أقوال الصحف الروسية ليوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني
صحيفة "نيزافيسيا غازيتا" تلفت الانتباه إلى أن السلطات الروسية اعترفت أمس وبشكل رسمي بأن البلاد تتعرض لأزمة، ليس فقط ماليةٍ بل واقتصاديةٍ أيضا. وتتابع الصحيفة أن حزب روسيا الموحدة، الذي يُعتبر الحزبَ الحاكم في البلاد، عقد يوم الخميس مؤتمرَه العاشر، ولقد تكررت من منبره كلمات تعكس واقع الأمر. مثل "صدمة" و"ازمة" و"انهيار" وما إلى ذلك. ويبرز كاتب المقالة أن التقارير التي قدمها كبار المسؤولين للمؤتمر المذكور، تضمنت استعراضا للتدابير التي تم ويتم اتخاذها للتخفيف من وقع الازمة على المواطنين وعلى الاقتصاد. ويورد في هذا السياق ما قاله رئيس الوزراء فلاديمير بوتين من أن حكومته ضخت في شرايين القطاع المصرفي أكثر من خمسةِ تريليون روبل دون فوائد، لكي يتمكن هذا القطاع من تجاوز الازمة. وشدد بوتين على ضرورة متابعة حركة هذه الأموال للتأكد من استخدامها في الأغراض المخصصة لها، لا في مجال المضاربة. وأضاف بوتين أن الحكومة تصيغ سياستَها المالية بعناية فائقة، وأنها على ثقة من قدرتها على كبح التضخم، ودعم الروبل. ووعد السيد بوتين بحماية ودائع المواطنين في البنوك، ومساندة الذين استثمروا في قطاع البناء ، والمضي قدما في تنفيذ البرامج الاجتماعية. من جهته، أشار وزير المالية الكسي كودرين إلى أن الاقتصاد الروسي لن يتمكن من استعادة عافيته قبل عام ألفين وعشرة. ويعلق الكاتب على هذه المعلومات بالقول يبدو أن سياسةَ ضخِّ الاموال للبنوك ودعمِ الشركات الكبيرة، لم تُثبت نجاحها، لهذا اتجهت الحكومة نحو تخفيض الضرائب وزيادة الدعم للمواطنين.
صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" تعلق على التقرير الذي أصدرته مؤخرا المنظمة الأمريكية "فريدوم هاوس" الناشطة في مجال حقوق الإنسان. تقول الصحيفة إن المنظمة لم تكتف بإدراج روسيا في قائمة الانظمة الاستبدادية، بل أكدت أن الحرياتِ الديموقراطية فيها في تدهور. ويتساءل كاتب المقالة عن السبب الذي جعل "فريدوم هاوس" تُقَسِّم الأنظمة الاستبدادية إلى مستقرة ومتواصلة السوء، وتساءل ما إذا كان النظام الروسي هو الأسوأ بين تلك الأنظمة، أو أنه أسوأُ من بعض الأنظمة فقط. ويلفت الكاتب إلى أن الصين كانت حتى وقت قريب تنال القسط الأكبر من انتقادات فريدوم هاوس اللاذعة. لكنَّ تزايدَ اعتمادِ الاقتصاد الأمريكي على العلاقات مع الصين، جعل هذه المنظمة الإنسانية تخفض من حدة نبرتها تجاه بكين. ويضيف الكاتب أن "فريدوم هاوس" تَدَّعي بأنها منظمةٌ حقوقية غير حكومية، لكن الحقائق تفيد بأن ثمانين بالمئة من موازنتها يَرِدُ من السلطات الامريكية. وهذا ما يجعل أنشطتها تتأثر بآراء واشنطن الرسمية، لتخرج تقاريرُها بالتالي مسيسةً وغيرَ محايدة. ويرى الكاتب أنه ليس من قبيل المصادفة أن يَحْمِل التقريرُ الجديد صفة استثنائية. فَمِنَ الواضح أن مُعدّيه أرادوا له أن يتزامن مع تغيير السلطة في الولايات المتحدة. ويلفت الكاتب الانتباه إلى أن سياسة واشنطن تجاه روسيا تُحدِّدها حفنة من الأشخاص المتخصصين بشؤون الإتحاد السوفيتي السابق، ومؤسساتٌ كانت قد أُنشأت لمواجهته ايديولوجيا. ويرى أن الوقت قد حان لتغيير الوضع القائم، والعملِ على توطيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
