يداك أوكتا وفوك نفخ
ينطبق هذا المثل العربي المأثور على الرئيس "الحالي" لجورجيا ميخائيل ساكاشفيلي.. ونقول الحالي لأن عددا من المصادر المطلعة بدأت بالحديث عن ان واشنطن حليفة الامس لساكاشفيلي تفكر مليّا بعزله وتعيين نينو بوردجانادزه عوضا عنه.
ينطبق هذا المثل العربي المأثور على الرئيس "الحالي" لجورجيا ميخائيل ساكاشفيلي.. ونضع كلمة " الحالي" بين هلالين لأن عددا من المصادر المطلعة بدأت بالحديث عن ان واشنطن حليفة الامس لساكاشفيلي تفكر الان مليّا بعزله وتعيين نينو بوردجانادزه عوضا عنه.
وقد صرح مندوب روسيا الدائم لدى الناتو دميتري روغوزين في مقابلة مع تلفزيون "فيستي" قائلا: " لقد خاب أمل اصدقاء جورجيا في الناتو بساكاشفيلي، وهو قد أصبح على يقين وعلم بأن الولايات المتحدة وجدت بديلا عنه هي نينو بوردجانادزه".
وأضاف روغوزين "أن المتحدثة السابقة باسم البرلمان الجورجي قد خضعت لمعاينة المسؤولين في واشنطن، وحازت على اعجابهم".
علاوة على ذلك يؤكد الليبيراليون الجورجيون أن ساكاشفيلي والمقربين منه بالاضافة لاعضاء الحكومة يتحضرون للهروب من البلاد ومن اجل ذلك بدأوا تحويل الحسابات النقدية العائدة لهم الى بنوك غربية.
كما وتفيد وكالة "أخبار جورجيا" ان الليبيراليين يصرون على حجز الحسابات الخاصة لقادة البلاد .وقد قال أحد قادة الحزب الليبرالي غيورغي غوغافا :" لقد حزم ساكاشفيلي حقائبه وهو يعول على حياة هادئة رغيدة خارج جورجيا اعتمادا على الممتلكات المسروقة من جورجيا. ونحن منذ اللحظة نطالب الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الاوروبي والمكسيك وسويسرا واسرائيل بحجز حسابات قادة البلد كما جرى مع ممتلكات الرئيس الزيمبابوي".
غوغافا أكد ان شقيق ساكاشفيلي قد حول مبلغا كبيرا من المال في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي الى احد بنوك اندونيسيا في الوقت الذي نقل فيه وزير الدفاع ديفيد كيزيراشفيلي مبلغ 80 مليون دولار الى بنك "التنمية" الاسرائيلي.
وأضاف غوغافا "عشرات الملايين من الدولارات حولت لحساب القيادة الحالية الى بنوك في المكسيك وسويسرا، ونحن نمتلك كل المعطيات والدلائل التي تثبت ذلك، لكن وعندما سيمثل ساكاشفيلي وأعوانه امام المحكمة ستعود هذه الأموال لأصحابها وهم الشعب".
ساكاشفيلي ينفي اتهامات السفير السابق لجورجيا لدى روسيا
نعت الرئيس الجورجي تصريحات السفير السابق لجورجيا لدى روسيا اروس كيتسماريشفيللي التي اتهم فيها حكومة البلاد باشعال الحرب مع اوسيتيا الجنوبية بمباركة من الخارج بالتصريحات الغبية. وقال ان لا أساس لها.
واعتمد ساكاشفيلي في نظريته على ان السفير السابق لم يكن موجودا قط في اجتماعات مجلس الامن الجورجي ، لذا فهو ليس محاطا بالعلم بخطط ونوايا جورجيا التي لا تنطبق مع كلامه ، وقال " نحن لم نرغب ولم نبدأ بالحرب مع روسيا".
وأعلن ميخائيل سآكاشفيلي ان القوات المسلحة الجورجية أجرت في اغسطس/آب الماضي عملية حربية في اوسيتيا الجنوبية بهدف حماية رعاياها . ويجدر الذكر ان القوات الجورجية دخلت يوم 8 اغسطس/آب الى اوسيتيا الجنوبية وأنزلت ضربات على عاصمتها تسخينفال باستخدام الدبابات والمدفعية الثقيلة. وكانت روسيا مضطرة الى إرسال معونات عسكرية دعما لقوات حفظ السلام المرابطة في المنطقة وإجراء عملية "حمل جورجيا على السلام".
