أقوال الصحف الروسية ليوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني
نشرت صحيفة "سوبيسيدنيك" مقالاٍ يعلق على مؤتمر حزب "روسيا الموحدة" الذي انعقد مؤخراً في موسكو. وتقول الصحيفة إن بداية المؤتمر ذكّرت العديدين بمؤتمرات الحزب الشيوعي السوفيتي. ولكن ما أن اعتلى رئيس الوزراء الروسي المنصة حتى تبدد هذا الشعور. وتنقل الصحيفة عن أحد المسؤولين البارزين أن بوتين لم يُلق الخطاب كزعيمٍ حزبي أو رئيسِ حكومة، بل ألقاه كقائدِ أمة.
ويلفت المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن الرئيس اجتمع قبيل المؤتمر مع رئيس الحكومة ووزراء شقها الاقتصادي لمناقشة تفاصيل الخطاب. ويتابع المسؤول قائلاً إن مركز اتخاذ القرار في الدولة انزاح من الكرملين إلى دار الحكومة. كما يشير المقال إلى اجتماع مجلس الدوما الذي جاء بعد يومٍ من مؤتمر الحزب الحاكم. فيقول إن غالبية المقاعد خلت من شاغليها، وذلك لانهماكهم بالعمل على إعداد مشاريعِ قوانينَ جديدة. ويعلل الكاتب ذلك بإلقاء فلاديمير بوتين كامل المسؤوليةِ عن مشكلات البلاد على نواب الحزب الحاكم. فاندفع هؤلاء إلى تنفيذ تعليماته بحذافيرها. وصرح معاون أحدِ كبارِ أعضاءِ حزب" روسيا الموحدة" أن الأوساط السياسية تتجنب الحديث عن انتخاباتٍ تشريعية أو رئاسية مبكرة. ويشير المصدر ذاته إلى أن الجهود ستنصب على معالجة آثار الأزمة المالية دون تكبد خسائرَ فادحة. لكن إذا فشلت تلك المساعي فلدى الحزب الحاكم خطة بديلة. وتتمثل بتقديم الرئيس الحالي استقالته والإعلانِ عن انتخاباتٍ رئاسيةٍ مبكرة.
وكتبت مجلة "إيتوغي" تقول إن نتائج قمة العشرين ، التي انعقدت في واشنطن ، أرضت الزعماء المشاركين فيها وكذلك مدراء المؤسسات المالية الدولية.واضافت الصحيفة أن الرئيس الروسي يتوقع للدول العشرين أن تلعب دور المحاسب العالمي. بينما سيقتصر عمل مجموعة "الثماني الكبار" على توطيد الأمن العالمي. ويسلط المقال الضوء على تقريرٍ للبنك الدولي. جاء فيه أن السياسة الماليةَ المدروسة والاحتياطيَ الضخمَ من الذهب والعملات الصعبة يمنحان الاقتصاد الروسي حصانةً مؤقتة من تداعيات الأزمات العالمية. وتقول المجلة إن التقرير استبعد دخول روسيا في عداد الدول التي لن تتضرر من الأزمة الراهنة. ويوضح المقال أن نزوح رؤوس الأموال من البلاد وصل إلى 50 مليارَ دولار خلال العام الحالي، وسيتضاعف هذا المبلغ في عام 2009. أما نمو الناتج الإجمالي المحلي فسينخفض إلى 3 بالمئة فقط. ويُعبر الخبراء عن ثقتهم بأن على موسكو كبحَ جماح طموحاتها الجيوسياسية. وسيكون عليها التخلي عن العديد من المشاريع المرسومة. لكن في الوقت نفسه يرى الكاتب أن روسيا تستطيع الاستفادة من الأزمةِ الراهنة في جعل الروبل عملةً إقليمية. وتبرز المجلة أن كلاً من روسيا وبيلوروسيا اتفقتا على استخدام الروبل في تجارة موارد الطاقة. كما لا يُستبعد توقيعُ اتفاقياتٍ مماثلة مع كلٍ من مولدافيا وأوكرانيا وكازاخستان.
وقد سلط "ديب كوريير" ملحق صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الضوء على توجهات السياسة الأمريكية في آسيا الوسطى بعد الانتخابات الرئاسية. وأشار الملحق المذكور إلى أن وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض لن يؤثر على المهام الاستراتيجية للولايات المتحدة في تلك المنطقة. ويرى الكاتب أن واشنطن تسعى إلى مد خطوطٍ للطاقة كبديلٍ للخطوط الروسية. وبالتالي تتطلع إلى إخراج روسيا من المنطقة والحدِ من النفوذ الصيني فيها. وجاء في المقال أن واشنطن تهدف من خلال مشروع "آسيا الوسطى الكبرى" إلى دمج دول المنطقة وأفغانستان مع ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير. ويوضح الكاتب أن المشروع الذي أعدته إدارة بوش سيجد استمراره المنطقي خلال إدارة أوباما. وتتوقع دول المنطقة تحسن العلاقة مع الولايات المتحدة بعد تسلم الرئيس المنتخب لمهامه. خاصةً عقب تردد شائعاتٍ عن اعتناقه الإسلام سراً. وجاء في المقال أن تلك الشائعات تغذت على اسمه الأول باراك، والذي يُعتقد أنه مشتق من العربية. وينقل المقال عن المحلل السياسي الكسندر كنيازيف أن جهاتٍ مَعْينة تمكنت من شن حملةٍ دعائيةٍ ناجحة في العالم الإسلامي. ويلاحظ المحلل أن العديد من دول آسيا الوسطى تؤمن بتحسن نظرةِ واشنطن للعالم الإسلامي بعد تسلم أوباما مقاليد الحكم.
