التحقيقات بجرائم حرب غزة .. في عهدة إسرائيل
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه ينتظر نتائج التحقيق الإسرائيلي حول قصف المنشآت الدولية في قطاع غزة لتحديد الخطوات اللاحقة. وكان بان قدّم أمس تقريرا الى مجلس الأمن بعد زيارته للقطاع التي طالب خلالها بمحاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين.
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه ينتظر نتائج التحقيق الإسرائيلي حول قصف المنشآت الدولية في قطاع غزة لتحديد الخطوات اللاحقة. وكان بان قدّم أمس تقريرا الى مجلس الأمن بعد زيارته للقطاع التي طالب خلالها بمحاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين.بات في حكم التنفيذ ما وعد به الامين العام للامم المتحدة بتحقيق حول قصف مؤسسات المنظمة الدولية في غزة ومحاكمة المسؤولين عن قتل المدنيين، ولكن على الطريقة الاسرائيلية. فحسب قول بان كي مون فإنه لن يتخذ موقفا الآن في مجلس الامن لحين انتهاء تل ابيب من تحقيقاتها فيما حدث. وقال لين باسكوا مساعد الامين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية في بيان للمجلس إن ايهود اولمرت وعد بالقيام بتحقيقات على وجه السرعة :" عندما التقيت القيادة الاسرائيلية طالبت بتحقيق مفصل في كل هذه الحوادث تقوم به تل ابيب ..اتوقع تلقي تفسيرا كاملا لكل حادثة وان المسؤولين ستتم محاسبتهم على افعالهم ..لقد وعدني اولمرت بأن يطلعني على نتائج التحقيق بشكل عادل وبعد ذلك سأقرر الخطوة التالية".
ومابين وعديْ اولمرت و مون فإنه وبحسب المراقبين سيأخذ التحقيق وقتا طويلا ومصيره الفشل. فما ارتكبته اسرائيل في غزة ليس الاول في حروبها، وربما السبب هو اخفاق المنظمة الدولية في حل ازمة الصراع العربي الاسرائيلي.
وأشار مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إلى أن : " العنف والدمار والمعاناة الذي شاهدناه هو علامة على الفشل السياسي الجماعي. في العام الماضي بذلنا جهدا حقيقيا لكننا لم ننجح .وما علينا فعله الآن يجب ان لا يقل حالياعن جهد دولي واسع للدعم والاصرار على ضرورة حل هذا الصراع. شعوب المنطقة، وكذلك المجتمع الدولي، لايمكن ان ترضى بأقل من ذلك".
ولكن مسؤولين اخرين في الامم المتحدة ومنهم جون غينج رئيس وكالة الاونروا في قطاع غزة دعوا الى تحقيق مستقل في الهجمات. تحقيق بدأ يبصر النور وذلك حين اعلن مجلس حقوق الانسان نيته ارسال بعثة لتقصي الحقائق عن ما جرى في القطاع. وكالعادة فان اي لجنة ستذهب الى هناك ستواجه، وبحسب المراقبين، باعتراض اسرائيلي.
هولمز يطالب إسرائيل بفتح المعابر إلى غزة
حثّ جون هولمز رئيس مفوضية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إسرائيل على فتح المعابر مع قطاع غزة لتسهيل نقل البضائع والسلع إلى القطاع.
وكان هولمز قد تفقد يوم 22 يناير/كانون الثاني منشآت عدة تابعة للأمم المتحدة في غزة تعرضت لقصف إسرائيلي وأصيب بالدهشة بسبب حجم الدمار الذي تعرضت له المدينة جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع. وطالب هولمز إسرائيل بالتعويض عن الأضرار التي سببها القصف على المؤسسات التابعة للأمم المتحدة في القطاع. وأكد هولمز ان عددا كبيرا من السكان قد سقطوا ما بين قتيل وجريح.
محمد أمين الميداني: هناك امكانية لمحاكمة هؤلاء المجرمين
وحول موضوع اتهام اسرائيل بإرتكاب جرائم حرب من قبل منظمات مختلفة والقضايا التي يمكن أن تحاكم بها تل أبيب بهذا الشأن ادلى محمد أمين الميداني رئيس المركز العربي للتربية على القانون الدولي وحقوق الانسان بحديث لقناة "روسيا اليوم" من مدينة ستراسبورغ الفرنسية قال فيه :" هناك عدة حالات يمكن من خلالها أن يحاسب المسؤولين على ما ارتكبوه . وهذه المحكمة مختصة بالنظر في جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الانسانية. كما يغيب عن الاذهان ايضاً ما يعرف بالاختصاص العالمي. بمعنى أنه يحق للدول أن تحاسب المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية أمام محاكمها الوطنية. وهذا موضوع سبق أن تم في بلجيكا مثلاً وحديثاً ايضاً في فرنسا. بمعنى ان تواجد مجرمي الحرب على أراضي اي دولة من هذه الدول التي تمارس ما يسمى بالاختصاص العالمي يحق لها أن تقدمه للمحكمة، طالما إنه ارتكب جرائم تخالف قواعد القانون الدولي، وبشكل خاص اتفاقيات جنيف الأربع والبروتكولين المضافين اليها. فتستطيع المنظمات غير الحكومية والنشطاء والمدافعون أن يعملوا على جبهتين: جبهة المحاكم الدولية من خلال المحكمة الجنائية الدولية وايضاً جبهة المحاكم الوطنية بتفعيل الاختصاص العالمي لمحاكمة مجرمي الحرب".
وأضاف رئيس المركز العربي للتربية على القانون الدولي وحقوق الانسان :" إذا تواصلت الارادة السياسة للدول الأطراف في المحكمة الجنائية الدولية وإذا إستطاع العرب أن يشكلوا لوبي قوي قادر على استصدار قرار من مجلس الأمن تطلب احالة المسؤولين عن هذه الجرائم إلى المحكة الجنائي الدولية، فأنا أعتقد وأجزم بأن هناك امكانية لمحاكمة هؤلاء المجرمين. والمهم الآن أن لا نميع الموضوع وأن نلاحقه بشكل جدي وبشكل متابع حتى يتم محاكمة هؤلاء المجرمين".
المزيد من التفاصيل في التقرير المصور.