أقوال الصحف الروسية ليوم 13 ديسمبر/كانون الاول
صحيفة "أرغومنتي نيديلي" تتناول العلاقة بين السلطة الرسمية والكنيسة في روسيا. وتقول الصحيفة إن العلاقة باتت موضع اهتمامٍ واضح بعد أن أعلن المجمع الكنسي عن موعدٍْ لانتخاب خليفةٍ للبطريرك الراحل ألكسي الثاني. وجاء في المقال أن نتيجة الانتخاب تتصف بأهميةٍ كبيرة بالنسبة للكرملين. ويرى الكاتب أن الكنيسةَ الروسية تواجه اليوم موقفا شبيهاً بما واجهته عام 1993. وذلك إبان الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد. ويوضح أن روسيا تمر الآن بأزمةٍ مالية وأخرى نفسية شديدةِ الوطأة. ولا يستبعد الكاتب أن يؤدي هذا الواقع إلى انهيار معنويات قسمٍ من السكان وانعدام ثقتهم بالسلطة. وينقل عن بعض المحللين أن بوسع الكنيسة أن تلعب دوراً مؤثراً في تخفيف المشاعر والأمزجة السلبية. فيما يعتقد بعض المراقبين أن السلطة قد تُمنى بخسائر كبيرة ما لم تتمتع بدعم الكنيسة. ويعزو هؤلاء ذلك إلى أن أياً من رئيس البلاد أو رئيس الحكومة لن يكون قادراً بمفرده على تهدئة الخواطر والحد من تصاعد الاحتجاجات. ويؤكدون أن الكنيسة هي الجهة الوحيدة القادرةُ على رفع معنويات المواطنين وتسليحهم بالصبر لحين تجاوز الأزمة. وهذا ما حدث في التاريخ الروسي مراراً. حيث كانت الكنيسة خير معينٍ للناس خاصةً في الأقاليمِ والمناطقِ الروسيةِ النائية. ويخلص الكاتب إلى أن البطريركَ الجديد سيجد نفسه مضطراً لمساندة السلطة من جهة وللبقاء بعيداً عن مؤسساتها الرسمية من جهة أخرى.
مجلة "إيتوغي" تتوقف عند الحوار الذي جرى مؤخراً بين رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين والمواطنين. وتقول الصحيفة إن هذا الحوار هو السابع من نوعه. وتضيف أن عبارة "الأزمة المالية الاقتصادية" كانت الأكثر حضوراً في المداخلات. وجاء في المقال أن فلاديمير بوتين رد على أسئلة المواطنين حول سبل الخروج من الأزمة وكيفية ضمان حياةٍ طبيعيةٍ للمجتمع. ويبدو أنه كان مستعداً لهذا الحوار. إذ قدَّم من خلال أجوبته نصائح مفيدة لمواجهة الأزمة. ولعل من أهمها حسب المجلة تلك المتعلقة باحتمالات التسريحِ من العمل وارتفاع الأسعار. ويبرز الكاتب أن بوتين طلب من المواطنين ألا يوقِّعوا طلبات التسريح بمحض إرادتهم. ذلك أن استقالة الشخصِ الطوعية تَحرِمه من تعويض البطالة. وعن ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء وغيرهما أكد رئيس الحكومة أن الجميع سواسية أمام المشكلة المتمثلة بارتفاع تكاليف هذه الخدمات . ومن ناحية أخرى يبرز الكاتب تأكيد بوتين أن الحكومة ماضيةٌ في تنفيذ كافة خططها في المجال الاجتماعي. وخاصةً فيما يتعلق بزيادة معاشات المتقاعدين وسواها من إعانات الدولة. ويلفت الكاتبُ أخيراً إلى أن الروس بمعظمهم يعتبرون بوتين زعيماً حقيقياً ، أي لا مجرد رئيسِ حكومةٍ تكنوقراطي. ومما يؤكد ذلك أن أكثر من مليوني مواطن توجهوا إليه بالأسئلة انطلاقاً من ثقتهم بأنه يعمل جاهداً للإيفاء بما يعد به.