مجلة "فلاست" تناولت نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية. فتقول إن تلك الانتخابات حددت الهدف المقبل للبنتاغون. وتوضح المجلة أن الاختيار بين جون ماكين وباراك أوباما كان في الواقع اختياراً بين استهداف إيران أو استهداف السودان. وتشير التوقعات إلى أن انتصار الجمهوريين كان سيضع طهران على رأس الأجندة العسكرية لواشنطن. أما انتصار الديمقراطيين فرجح كفة الميزان لصالح تدخلٍ عسكري في إقليم دارفور. ويضيف المقال أن نظرية الاجتياح بدافعٍ إنساني كانت من اختراع الديمقراطيين. والذين نشطوا لجذب اهتمام العالم نحو الأحداث الجارية في السودان. وتلفت المجلة إلى أن حملة أوباما الانتخابية تخللتها شعاراتٌ وصفت ما يجري في الإقليم بالإبادة الجماعية. كما ترددت أثناءها دعواتٌ لإرسال قواتِ حفظِ سلامٍ أمريكية إلى دارفور. ويذكر الكاتب أن أوباما اتهم كلاً من الصين وروسيا بعرقلة عمل الأمم المتحدة في الإقليم السوداني. ويرجح الكاتب أن تكون قضية دارفور على رأس أولويات الرئيس الأمريكي المنتخب. لكن تدخل واشنطن لن يتم إلا بعد اتخاذ الخطوات الأولية لمعالجة الأزمة المالية. و يخلص الكاتب إلى أن الولايات المتحدة ربما تنصرف مؤقتاً عن القضية السودانية في حال أرسل البنتاغون قواته إلى الصومال. ذلك أن الوضع الراهن في القرن الإفريقي يجعل من السهل حشدَ التأييد اللازم لعملية حفظ السلام بقيادة أمريكا.
نشرت صحيفة "مير نوفوستي" مقالاً جاء فيه أن أسوأ كوابيسِ قادةِ قوات التحالف في أفغانستان قد تحقق. وذلك بعد أن تمكنت حركة طالبان خلال الشهر الحالي من قطع الطريق الرئيسية لإمداد قوات الناتو عبر باكستان. وتوضح الصحيفة أن مقاتلي الحركة شنوا هجوماً على قافلةِ إمدادٍ عسكرية. كما استولوا على عشر شاحناتٍ حملةٍ بالمواد الغذائية وعربتين أمريكيتين من طراز همفي. وجاء في المقال أن المسلحين أحرقوا خلال العام الحالي 30 صِهريجاً للوقود على مشارف ممر خيبر ويلفت الكاتب إلى أن وعورة الممرات الجبلية تشكل ظروفاً ملائمةً لشن هجماتٍ على القوافل العسكرية. وترى الصحيفة أن التهديد بقطع طريق الإمداد لقوات الناتو دفع دول الحلف إلى محاولة عقدِ اتفاقٍ مع روسيا ودول آسيا الوسطى. وذلك لتأمين مرور القوافل العسكرية عبر شمال أفغانستان. ويضيف المقال أن نقل الشُحنات المدنية يتم حالياً عبر الأجواء الروسية. لكن النقل الجوي وحده لن يفي بالغرض بعد الزيادة المتوقعة في عديد قوات الناتو في المنطقة. وتخلص الصحيفة إلى أن قيادة الحلف ستحاول إقناع موسكو بتأمين ممرٍ بري للإمدادات إلى أفغانستان. خاصةً بعد أن فشل الرئيسُ الباكستانيُ الجديد آصف علي زرداري بإنهاء التمرد في منطقة القبائل الحدودية الموالية لطالبان.
وتحدثت مجلة "بروفيل" عن كتابٍ جديد بعنوان "حماس مديح الأبطال"، للكاتب الروسي المعروف الكسندر بروخانوف. تقول المجلة إن حفلاً خاصاً أقيم في موسكو للتعريف بهذا الكتاب الذي صدر بطبعةٍ أنيقة. وتضيف أن ممثل حركة "حماس" في لبنان أسامة حمدان حضر الحفلَ نيابةً عن رئيس المكتب السياسي خالد مشعل الذي تربطه ببروخانوف علاقة أخوية. وجاء في المجلة أن حركة حماس التي أُسست عام 1987تحافظ على علاقاتٍ ودية مع روسيا. وقد سارعت للاعتراف بجمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في أعقاب الحرب الأخيرة في القوقاز. ومن ناحية أخرى ترى المجلة أن "حماس" حليف مُتْعب. ذلك أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يصنفانها رسمياً في خانة المنظمات الإرهابية. وينقل الكاتب عن السيد بروخانوف قوله إن الغرب يمارس لعبةً سياسيةً مزدوجة مع حماس. فموقفه المناهضُ للحركة لا يمنع رئيس الولايات المتحدة الأسبق جيمي كارتر ولا وزير خارجيتها الأسبق هنري كيسنجر من زيارة قادةِ الحركة والتباحث معهم. ناهيك عن أن واشنطن تَحظُر على تل أبيب شن عملياتٍ عسكرية واسعةِ النطاق في قطاع غزة. ويرى بروخانوف أن حماس تناضل في سبيل العدالة وتقدم التضحيات من أجلها. وقد أكسبها ذلك
تعاطفاً كبيراً لا من قبل المسلمين فحسب بل من جانب المسيحيين واليساريين الروس أيضاً.