صحيفة "نوفيه ازفيستيا" تتناول ظاهرة القرصنة، مبرزة أنها شهدت نشاطا غير مسبوق خلال الايام القليلة الماضية، ولهذا استحوذت على حيز كبير من اهتمام وسائل الإعلام العالمية. فقد بلغ عدد السفن التي تم اختطافها خلال الاسبوعين الماضيين فقط ثمانيَ سفن. وتلفت الصحيفة الاهتمام إلى أن خطر القرصنة لم يعد يقتصر على تهديد السفن التجارية فقط، بل تجاوزها ليطال الرياضة أيضا. وفي هذا السياق توضح المقالة أن منظمي سباق الزوارق الشراعية "فولفو أوشين ريس" الأكثر شهرة في العالم، والذي يشارك فيه اليخت الروسي "كوساتكا"، اضطُروا لتغيير مسار السباق. وسوف يتعين على المشاركين فيه الإبحار في طريق التفافي لتجاوز الجزء الغربي من بحر العرب، وذلك لاسباب أمنية. علما بأن هذه هي المرة الأولى، التي يتم فيها تغيير مسار السباق المذكور. على صعيد آخر، تشير الصحيفة إلى أن قيادة الأسطول الروسي أعلنت أن سفنا روسية سوف تتواجد بشكل دائم في منطقة القرن الإفريقي، بالقرب من السواحل الصومالية. وتورد ما أكده مساعد القائد العام لقوات البحرية الروسية من أنه سيتم استبدالُ سفينةِ "ني أوستراشيمي" بسفينة أخرى، وأن مهمة السفينة الجديدة سوف تقتصر على توفير الحماية للسفن الروسية. ونفى المسؤول العسكري الروسي ما تناقلته وسائل الإعلام من أن روسيا تعتزم تأمين الحراسة للسفن الاجنبية وفق عقود خاصة. وأوضح أن سفن الحراسة الروسية سوف ترافق السفن الاجنبية التي يصادف تواجدُها مرورَ سفنٍ يمتلكها مواطنون روس.
صحيفة "روسيسكايا غازيتا" تنشر مقالةً تتناول مشكلةَ نشرِ عناصر من الدرع الصاروخية الامريكية على الاراضي التشيكية والبولندية. وتبرز أن وارسو وبراغ كانتا حتى وقت قريب ترفضان السماح للخبراء الروس بالدخول إلى القواعد الأمريكية على أراضيهما، لمراقبة عمل منظومة الدفاع الصاروخي. لكن بعد زيارة وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي الاخيرة لواشنطن، اصبح المستحيلُ ممكناً. فقد أعلنت وارسو أنها توافق على تواجدٍ جُزئي للخبراء الروس على أراضيها. وكانت براغ قد أعلنت عن موافقةٍ مشابهةٍ قبل ذلك بأسبوع. وتعيد المقالة للذاكرة أن الولايات المتحدة وبولندا خاضتا مفاوضات طويلة، إلى أن توصلتا في اغسطس/آب الماضي إلى اتفاق يقضي بنشر عشرة صواريخ أمريكية اعتراضية على الأراضي البولندية. لكن بعد ذلك بقليل، اندلعت الأزمة المالية في أمريكا، ثم كسِبَ أوباما الانتخاباتِ الرئاسيةَ، فانقلبت كل الموازين. ذلك أن الدلائلَ تُشير إلى أن أوباما ليس متحمسا لخطة نشر الدرع الصاروخية في أوربا، ناهيك عن أن وضع الخزانة الأمريكية حاليا لا يشجعه على ذلك. ومن الجدير بالذكر أن أوباما كان قد أعرب عن حاجته للاقتناع بضرورة وفعالية هذا المشروعِ المُعقَّدِ والمكلف. وينقل الكاتب عن مراقبين أن اوباما يعول على محادثاتٍ هادفةٍ مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، لهذا فإنه يتوجب على بولندا وتشيكيا تَفَهُّمَ وُجهةِ نظر روسيا إزاء الدرع الصاروخية، لأن تعنتَهما يمكن أن يشكل عائقا أمام إنجاح المحادثات المرتقبة بين الرئيسين الروسي والامريكي.
صحيفة "كوميرسانت" تعرج على الوضع في أفغانستان، لافتة إلى أن متحدثا باسم القيادة العسكرية الأمريكية في ذلك البلد، أكد أن حركة طالبان عَيَّنت في المناطق الجنوبية من أفغانستان عشرين قاضياً، كما قامت بتعيين حُكاماً ومحافظين يعملون على تسيير شؤون المواطنين في بعض المناطق. ويرى المسؤول الامريكي أن ما تقوم به طالبان يمثل في واقع الأمر تشكيلَ حكومة موازية لسلطة كابول. وتنقل الصحيفة عن قائد القوات الامريكية في افغانستان الجنرال ديفيد ماك كيرنان ان طالبان تمارس سياسة التخويف، لكي تُحكِم قبضتَها على بعض المناطق. وهي الآن في صدد تعيين حكامِ ظلٍّ للولايات، بالإضافة إلى إعادة تشكيل المحاكم الشرعية. يرى كاتب المقال أن حركة طالبان لا تزال تسيطر على أجزاء كبيرةٍ من البلاد رغم مرور سبع سنوات على بدء الحرب في أفغانستان، ورغم تواجد اكثر من خمسين الف جندي يتبعون لحلف الناتو. ويشير إلى أن القيادة الأمريكية ترى أن إرسال المزيد من الجنود إلى ذلك البلد، يساهم في ضبط أموره وبسط الأمن في ارجائه.