جريدة "أرغومنتي إي فاكتي" تتناول مشكلة البطالة في ضوء الوعود التي قطعها رئيس الحكومة الروسية أثناء حواره مؤخراً مع المواطنين. تذكِّر الجريدة بأن بوتين أشار إلى أن عدد العاطلين عن العمل سيرتفع حتماً. وعبَّر في الوقت نفسه عن أمله بأن البطالة لن تكون على نطاقٍ واسع. وإذ تلاحظ الجريدة أن عدد العاطلين بدأ بالارتفاع فعلاً تشدد على ضرورة اتخاذِ التدابيرِ اللازمة لمواجهة ذلك. وتقترح أن تقوم السلطات بتعليم المواطنين مِهَناً جديدة وأن تُدافع النقابات عن مصالحهم. أما المواطن نفسه فعليه أن يناضل من أجل حقوقه وأن يكون مستعداً لمرحلةٍ جديدة في حياته. وينقل الكاتب عن الخبير الاقتصادي نيكيتا كريتشيفسكي أن هيئة الإحصاءِ الروسية قدّرت عدد العاطلين في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بأربعة ملايين ونصفِ المليون. أما الدراسة التي قامت بها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي فتُبَيِّن أن حوالي 50% من مؤسسات البلاد تنوي تقليص إنتاجها. ولذا يُتَوقع أن يرتفع عدد العاطلين بنسبةٍ تفوق تقديرات الخبراءِ المتفائلين. وعن الصدمة النفسية التي يسببها فقدان العمل وسبلِ الوقاية منها ينقل الكاتب عن الاختصاصية ماريا بيليخ أن فقدان العمل يسبب الألم كأيِ خسارةٍ أخرى. وفي هذه الحالة تنصح السيدة بيليخ بأن يتكيف المرء مع الوضع الجديدْ ويقتنع بأن ما حل به ليس أكبرَ المصائب. والأهم من ذلكَ كلِه أن يثق بقدرته على التعافي وتجاوز الأزمة.
صحيفة "تريبونا" نشرت مقالاً لعضو البرلمان الأوروبي والصحفي الإيطالي جوليو كييزا يقدم فيه رؤيته للإدارة الأمريكية المقبلة. وجاء في المقال أن باراك أوباما سيترأس بلاداً تغلغلت في مفاصلها أزمةٌ مالية لم تشهد مثلها منذ الحرب الأهلية. ويشير الكاتب إلى أن الرئيس المنتخب لا يزال شخصاً مجهولاً. كما أنه لم يعلن بوضوح عن خططه للخروج من المأزقِ الاقتصادي. ويرى الصحفي الإيطالي أن سيرة أوباما المهنية قصيرة للغاية. وأن وصوله إلى قمة الهرمِ السياسي جاء بفضل كُبريات مؤسساتِ المال في أمريكا وخارجِها. ويضيف الكاتب أن تلك المؤسسات مرتبطةٌ بشكلٍ أو بآخر بعملاق صناعة السياراتِ الأمريكية "فورد". ويؤكد السيد كييزا أن الولايات المتحدة هي مصدر الأزمة المالية العالمية. وأن الشركات الأمريكية تدرك استحالة خروجها منَ المأزق دون مساعدةٍ أوروبية. ولا يستبعد البرلمانيُ الأوروبي أن تسعى واشنطن لتقاربٍ أكبر مع حلفائها في القارة العجوز. علماً بأن الأمر يتطلب من البيت الأبيض اتخاذ قراراتٍ مؤلمةْ تمس الصناعة الحربية في أمريكا. ويوضح الكاتب أن الولايات المتحدة ستضطر للتخلي عن مشروعهاْ الرامي إلى نشر عناصر الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية. لكن ذلكَ لا يعني ن واشنطن ستتخلى عن هدفها الاستراتيجي المتمثل في إضعاف موسكو. ويُعبِّر كييزا عن ثقته بأن الإدارة الأمريكية أدركت أخيراً أن الأوروبيين لن يسلكوا درب المواجهةِ المباشرة مع روسيا. وفي الختام يخلص الكاتب إلى أن الرئيس الأمريكيَ الجديد سيواجه خِياراً وحيداً. فإما تغييرُ سياسة بلادهِ تجاه موسكو وإما إبقاء التوتر في العلاقات معها.
