أقوال الصحف الروسية ليوم 6 ديسمبر / كانون الثاني
تفرد جميع الصحف الروسية الصادرة هذا اليوم ، مساحاتٍ كبيرة من صفحاتها، للحديث عن خبر وفاة صاحب الغبطة البطريرك ألكسي الثاني، بطريرك موسكو وسائر روسيا، الذي وافته المنية صباح أمس الجمعة، عن عمر يناهز الثمانين عاما.
صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" تنشر على صدر صفحتها الأولى مقالة تعدد فيها مناقبَ البطريرك الراحل، والتنويه بالجهود التي بذلها طيلة عمره لتكريس القيم الدينية في المجتمع الروسي، وتوطيد الأواصر الروحية، وقيمِ التسامح بين مكونات الشعب الروسي. تقول الصحيفة إن البطريرك ألكسي الثاني سوف يدخل التاريخ ليس فقط بصفته أول بطريرك لروسيا ما بعد الحقبة السوفياتية، بل وكمُوحدٍ للكنيسة الروسية الأرثوذوكسية. ذلك أنه لم يخطرعلى بال أحد قبل عدة أعوام، أن من الممكن توحيد الكنيستين الروسيتين، كنيسةِ الداخل، وكنيسةِ المهجر. إلا أنه بفضل جهود البطريرك الراحلِ تحديدا، تم توحيدهما. وتتابع الصحيفة أن ألكسي الثاني حمل على كاهله عبءَ البطريركيةِ الثقيلَ ، طيلة ثمانية عشر عاما. تم خلالها بناءُ وترميمُ آلاف الكنائس ومئات الأديرة، وسعى طوال حياته إلى إحياء الخدمة الروحية في نفوس الأساقفة والكهنة. وليس ذنبُه أن هؤلاء لم يستطيعوا استيعاب ما كان يتوقعُه البطريرك منهم في هذا الوقت الصعب. ولقد انتقل إلى الرفيق الأعلى بهدوء ودون آلالم. وتبرز الصحيفة أن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف، الذي كان يقوم بزيارة رسمية للهند، وكان من المقرر أن يتوجه من هناك إلى إيطاليا، قرر قطع جولته الخارجية، وعاد إلى موسكو. ولقد ظهر الرئيس مدفيديف في المؤتمر الصحفي، الذي عقده عقب انتهاء محادثاته مع الجانب الهندي، ظهر وعلامات الأسى والحزن بادية على وجهه.
صحيفة "أرغومينتي نيديلي" نشرت مقالة تتحدث عن تداعيات الازمة المالية العالمية على روسيا، فتقدم في بدايتها عرضا للوضع الإقتصادي في العالم، مبرزة أن الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان والصين مستمر في الانخفاض، ولهذا فإن أسعار النفط والغاز في تدهور مستمر. علما بأن عائداتِ تصديرِ هذه المواد بالذات، تشكل الجزءَ الأساسي من دخل الموازنة الروسية. ولدى انتقالها للحديث عنِ الآثار، التي تتركها هذه التطورات على الواقع الروسي، تلفت الصحيفة إلى أن الهيئة الفيدرالية للإحصاء في روسيا، لم تنشر حتى الآن المؤشراتِ الرئيسيةَ للاقتصاد الروسي عن شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي. وهذا ما يثير الشكوك في أن هذه المؤشرات سيئةٌ للغاية. وتشير الصحيفة إلى أن المواطنين بدأوا يُظهرون قلقا إزاء استمرارِ انخفاضِ قيمة الروبل، وبقاءِ ثمن البنزين مرتفعاً، وهم يلقون باللائمة على وزارة المالية التي استثمرت أموالَ صُندوقِ الاستقرارِ، في الأوراق المالية لشركات الرهن العقاري الأمريكية المفلسة. وفي محاولة منها لإظهار مدى جدية الوضع الاقتصادي في روسيا، تَـذْكُـر الصحيفة أن الرئيس دميتري مدفيديف، اعترف خلال اجتماعٍ عقده في مدينة إيجيفسك، بأن الأزمة الاقتصادية بدأت تطال القطاعاتِ الإنتاجية، ولهذا فإنه ليس من المستبعد أن تشهد البلاد انتشارا واسعا للبطالة في المستقبل المنظور. وتَـْذكر الصحيفة كذلك أن رئيس الحكومة فلاديمير بوتين قال خلال مؤتمره الإعلامي الأخير إنه سوف يتم قريبا الاستغناءُ عن خدمات عددٍ كبير من الكوادر الإدارية، وليس من المعروف ما إذا كانت هذه التسريحات سوف تطال الشخصيات القياديةَ فقط..
