زعيم المتمردين الكونغوليين نكوندا أسيرا .. ضحية أخطاء أم تقاطع مصالح

طالبت سلطات الكونغو الديمقراطية من نظيرتها الرواندية تسليمها زعيم متمردي التوتسي لوران نكوندا لمحاكمته. وكانت قوات رواندية قد اعتقلت نكوندا بعد مقاومته لقوات روانديةٍ كونغوليةٍ مشتركة فيما يبدو أنه اتفاق أملته حسابات المصلحة بين الجارين اللدودين.
في انقلاب مذهل للتحالفات، إعتقلت القوات الرواندية حليفها القوي زعيم متمردي التوتسي في شرق الكونغو الديمقراطية لوران نكوندا المطلوب رقم واحد لسلطات كينشاسا.
وانفرجت أسارير زعماء الكونغو الديمقراطية لسماع خبر القبض على الجنرال نكوندا. وكانت كينشاسا أصدرت مذكرة اعتقال دولية ضده عام 2005 لمسؤوليته في جرائم حرب وانتهاكات أرتكبت بعد استيلاء رجاله على بوكافو عاصمة اقليم كيفو الجنوبية.
وسارعت الكونغو الديمقراطية لمطالبة سلطات رواندا بتسليمها الزعيم الأسير، فيما تضاربت الآراء حول سر اعتقاله من قبل من كانوا يمدونه بالمال والسلاح. الواقعة تبدو أقرب إلى اتفاق بين الجارين اللدودين، فتحت بمقتضاه الكونغو الديمقراطية الطريق الأسبوع الماضي لآلاف من الجنود الروانديين لعبور الحدود ضمن عملية عسكرية مشتركة لملاحقة ميليشيات الهوتو الرواندية.
وكانت المنطقة غارقة في الصراع العرقي منذ مذابح رواندا عام 1994، واستشرت الحرب على الحدود بين البلدين بفعل إبادة جماعية ارتكبتها ميليشيات الهوتو ضد التوتسي في قبل أن يلجأوا إلى داخل الكونغو الديمقراطية.
وأثار نكوندا انتباه المجتمع الدولي بعد إعلان تمرده عام 2004 بدعوى حماية أقلية التوتسي من هجمات الهوتو، ثم أثار انتباه الإعلام في نهاية العام الماضي بعد أن تقدمت قواته إلى مشارف العاصمة الإقليمية غوما، مما تسبب بنزوح أكثر من 250 ألف شخص عن منازلهم.