مجلة "اكسبرت" نشرت مقالاً عن الوضع في باكستان والضغوط التي تمارسها واشنطن على إسلام آباد. تقول الصحيفة إن الإدارة الأمريكية تطالب القيادة الباكستانية بموقفٍ أكثرَ جديةً في الحرب ضدَ ْ طالبان. وتضيف الصحيفة أن الولايات المتحدة طلبت منح قواتها حريةَ القيام بعملياتٍ عسكرية داخل الأراضي الباكستانية. وخاصةً في منطقة القبائل الموالية لحركة طالبان. وجاء في المقال أن السلطات الباكستانية رفضت ذلك لأنه يؤدي إلى صِداماتٍ مع الجيش ويهدد بتفكك البلاد. ويرى الكاتب أن الإدارة الأمريكية أرغمت الجنرال برويز مشرف على التنحي عن السلطةْ ليحل محله آصف علي زرداري. ويضيف الكاتب أن زرداري الموالي لواشنطن أصدر عدة مراسيم للجم الجيش وأجهزة الاستخبارات. كما أطلق عملية تطبيع العلاقات مع نيودلهي. الأمر الذي لم يرق للجنرالات الباكستانيين. ويعتقد الكاتب أن الاستراتيجية الأمريكيةَ في المنطقة تتعارض ومصالحَ المؤسسة العسكريةِ والأمنية في باكستان وتشكل خطراً على كيان الدولة. ويشير إلى أن بعض الأوساط في الولايات المتحدة تعتبر إعادة رسم الحدود بين دول المنطقة شرطاً لتطبيع الوضع في ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير. وينطلق أصحاب هذه النظرة من أن الحدود التي رسمها البريطانيونَ قبل انسحابهم تُبقي على بؤرٍ دائمةٍ للنزاع. وفي الختام يلفت الكاتب إلى أن الخطط الأمريكية تنص على اقتطاع مساحاتٍ واسعة من باكستان. الأمر الذي تقابله إسلام آباد بالرفض المطلق.
صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" نشرت في ملحقها "ديبكوريير" مقالاً تحت عنوان "وفق السيناريو العراقي". وجاء في المقال أن غالبية قادة الناتو في أفغانستان يصفون الوضع الداخلي بالكارثي. ويُصر الجنرالات على زيادة عديد قوات الحلف في هذا البلد. بينما يعترف بعضهم بأن الانتصار في الحرب بات أمراً مستحيلاً. ويرى نائب رئيس المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية إيلان بيرمان أن إدارة أوباما ستُجري تعديلاتٍ جذرية على انتشار القوات الأمريكية في منطقة ما يوصف بالشرق الأوسط الكبير. أما الاهتمام بالقضية العراقية فسوف يتراجع. بينما ستحتل القضية الأفغانية مكان الصدارة بين قضايا المنطقة. أما الخبير الأمريكي ستيفن بيدل فيؤكد أن الإدارة الأمريكيةَ الجديدة ستنقل مع بداية العام المقبل جزءا من القوات والمعدات العسكرية من الجبهة العراقية إلى الجبهة الأفغانية. ويعتقد بيدل أن عدد القوات الأمريكية التي سيتم نقلها خلال العامين المقبلين سيبلغ عشرين ألفَ جندي. كما أن واشنطن ستواصل تعزيز تواجدها العسكري في أفغانستان بعد هذه العملية. ويشير الكاتب إلى أن السياسة الأمريكيةَ الحالية تُعيد إلى الأذهان السيناريو العراقي. حيث كانت الولايات المتحدة تعمل على زيادة عديد قواتها من جهة، ومن جهة أخرى كانت تنفق المال لاستمالة العشائر العراقية إلى الحرب ضد تنظيم القاعدة. ويخلص الكاتب إلى أن الإدارة الأمريكية ستسعى إلى الهدف نفسه في تعاملها مع القبائل الأفغانية في منطقة الحدود مع باكستان.