مجلة "بروفيل" نشرت مقالة تؤكد أن المحاولاتِ الراميةَ إلى إقامةٍ نظام مالي عالمي جديد، لم تأت بنتيجة حتى الآن، ذلك أن كلَّ ما يتمُ اتخاذُه حاليا لا يتعدى كونَه ضخاً للأموال، ومحاولةً لإعادة تكريس هيمنة الدولار. يرى كاتب المقالة أنه من الأفضل للمجتمع الدولي أن يعود للذهب، لاعتماده مقياسا عالميا، لتقدير قيمة الاحتياطي الاقتصادي، وتقييم العملات. ويضيف الكاتب أنه منذ فجر التاريخ شكل هذا المعدن الثمين، العملة الحقيقية الوحيدة. خاصة وأن الذهب طيِّع في التعامل، ومتجانس من حيث البنية، ويستمد ثمنه من ندرته. ويتابع أن اعتماد الذهب كعملة عالمية، يجب أن يحظى بإجماع المجتمع الدولي، تماما كما حدث عندما تم الامتناع عن استخدامه بهذه الصفه، عام 1971. ويوضح الكاتب أن اعتمادَ نظامِ تعويم أسعار العملات، مَهَّـدَ الطريقَ أمام الدولار، الذي كان يشكل العملة
الصعبة الوحيدة في العالم آنذاك، ليحل محلَّ الضماناتِ المدعومة بالذهب، وفَـتَـح البابَ أمام السلطات الأمريكية لتطبع أوراقها الماليةَ بكمياتٍ هائلةٍ، دون رادع أو رقيب. وهذا ما أدى بالتالي إلى تدمير النظام المالي العالمي. ويلفت الكاتب إلى أن الولاياتِ المتحدة، كانت تُروِّج لفكرةِ أن المقياسَ الذهبي، لا يناسب هذه المرحلة المتقدمة، التي وصل إليها الاقتصاد العالمي.لكنها كانت في المقابل تشكل احتياطيَّها الوطني من هذا المعدن بالذات. ويدعو الكاتب حكومةَ الولاياتِ المتحدةَ لترشيد الإنفاق، وإيقاف آلةِ طبع الدولارات، لكي تصبح الدولاراتُ المتداولةُ حاليا، أوراقاً نقدية حقيقية، لا تحتاج إلى دعم من قبل حاملات الطائرات.
مجلة "فلاست" تنشرت مقالة تتحدث عن إقليم التيبت، الذي يشكل حاليا مقاطعةً من مقاطعات جمهورية الصين الشعبية. جاء في المقالة
أنَّهُ قبل وصول الشيوعيين الى السلطة في الصين، بقيادة الزعيم ماو تسي تونغ، كان نظام الحكم في إقليم التيبت ثيوقراطيا، أي أن الإقليم كان يُحكم من قِبل رجال الدين البوذيين برئاسة الدلاي لاما. وفي عام 1950 ، أي بعد مرور عام واحد من قيام جمهورية الصين الشعبية، اجتاحت القوات الصينية أراضي الاقليم ، وضمَّـته إلى الجمهورية الشيوعية الفتية. وتبرز المقالة أنه لم يكن في نية الشيوعيين في البداية، القضاءُ على نظام الحكم الديني في التيبت ، ولهذا احتفظ الدلاي لاما ببعضٍ من سلطاته على الاقليم. لكن ، عندما باشر الشيوعيون في تأميم الاراضي الزراعية، وانتشرت شائعات تقول بان السلطات الصينية تنوي اعتقال الدلاي لاما. بدأ سكان ذلك الإقليم بإظهار التذمر والتململ. ومع انقضاء الوقت تَحوَّل غضبُ السكان هناك إلى ثورةٍ عارمة شملت كل انحائه. فما كان من بكين إلا أن دفعت بوحدات من الجيش إلى ذلك الإقليم، وقمعت الثورة بقبضة من حديد، فقُتل الآلاف من سكان الاقليم، وهرب الدلاي لاما الى الهند، وعَيَّنت بانشين لاما مكانه، وكان ذلك سنة 1959 . وعندما قامت الثورة الثقافية في الصين ، في ستينيات القرن الماضي مَنحتِ السلطاتُ الصينية إقليم التيبت صفة "إقليم ذي حكم ذاتي" في إطار الجمهورية الشعبية ، وانتقلت السلطة بصورة نهائية فيه إلى الحزب الشيوعي الصيني.
مجلة "دينغي" أي النقود، تتحدث عن أكثر السرقات شهرة في القرن العشرين. جاء في المقالة أن مواطنا يابانيا تَمكَّن من خداع موظفي الجباية في مدينة طوكيو، واستحوذ على ما يعادل مليون دولار، دون أن يُضطَّر لاستخدام السلاح. علما بأن السلطات لم تتمكن حتى اليوم من العثور على ذلك اللص الذكي. وتأتي المقالة على ذكر سرقة أخرى حدثت عام 1963في إنجلترا عندما قامت عصابة ، تتألف من أحدَ عشرَ شخصا، يترأسها لص محترف يدعى بروس رينولدس، قامت بالسطو على إحدى عربات القطار المخصصة لنقل البريد، والاستيلاء على مبلغٍ يعادل حسب الأسعار الحالية ثمانينَ مليون دولار ، علما بأن هذه السرقةَ أيضا، تمت دون استخدام السلاح. أما مصير أفراد العصابة البريطانية فيختلف عن مصير زميلهم الياباني، فقد تمكنت السلطات الإنجليزية من القبض عليهم الواحدَ تلو الآخر، وإيداعِهم السجنَ لمدة عشرة أعوام. ولم تكن فرنسا أقل حظا في هذا المجال ، فقد عَلِم أحد مواطنيها واسمه ألبرت سباجياري، أن أحد البنوك يحفظ الأموال في مستودع يقع بالقرب من حفرةٍ للصرف الصحي ، لهذا شكل مجموعة بهدف السطو على المستودع. ولقد تمكنت هذه المجموعة من حفر نفق، نَفَـذ أفرادها عن طريقه إلى المستودع، واستولوا على ستينَ مليون فرنكٍ فرنسي. أما اللص الأوفرُ حظا فكان البولندي يوزيف بيلسودسكي الذي أصبح مارشالا ورئيسا لبولندا لاحقا. فقد كان بيلسودسكي زعيما لمجموعة من القوميين البولنديين، الذين يناهضون التواجد الروسي في بلادهم. وفي عام 1908، هاجم أفراد من هذه المجموعة قطارا يحمل نقود الخزينة الروسية، واستولوا على ما يعادل أربعةَ ملايين دولار . وتبرز المقالة أن ثلاثةً من أعضاء المجموعة المذكورة، أصبحوا في ما بعد رؤساءً للحكومة البولندية.