صحيفة "غازيتا" تتوقف عند حادثة مفادها أن محكمة فرنسية ألغت حكما يقضي بطلاق زوجين مسلمين، كان قد صدر بناء على شكوى تقدم بها الزوج ضد زوجته، لأنها لم تكن عذراء ليلة زفافها. وتبرز الصحيفة أن هذه القضية أثارت استياءَ مسلمي فرنسا، لأنهم يرون أن قضايا كهذه، يمكن أن تغذي مخاوفَ الأوربين من أسلمةِ مجتمعاتهم. يؤكد كاتب المقالة أن الخوف من الإسلام يتواجد في المجتمع الروسي ضمن نطاق محدود جدا. لأن المجتمعاتِ المسلمة في روسيا وغيرها من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، تختلف اختلافا واضحا عن الجاليات المسلمة في الدول الغربية، وعن الكثير من المجتمعات الإسلامية في العالم. ويجري كاتب المقالة مقارنة للكيفية التي يتم وفقها تناولُ قضايا الشرف في المجتمعات المختلفة، فيقول إن إقامة علاقات جنسية خارج إطار الزواج، يُعتبر في إيران جريمةً توازي جريمةَ التعاونِ مع الولايات المتحدة لتغيير النظام في البلاد. أما في طاجيكستان وداغستان، وغيرهما من المجتمعات المسلمة السوفياتية سابقا، فإن هذه المشاكل تحل في إطار عائلي ضيق. ويتابع الكاتب أن استبدال المحاكمِ المدنيةِ العلمانية بمحاكم شرعيةٍ، أمرٌ لا يطرح إلا على نطاق محدود جدا بين مسلمي الاتحاد السوفياتي السابق. ويلاحظ الكاتب أن العودة لدين الآباء في روسيا تختلف تماما عنها في أوروبا الحديثة، ذلك أن المجتمع الروسي موحد ومتحضر، والفضل في ذلك يعود للتأثير الروسي على التتار والشعوب الأخرى منذ حملات إيفان الرهيب.
أقوال الصحف الروسية حول الاحداث الاقتصادية العالمية والمحلية:
صحيفة "ار بي كا ديلي"، كتبت تحت عنوان "غازبروم تقلص الانتاج" أن عملاق الغاز الروسي خفض من توقعاتِه لاستخراج الغاز في العام الحالي من 561 مليار متر مكعب إلى ما بين 522 مليارا و553 مليارَ متر مكعب. وعزا خبراءُ النفط هذا الانخفاض إلى دِفء الطقس في أكتوبر/ تَشرين الاول الماضي بالاضافة إلى انخفاض الطلب على الوقود الازرق في اوروبا. وقالت "غازبروم" إن تقليصَ الانتاج لن يؤثرَ على نتائجِ ارباحها السنوية المدعومة بارتفاع اسعار الغاز إلى 600ِ دولارٍ لكلِ الف متر مكعب حتى نهاية هذا العام.
صحيفة "فيدوموستي" كتبت تحت عنوان "ذريعة لدايملر" أن رئيس مؤسسة "روس تكنولوجي" الروسية القابضة سيرغي تشيميزوف أعلن أن شركة "دايملر" الالمانية تراجعت بسبب الازمة المالية عن شراء 42 % من اسهم شركة "كاماز" الروسية بقيمة ملياري دولار وهي تريدُ شراءَ 10% من الأسهم فقط. وقالت "دايملر" إن هذه الحِصة ستساعدُها في الولوج إلى "كاماز" ومنها إلى السوق الروسية. ويتوقع الخبراء أن تدفع "دايملر" مقابل هذه الحِصة 180 مليون دولار.
"اوروبا تنوي النجاة بتسهيلات" بهذا العنوان نشرت صحيفة "كوميرسانت" مقالة اشارت إلى أن الاتحاد الاوروبيَ آخرُ الاقتصادات العالمية الكبرى التي ستُعلن عن حُزمة تدابير لدعم اقتصادها إذ يعتزم في السادس والعشرين من الشهر الحالي طرح حوافز جديدة بقيمة مئةٍ وثلاثين مليار يورو أي 1% من الناتج المحلي الاجمالي لمنطقة اليورو. واشارت الصحيفة إلى أن الحزمة الاوروبية بخلاف سابقاتها ستركز على تمويل القطاع المصرفي والتأميمِ بالاضافة إلى استقرار اليورو.