف المدنيين في منطقة العمليات العسكرية.
ويتزايد القلق الدولي على مصير عشرات الالاف من المدنيين التاميل العالقين في مناطق القتال بين الجيش السيريلانكي والمتمردين. فبحسب إحصاءات صادرة عن الامم المتحدة فقد أودت الحرب بحياة نحو ستة الاف وخمسمائة مدني خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة فقط.
ولعل هذا ما دفع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ونظيره البريطاني ديفيد ميليباند الى زيارة الجزيرة. وتفقد الوزيران بعض معسكرات النازحين التي تدفق اليها أكثر من 120 الف لاجئ خلال الايام العشرة الاخيرة.
ووجه الوزيران الأوربيان إنتقادات حادة الى منظمة نمور التاميل التي يصنفها الاتحاد الاوروبي ضمن المنظمات الارهابية. لكن كوشنير وميليباند حملا الحكومة السيريلانكية ايضاً مسؤولية الحفاظ على حياة المدنيين من الاقلية التاميلية.
كما طالب المسؤولان الاوروبيان كولومبو بالسماح لموظفي الاغاثة بالعمل في المناطق المنكوبة.
من جهته رفض الرئيس السيريلانكي ماهيندا راجاباكسا إقتراح الوزيرين الاوروبيين إعلان هدنة مع من وصفهم بالارهابيين.
كما دعى راجاباكسا كل من كوشنير وميليباند الى عدم إلقاء ما أسماها "المحاضرات" على حكومته.
ويحاول العديد من المدنيين من منطقة لاتتجاوز مساحاتها بضع كيلومترات حيث يتحصن متمردو نمور التاميل ، يحاولون الفرار عن طريق البحر الى مناطق أكثر امنا. لكن نحو 50 الف منهم لا يزالون تحت تهديد الموت.
وتحاول سيريلانكا من جانبها طمأنة المجتمع الدولي، عبر التشديد على تمسكها باحترام حقوق المدنيين في مناطق العمليات العسكرية.
ومما يجدر ذكره انه ومنذ أكثر من ربع قرن ونمور التاميل يقاتلون من أجل مايقولون إنها حقوق مشروعة لأقليتهم المضطهدة. بينما تتهمهم الحكومة المركزية بتهديد وحدة البلاد عبر السعي الى الانفصال. وكل طرف يدافع عن حقيقته.. ولكن يبقى سؤال ينتظر الاجابة الملحة الى متى سيستمرمسلسل نزيف الدم في هذا البلد الاسيوي الجميل.