متحف شفتشينكو..رمز للحرية على مدى الزمن
كان الأدباءُ والفنانون وعشاق الحرية في تاريخ البشرية كلها، عرضةً للاضطهاد بسبب منتجاتهم الأدبية والفنية المعبِّرة عن الهموم الإنسانية وقيم الحرية السامية. الأديب والفنان الأوكراني تاراس شفتشينكو كان واحدا ممن عانَوْا القمع والإضطهاد في القرن التاسع عشر.
كان الأدباءُ والفنانون وعشاق الحرية في تاريخ البشرية كلها، عرضةً للاضطهاد بسبب منتجاتهم الأدبية والفنية المعبِّرة عن الهموم الإنسانية وقيم الحرية السامية. الأديب والفنان الأوكراني تاراس شفتشينكو كان واحدا ممن عانَوْا القمع والإضطهاد في القرن التاسع عشر. وقد منع هذا الكاتب الكبير بأمر شخصي من القيصر نيكولاي الأول من الكتابة والرسم وعقابا له على عدم رضوخه لهذا الأمر.
واعتقل بتوجيه من الضابط إيساييف بتهمة "الرسم والكتابة "في السجن العسكري لمدينة أورينبورغ من23 من شهر أبريل/ نيسان حتى 12من شهر مايو/ أيار عام1850. أصبح هذا السجن العسكري متحفا تذكاريا باسم شيفتشينكو وذلك بمناسبة ذكراه 175 . ليصبح من أشهر معالم مدينة أورينبورغ .
وقالت إيرينا كريشيريوفا - المشرفة على المتحف " افتتح هذا المتحف عام1989، و قام بتصميمه فنانان من مدينة أورينبورغ هما يورومينكو وفلاسينكو ، وهذا المتحف مخصص لتخليد ذكرى هذا الفنان والأديب الأوكراني الشهير" .
وسط المعروضات خرائط ، وصور لمدينة أورينبورغ ، ولوحات الفنان التي جسد فيها أصدقاءه في المنفى ومناظر طبيعية للمنطقة وصورته الشخصية التي رسمها بنفسه وكتب وزي أوكرانيي تقليدي بالإضافة إلى مجموعة لوحات للأطفال الكازاخيين هناك .
أهم قسم في المتحف هو الزنزانة التي امضى فيها الأديب فترة سجنه ، فيها تمثالان رمزييان للضابط السجان والحارس بالزي العسكري ، والسرير العسكري الحديدي وأدواته التي كان يستخدمها .
واضافت كريشيريوفا "تسلط معروضات المتحف الضوء على الفترة التي قضاها شفتشينكو في مقاطعة أورينبورغ من خلال اللوحات التي رسمها والأعمال الأدبية التي كتبها في تلك الفترة هنا" .
عاش الأديب والفنان تاراس شفتشينكو 47 سنة ، وأفضل عشر سنوات ابداعه كانت من العام1847 حتى عام 1857 أمضاها في الخدمة العسكرية الإمبراطورية القسرية في الكتائب المختلفة لفيلق أورينبورغ متنقلا من موقع إلى اخر، ولكن أماكن خدمته القسرية هذه لم تكن مأساة فقط بل نضالا مريرا خاضه ضد جلاديه الذين لم يقيدو حريته فقط بل منعوه من الكتابة والرسم ، لكنه صمد وأبدع في الرسم والأب والشعر، مبرهنا بذلك على صلابة واعتزاز روح المناضل والمحب للحرية .
