أوباما... تغيير ضمن حدود المصالح الأمريكية
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/23097/
أثارت التعيينات التي قررها الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما شكوكا حول جدية الوعود التي أطلقها أثناء حملته الإنتخابية إذ قال البعض إن التفاؤل بأوباما كان مبالغا فيه، فيما شدد آخرون على أن النكثَ بالوعود سيكون في إطار الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة.
أثارت التعيينات التي قررها الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما شكوكا حول جدية الوعود التي أطلقها أثناء حملته الإنتخابية إذ قال البعض إن التفاؤل بأوباما كان مبالغا فيه، فيما شدد آخرون على أن النكثَ بالوعود سيكون في إطار الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة."إحياء تحالفات قديمة لاقامة شراكات جديدة" هذا هوعنوان باراك أوباما للفجر الأمريكي الجديد الذي نظر اليه البعض على انه يختلف عن ذاك الذي وسم عهد جورج بوش.
استراتيجية اوباما التي روج لها عندما كان مرشحا للرئاسة على انها من اجل التغيير ستنطلق بطاقم تتقدمه هيلاري كلينتون سيدة امريكا الاولى السابقة كوزيرة للخارجية وبوزير دفاع قديم جديد كان ولا يزال روبرت غيتس.
وقد أثارت مثل هذه التعيينات جدلا داخل الادارة الامريكية نفسها وخارجها كون الشخصيات المذكورة اختلفت مع الرئيس المنتخب خلال الحملة الانتخابية.
واذا كان الجدل الداخلي يخمد عبر تاكيد ان الرئيس وحده هو المخول بتحديد مسار فريقه وليس أي شخص اخر ،فتعيين كلينتون وزيرة للخارجية لا شك اثار غبطة الاسرائيليين المشككين بنوايا اوباما، لانهم لن ينسوا كيف هددت الوزيرة الجديدة في ايار/ مايو الماضي من خلال محطة "اي بي سي" إيران بمحوها من الوجود في حال هاجمت إسرائيل، وكيف أعلنت أنها لن تفاوض حركة حماس مالم تنبذ ما وصفته بالارهاب.
اما بالنسبة للابقاء على غيتس كوزير للدفاع فقد اثار تساؤل المراقبين حول ماذا بقي بجعبة الوزيرالامريكي ايام بوش ليقدمه إلى أوباما ؟ وعليه فهم يعيدون حديث الرئيس الجديد عن الانسحاب من العراق الى كونه مجرد تصريح انتخابي محض خال من الواقعية ، فاوباما لا يريد في الوقت الراهن اتخاذ اي قرار قد يبدو متعجلا مثل انسحاب سريع من العراق لانه يحتاج الى نظرة متأنية في الواقع الميداني هناك.
والملفت للنظر في هذه التعينات انها تزامنت مع تسلم ادارة الرئيس الجديد لتقرير اصدره معهد بروكينغز في واشنطن.. حيث حث التقرير اوباما على وضع ملف ايران النووي تحت عدسة المتابعة المباشرة، كما ودعا التقرير الرئيس الجديد الى التحاور المباشر مع حكومة طهران عبر حوافز جديدة تقنعها بعدم زيادة إنتاج وقودها النووي. لكن التقريرلم يذكر ماذا ستكون الخطوة التالية في حال رفضت ايران عرض اوباما.
من هنا فان النظر الى الرئيس الجديد لايجب ان يكون بعين الأمل او الوهم لان أوباما وان اصبح رئيسا فهو وبأبسط تعريف ليس إلا مواطنا امريكيا.