مضغ القات .. عادة اجتماعية متأصلة لدى اليمنيين
يمثل القات ظاهرة إقتصادية وإجتماعية في اليمن، وبينما يحاول البعض تحريمه لإحتوائه على مواد مخدرة ومضرة، يرى العديد من اليمنيين أن انتشاره أقرب إلى الظاهرة الإجتماعية منه إلى الإنتشار الإدماني.
يمثل القات ظاهرة إقتصادية وإجتماعية في اليمن، وبينما يحاول البعض تحريمه لإحتوائه على مواد مخدرة ومضرة، يرى العديد من اليمنيين أن انتشاره أقرب إلى الظاهرة الإجتماعية منه إلى الإنتشار الإدماني.
القات ... لغة التقاليد التي يجيدها أهل اليمن باحتراف، حتى باتت تمثل ظاهرة اقتصادية واجتماعية فعدد كبير من اليمنيين يستهلكون الكثير من دخلهم لشراء أوراق القات لمضغها في عملية تسمى التخزين، حيث يضع المخزن كمية من أوراق القات بفمه يلوكها ثم يمتص مكوناتها المخدرة أو المنشطة كما يطلق عليها البعض هنا .
ويتراوح طول شجرة القات بين مترين وخمسة أمتار، وأوراقه بيضاوية مدببة، وتقطف للمضغ على ألا يزيد عمرها عن أسابيع قليلة، وتحفظ الأوراق لمدة أسبوع في الثلاجة للاستهلاك الفردي بينما تباع في السوق طازجة بشكل يومي. وللقات أنواع تتراوح أسعاره حسب الجودة ونوع التربة التي زرعت بها .
يرى المتعاطون للقات أنه يمدهم بنشاط ذهني وعضلي، ويوثق علاقاتهم الاجتماعية، وأنه وسيلة للتسلية، وقضاء أوقات الفراغ، كما يرتبط أيضاً بالمناسبات الاجتماعية خاصة في الأفراح والمآتم وجلسات الصلح بين القبائل.
في حين يرى آخرون معارضون لهذه العادة بأن القات سبب من أسباب التفكك الأسري، حيث يقضي المتعاطي أو المتعاطية ساعات طويلة في جلسات القات بعيدا عن أجواء العائلة والأولاد.
انقسام الشارع اليمني حول نبتة القات لم يقتصر على النظرة الاجتماعية بل تعداه إلى النظرة الفقهية حيث يلاحظ انقسام علماء الدين هنا في الرأي حول هذا النبات، فالبعض يرى جواز تعاطيه لعدم ثبوت آثاره التخديرية لهم، وبالتالي لا يستطيعون قياسه على المسكرات التي تغيب العقل، في حين يرى البعض الآخر تحريمه على اعتبار أنه يؤدي إلى مضيعة الوقت والمال ويسبب العديد من الأمراض كما يؤكد الأطباء.