الهند وباكستان... لحظات حاسمة في العلاقات
تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في نيودلهي يوم 3 ديسمبر/ كانون الاول رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ وكبار المسؤولين سعيا لازالة التوتر بين الهند وباكستان بعد هجمات مومباي. يأتي هذا في وقت كشفت فيه السلطات الهندية عن قيام منفذي الهجمات بإجراء اتصالات مع أشخاص في باكستان أثناء تنفيذها.
تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في نيودلهي يوم 3 ديسمبر/ كانون الاول رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ وكبار المسؤولين سعيا لازالة التوتر بين الهند وباكستان بعد هجمات مومباي. يأتي هذا في وقت كشفت فيه السلطات الهندية عن قيام منفذي الهجمات بإجراء اتصالات هاتفية مع أشخاص في باكستان أثناء تنفيذها.
مع أن باكستان كانت تنفي سابقا وجود الارهابيين المتهمين بتفجيرات سابقة في الهند لديها والذين تطالب نيودلهي باستمرار تسليمهم اليها ، إلا أنها اعلنت هذه المرة أنها ستنظر في الأمر حال استلامها قائمة باسماء المشتبه بتورطهم في التفجيرات الأخيرة التي وقعت في مومباي.
وقال الرئيس الباكستاني أن المطلوبين من قبل السلطات الهندية سيحاكمون في باكستان في حال ثبت تورطهم.
وكانت وزارة الخارجية الهندية قد سلمت القائمة إلى اسلام اباد بعد استدعاء السفير الباكستاني في نيودلهي الى مقر الوزارة يوم الإثنين الماضي .
وقال برناب مكرجي وزير الخارجية الهندي " نحاول الآن أن نعتقل الأشخاص المتورطين والهاربين من وجه العدالة في الهند والموجودين في باكستان.وتوجد قائمة بنحو 20 شخصا ،ونحن نواصل سعينا وسوف ننتظر الرد من باكستان".
ومن بين الأسماء التي تضمنتها القائمة داود إبراهيم المتهم بأنه العقل المدبر لتفجيرات مومباي عام 1993. وتشمل القائمة أيضا رجل الدين الباكستاني مسعود أزهر الذي افرج عنه من السجون الهندية مقابل اطلاق سراح ركاب طائرة هندية اختطفت في نهاية عام 1999. وطالبت بهما الهند في عام 2001 بعد الهجوم على البرلمان الهندي، إلا أن باكستان ارادت الحصول على الأدلة بشأن تورطهما في الاحداث.
و الآن تحاول باكستان التي تتولى السلطة فيها الحكومة المدنية المنتخبة امتصاص الغضب الهندي بطرح اقتراح على نيودلهي يقضي بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة واعتماد آلية موحدة لمكافحة الإرهاب.
وقال شاه محمود قريشي وزير الخارجية الباكستاني "عرضت حكومة باكستان على الهند آلية تحقيق مشتركة وتشكيل لجنة موحدة. ونحن مستعدون للخوض سوية في عمق هذه القضية ولتشكيل فريق يمكنه المساعدة".
وبغية التصدي لتداعيات التوتر الراهن بين الهند وباكستان سارعت الحكومة الباكستانية الى توحيد صفوفها الداخلية، إذ اجتمع قادة الأحزاب السياسية الباكستانية بجميع اطيافها بدعوة من رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني للتوصل إلى سياسة موحدة في مواجهة الأزمة.
وذكر نواز شريف زعيم حزب الرابطة الإسلامية المعارض " فيما يتعلق بمثل هذه القضايا، نحن جميعا يد واحدة. ان جميع الأحزاب السياسية اتخذت موقفا موحدا. ولا وجود لرأيين في هذا الشأن. لدينا خلافات مع الحكومة لعدم احترامها لإلتزاماتها ،ولكن لا يوجد خلاف حول هذه المسألة."
وفي انتظار زيارة وزيرة الخارجية الأمركية للمنطقة وما ستتوصل إليه من حلول لنزع فتيل التصعيد، تبقى الأحداث في المنطقة تجري بشكل متسارع واصبح اتفاق السلام بين الهند وباكستان في مهب رياح العمليات الإرهابية.
كاتب وصحفي باكستاني: من مصلحة أمريكا تهدئة التوتر بين اسلام آباد ونيودلهي
وقال الكاتب والصحفي عبد الرحمن حياة في الحديث الذي ادلى به عبر الهاتف لقناة " روسيا اليوم" من اسلام اباد حول زيارة رايس الى الهند وهل يتوقع أن يشكل التدخل الامريكي نوعا من الضغط على باكستان " لا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى في الوقت الحالي بجميع الوسائل المتاحة لها إلى تهدئة التوتر الذي حل بين اسلام آباد ونيودلهي على خلفية الهجمات على مومباي. لأن الولايات المتحدة التي تتدعي بأنها رائدة لما يسمى بالحرب ضد الارهاب، لها مصالح مع باكستان وفي المنطقة وتخشى أن تحول باكستان قواتها ، في حال ارتفاع حدة التوتر، من حدودها مع أفغانستان إلى حدودها الشرقية مع الهند لمواجهة أي عدوان متوقع إذا تطورت حدة التوتر بين البلدين".
ومن جهة أخرى قال الكاتب والصحفي حول ما اذا كان يتوقع تصاعدا في التوتر في العلاقات بين الهند وباكستان " لا اعتقد أن التوتر سوف يتصاعد لأنه لوحظ تراجعً منذ امس في موقف نيودلهي، بعد تصريحات وزير الخارجية الهندي الذي أكد فيها بعض الأمور مثل عدم تحرك الجيش الهندي نحو الحدود الباكستانية. وهذا يدل على أن الهند بدأت تتراجع عن تصعيد التوتر ضد باكستان. وفي الوقت نفسه لم تستطع أن تقدم أدلة واضحة تثبت تورط أشخاص أو تثبت جنسيات الاشخاص التي تدعي بانهم ينتمون إلى باكستان".
المزيد من التفاصيل في التقرير المصور.