أوباما.. مرحلة جديدة تجاه قضايا الشرق الاوسط أم استمرار للقديم؟
باشر الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما مهماته الرئاسية، حيث أجرى اتصالات هاتفية مع رؤساء مصر والاردن واسرائيل وفلسطين، وأكد للرئيس الفلسطيني محمود عباس على أن الادارة الامريكية ستعمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
باشر الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما مهماته الرئاسية، حيث أجرى اتصالات هاتفية مع رؤساء مصر والاردن واسرائيل وفلسطين، وأكد للرئيس الفلسطيني محمود عباس على أن الادارة الامريكية ستعمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
وقال مقربون من أوباما إنه سيقوم، في خطواته الأولى تجاه قضية الشرق الأوسط ،بتعيين السيناتور السابق اللبناني الأصل جورج ميتشيل مبعوثا خاصا الى المنطقة. وعلى هذا التغيير في البيت الأبيض، يعلق الكثيرون آمالا على الرئيس الامريكي الجديد، الذي أكد أن الشرق الأوسط سيكون من أولويات سياسته وأنه سيفعل كل ما في وسعه لدفع عملية السلام في المنطقة.
ها هو باراك أوباما يصل الى كرسي الرئاسة الأمريكية ... وها هي الأنظار تتسلط عليه ... نعم على أوباما الذي كان أكد أن دفع عملية السلام في الشرق الأوسط سيكون من أولوياته ... وعلى الرغم من هذا الوعد الكبير، إلا أن الفلسطينيين والإسرائيليين ينظرون الى الأمور من زوايا وأبعاد مختلفة. فبعد أن فضّل أوباما الصمت على مآسي غزة، لم يعد الفلسطينيون يعولون كثيرا على تلك الوعود.
أما إسرائيل، التي تتمتع دائما وأبدًا بدعمٍ أمريكي كامل، فتشعر بالأمان والاستقرار. فإن بقى الوضع على ما هو عليه فواشنطن في صف إسرائيل، وإن تغير فالشعب الإسرائيلي على يقين من ان التغير سيكون نحو الأفضل.
قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز " ان أوباما يتمتع الى حد بعيد بحسن النية والدعم في جميع مجالات الحياة... وهذا كله تحول الى مركز قوته الرئيسية... أعتقد أن علينا جميعا أن نتوقع ترجمة هذه المناسبة الى فرصة للسلام والحوار وإحلال السلام لجميع الأطراف المعنية".
لقد جلب الرئيسان بوش الأب والابن الحرب والدمار الى الشرق الأوسط . وعلى الرغم من الآمال الكبيرة التي يبنيها ا الكثيرون على الرئيس الجديد ذي الأصول الافريقية، إلا أن الوضع في الشرق الأوسط ومجرى عملية السلام كفيلان بإصدار حكم مسبق على سياساته المستقبلية في المنطقة.
العراق..اختبار أساسي لأوباما وسياسته الخارجية
كان لتصريحات باراك اوباما في العراق عن ضرورة ترك هذه البلاد لشعبها لها الصدى الواسع لدى الاوساط الرسمية والشعبية، واعتبرت هذه الأوساط ان تصريحات الرئيس الجديد تحمل تغييرا في السياسة الخارجية.
فقد كان العراق عنوانا انتخابيا لباراك أوباما، وهو اليوم أحد الاختبارات الاساسية لوعوده ولسياسته الخارجية، باكورة نشاطاته في المكتب البيضاوي، هي الملف العراقي والبحث مع القادة العسكريين في قضية الإنسحاب خلال 16شهرا.
من جانبه قال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية " إن العراقيين كانوا يشعرون بالقلق من احتمال قيام الولايات المتحدة بسحب قواتها فورا. ولكن بالنظرالى توضيحات الادارة الامريكية الجديدة واضافة الى تحسن الوضع الامني في العراق فان لدى الحكومة العراقية ارادة ايضا ان يكون الانسحاب حتى قبل نهاية عام 2011، مع الاخذ بعين الاعتبار ان العراق يعمل على تحسين اداء قواته المسلحة لتتحمل المسؤولية في السيطرة على الامن.
و تهدف خطوة اوباما هذه وبحسب المراقبين الى ارسال إشارة لأنصاره بأنه رغم تركيزه على الأزمة الاقتصادية، إلا أن العراق مازال في سلم أولويات الإدارة الجديدة.
وكان اوباما قد تعهد اثناء حملته الانتخابية باعادة كل الجنود الامريكيين من العراق الى وطنهم في غضون 16 شهرا من تسلمه الرئاسة.
كما قال اوباما في خطاب التنصيب الذي القاه يوم 20 يناير/كانون الثاني إنه مصمم على "اجراء انسحاب مسؤول يترك العراق لاهله.
مشموشي: انا شخصيا لست متفائلاً كثيرا إلا بامكانية اوباما بسحب قواته العسكرية من العراق
تحدث لقناة "روسيا اليوم" الكاتب والمحلل السياسي عامر مشموشي قائلا: "أمل ان يستطيع الرئيس الامريكي الجديد تنفيذ ما وعد به في خطابه، خصوصا وانه مقدم على سلسلة كبيرة من التراكمات التي خلفها الرئيس السابق بوش، واهمها الازمة المالية العالمية". وقال "نحن كعرب نعرف انه حتى وإن تغير الشخص من جمهوري الى ديمقراطي فان لادارة الامريكية هي التي تحكم ،وان الحكم هو عملية استمرارية"، واضاف مشموشي "ان في خطاب اوباما فسحات كبيرة من الامل، لكن هل يستطيع ان ينفذ وعوده؟ هذا ماينتظره الجميع". وأكد " انا شخصيا لست متفائلاً كثيرا الا بامكانية سحب قواته العسكرية من العراق. وهذا قرار اتخذ في وقت سابق وفي اجماع من مجلس الشيوخ الامريكي، وذلك بضرورة خروج القوات الامريكية من العراق بعد ما فشلت في بلوغ اهدافها في تحقيق الامن وتوحيد العراق".
العلوجي: اوباما لم يشر في خطابه الى غزة وماخلفته الة الحرب الاسرائيلية من دمار هناك
وعن سياسة اوباما الخارجية تجاه الشرق الاوسط تحدث لقناة "روسيا اليوم" الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد الكريم العلوجي قائلا: " اعتقد انه ليس هناك اي تغيير في السياسة الامريكية. وان كل ما حصل هو تغيير لرئيس الولايات المتحدة الامريكية فقط . وهذا التغيير سوف يجعله غير قادر على التحرك خاصة وحوله الكثير من القضايا المعلقة والمهمة، منها الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع الامريكي. والدليل على ذلك "ان اوباما لم يشر في خطابه الى غزة وماخلفته الة الحرب الاسرائيلية من دمار هناك".
قبلان: ستكون عملية السلام في الشرق الاوسط من اولويات سياسة اوباما
كما تحدث لقناة "روسيا اليوم" المحلل السياسي مروان قبلان قائلا: "اعتقد ان الخلاف الرئيسي سيكون في النهج الذي سيتبعه اوباما تجاه كل القضايا العالمية وتحديدا تجاه قضايا منطقة الشرق الاوسط التي شهدت في الفترة الاخيرة توترا شديدا في العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية". واضاف قبلان "باعتقادي ان اوباما ومنذ بداية ولايته ستكون عملية السلام في الشرق الاوسط من اولويات سياسته، وذلك على عكس الرئيس السابق جورج بوش الذي اهمل عملية السلام خلال سنوات حكمه السبعة. وعاد ليهتم فيها في عام 2008 السنة الاخيرة من حكمه.