وأعلن سآكاشفيلي قائلا: " يتسائل الكثير عما اذا كانت جورجيا تنفذ عملية حربية في منطقة تسخينفال بغية فرض السيطرة على مناطق لم تسيطر عليها تبليسي سابقا. انني اجيب عن هذا السؤال كما يلي : أجل اتخذنا قرارا باجراء عمليات حربية في منطقة تسخينفال بهدف حماية سكاننا. وكان هذا القرار قرارا لا مفر منه.
وادعى الرئيس الجورجي مجددا ان القرى الجورجية تعرضت لقصف قبل 6 اغسطس. اما المعدات الثقيلة الروسية بحسب قوله فدخلت نفق "روك" قبل ان تتخذ تبليسي قرارا بالبدء في العملية. غير انه تجدر الاشارة الى ان الاشهر الاخيرة أكدت مرارا ان ادعاءات سآكاشفيلي لا تقوم على اي اساس. وعلى سبيل المثال فانه كان يدعي وقت حرب اغسطس انه شهد قصف السوق في مدينة غوري من قبل القوات الروسية. في حين اوفدت قناة " روسيا اليوم" الى هناك مراسلها وتأكد من عدم وجود اي دمار في السوق . وتسجيل شريط الفيديو هو دليل على ذلك.
لم تحمل الولايات المتحدة جورجيا على خوض الحرب في القوقاز
وأعلن الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلى ان تبليسي لم تتلق اي إشارات من طرف الولايات المتحدة من شأنها ان تدفعها الى البدء في عمليات حربية في اوسيتيا الجنوبية. وقال اثناء انعقاد جلسة التحقيق البرلمانية المؤقتة : " لا أفهم عن اي "ضوء أخضر" يدور الحديث ، لا يتفق كل ذلك والواقع".
وقال الرئيس الجورجي ان "جورجيا ليست بحاجة الى تعليمات واشارات الى الوقت الذي تحمي تحمي فيه شعبها".
وأضاف سآكاشفيلي قائلا: " اننا حذرنا مرارا من ان روسيا تتهيأ للهجوم على جورجيا. لكن لا حد يريد التحدث فى هذا الموضوع" ، مشيرا الى انه لم يصدق أحد في الغرب بان روسيا ستقدم على العدوان بنطاق كهذا.
وقال الرئيس الجورجي: " انطلق الجميع من فكرة تقول ان روسيا غير مستعدة للعدوان ، علما ان آخر عدوان لها تحقق في عام 1979 (يقصد بافغانستان). ولهذا لم يصدق أحد بذلك".
وأكد سآكاشفيلى انه نفسه "لم يصدق بان روسيا قادرة على تحقيق العدوان بهذا النطاق". وقال : " اننا تأكدنا أكثر من مرة من معلومات تقول ان العساكر الروس قد دخلوا أراضي جورجيا ، وحتى الآن لا يصدق الكثير ان روسيا عملت ذلك اولا"، مشيرا الى ان "عدم الثقة هذه أثارت رد الفعل المتأخر من طرف جورجيا".
واستطرد الرئيس الجورجي قائلا: " ان جورجيا لا تدين الشركاء الغربيين لعدم ثقتهم باحتمال نشوب عدوان واسع النطاق".
سآكاشفيلي : أعجبني بوتين كثيرا
ونفى رئيس جورجيا معلومات أوردتها وسائل الاعلام تقول بانه كان قد سمح لنفسه بأقوال مهينة بحق رئيس الوزراء الروسي الحالي فلاديمير بوتين.
وفي معرض تعليقه على اعتقاد رئيس لجنة التحقيق بآتي دفيتاي بان العلاقات الروسية الجورجية ساءت نتيجة اقوال غير مؤدبة بحق بوتين من طرف رئيس جورجيا ، أعلن سآكاشفيلي قائلا: " انني لم اسبه بأي قول مهين في حضور أي شخص ، ويعتبر هذا الاعتقاد كذبا."
وأشار سآكاشفيلي الى " ان كل الاحاديث القائلة بأن التناقضات بين بلدينا تقوم على نفور شخصي عبارة عن موضوع مزعوم ، علما بان سوء العلاقات بين بلدينا يعود الى زمان شيفارنادزه ".
وأضاف الرئيس الجورجي قائلا: " بالرغم من الرغبة التي كانت تملكني وقت الحرب في قول عبارات شديدة اللهجة فانني لم اسمح لنفسي بان افعل ذلك. إنني لم أسب الرئيس الروسي لانني احبه. كلا ، كنت أفهم جيدا ان العلاقات ليست بيننا شخصياً ، بل بين دولتينا. فاريد ان اعترف لكم بانني كنت قد شعرت بود كبير بحق بوتين خلال زيارتي الاولى الى روسيا".