اسعار النفط تتراجع الى ما دون 40 دولارا للبرميل
اختتمت التعاملات في الاسبوع الماضي في اسواق السلع العالمية بتراجع اسعار النفط الى أدنى مستوى لها منذ اندلاع حرب الخليج في عام 1991. ويعزى ذلك الى حدوث تدهور كبير في اوضاع دوائر الاعمال في الولايات المتحدة.
اختتمت التعاملات في الاسبوع الماضي في اسواق السلع العالمية بتراجع اسعار النفط الى أدنى مستوى لها منذ اندلاع حرب الخليج في عام 1991. ويعزى ذلك الى حدوث تدهور كبير في اوضاع دوائر الاعمال في الولايات المتحدة. وقد اغلقت بورصة نيويورك في يوم الجمعة 5 ديسمبر/كانون الاول بعد ان بلغ سعر برميل النفط 81ر40 دولار. اما في بورصة النفط في لندن فقد اختتمت التعاملات بسعر 74ر39 دولار للبرميل الواحد. وبلغ تقلص السعر في هذه التعاملات 54ر2 دولار. علما ان سعر البرميل تراجع في الاسواق العالمية منذ يوم 28 نوفمبر /تشرين الثاني بنسبة 25 بالمائة. وفقد السعر قيمته بنسبة 72 بالمائة من مؤشر الذروة البالغ 27ر142 دولار للبرميل في 11 يوليو/تموز.
وقد أثار اشتداد التشاؤم في عالم رجال الاعمال بصدد تطور الاحداث في اقتصاديات بلدان الغرب نشر معلومات في يوم الجمعة الماضي حول تقلص فرص العمل في الولايات المتحدة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني بقدر لا مثيل له وبلغ 533 ألف فرصة عمل . ولم يحدث مثل هذا الانهيار في سوق العمل في الولايات المتحدة منذ عام 1974 . ووصفت محطة اذاعة بي-بي-سي البريطانية اليوم هذا الرقم بأنه " رهيب". وكان الخبراء يتوقعون ان يبلغ التقليص 335 ألفا.
وبنتيجة ذلك اشتد الرعب في الاسواق بصدد الآفاق المتوسطة الاجل للأقتصاد الامريكي وبضمن ذلك مقادير استهلاك النفط. وتظهر آخر المعطيات ان الطلب على النفط في الاقتصاد الامريكي قد تقلص في اواخر نوفمبر/تشرين الثاني بنسبة 2ر6 بالمائة قياسا الى الفترة المماثلة من العام الماضي.
وقد اعادت وكالة الطاقة الدولية النظر بأتجاه تقليص تنبؤاتها بشأن كميات الاستهلاك اليومي للنفط في العام القادم بمقدار 170 ألف برميل. والآن يبلغ التقدير الجديد لللأستهلاك اليومي من النفط في الاقتصاد العالمي لعام 2009
بحوالي 37ر86 مليون برميل.
ويتدهور الوضع لأن الركود يصيب الآن ولأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية ثلاث مناطق اقتصادية حيوية في العالم هي الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واليابان. ويشير الخبراء الى ان تطور الوضع لاحقا يتوقف على قدرة (اوبك) على ان تقلص بشكل فعال وبسرعة كميات انتاج النفط. لكن المنظمة لا تفلح في ذلك الى حين وتسود في الاسواق كالسابق وتيرة الركود.
وفي 17 /كانون الاول ستعقد بمدينة وهران الجزائرية دورة (اوبك) العادية . وقد اعلنت قيادة المنظمة منذ الآن انها ستتخذ قرارا بشأن تقليص انتاج النفط . لكن ما زال غير واضح مدى راديكالية هذا القرار. ويعتقد الخبراء المستقلون في حي رجال الاعمال (سيتي) بلندن ان اي تقليص للأنتاج دون مليوني برميل يوميا لن يقود الى تغير اتجاه سير الاوضاع في سوق النفط العالمية.