أقوال الصحف الروسية ليوم 28 اكتوبر / تشرين الاول
سلطت صحيفة "فريميا نوفوستي" الضوء على تحذير وزير الزراعة الروسي ألكسي غوردييف من خطر يهدد الأمن الغذائي الوطني. وتوضح الصحيفة أن غوردييف اقترح تخفيف اعتماد روسيا على استيراد الأغذية، محذرا من أن كمية اللحوم الوطنية في السوق تقل بمرتين عن الكمية المطلوبة لتحقيق الأمن الغذائي. كما أشار الوزير الروسي إلى حاجة البلاد في استثمار كامل إمكانياتها في تصدير الحبوب، التي يفوق محصولها حاجة السوق الداخلية. وعبر ألكسي غوردييف عن ثقته بضرورة التخلي عن استيراد المواد الغذائية والاعتماد على المنتجات الوطنية، لكي لا تتحول الأزمة المالية إلى أزمةٍ غذائية. ويوضح وزير الزراعة أن على روسيا الاستفادة من الفائض في الحبوب. خاصةً وأن محصول العام الحالي كان الأكبر من نوعه خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ إنتاجه الصافي 100 مليون طن. ويرى غوردييف أن أسواق جنوب شرق آسيا والسوق الصينية تحمل آفاقا واعدة لصادرات الحبوب الروسية.
في صحيفة "نوفيي إزفستيا" استوقفتنا مقالة تتناول اقتراح اتحاد المصنعين ورجال الأعمال الروس تطبيق نظام تأمين العاملين ضد مخاطر فقدان عملهم. ويرى المحللون أن المقترح الذي تقدم به الاتحاد إلى الحكومة أصبح ضرورةً ملحة. خاصةً في ضوء الأزمة المالية وما ترتب عليها من تأخر في دفع الرواتب وإقالات قد تطال أعداداً كبيرة من العاملين. ويضيف كاتب المقال أن الأزمة المالية في روسيا جعلت جميع مشاكلِ سوق العمل الوطنية تطفو على السطح، مشيراً إلى أن قطاعي نقل البضائع والبناء كانا أكثر القطاعات تضررا في موسكو وحدها. وتنقل الصحيفة عن رئيس مجلس االفدرالية الروسي سيرغي ميرونوف أن عواقب أزمة المصارف والأسواق المالية ألقت بظلالها على الأناس العاديين. ويقول ميرونوف إن عدد المتضررين من التأخر في دفع المرتبات بلغ حتى يومنا هذا 380 ألفَ شخص. أما الإقالاتْ فطالت 10% من العاملين في جميع القطاعات. ويبرز ميرونوف أن قطاعات البناء والتجارة والمال كانت الأكثر تضررا. ويتوقع رئيس مجلس الاتحاد أن يبلغ عدد من فقدوا عملهم في الأسابيع الأخيرة 100 ألف شخص.
أما صحيفة "ترود" فتقتبس في عنوانها قول رئيس جمعية الغاز الروسية فاليري يازيف، الذي صرح أن الغاز سيصبح مصدر الطاقة الرئيسي في جميع أنحاء العالم. وتعيد الصحيفة إلى الأذهان أن كلاً من روسيا وإيران وقطر أعلنوا الأسبوع المنصرم عن نيتهم تنسيق سياساتِهم في سوق الغاز الطبيعي. وتشير المقالة إلى أن احتياطي تلك الدول الثلاث من الغاز يبلغ 60% من الاحتياطي العالمي. ويتوقع صاحب المقال أن تتحول "ترويكا" الغاز إلى منظمة دائمة بحلول الشهر المقبل. ويرى رئيس جمعية الغاز الروسية أن ما يسمى بمنتدى الدول المصدرة للغاز، لن يتحكم بالسياسة التصديرية للدول الأعضاء فيه، موضحا أن الأولوية ستكون لحل المسائل العالقة بين الأطراف. ويبرز يازيف أن تنسيق عمل الدول المصدرة للغاز سيصب لا في مصلحة تلك الدول فحسب، بل في مصلحة مستوردي الغاز كذلك. ويشير الخبير الاقتصادي الروسي إلى أن الأزمة المالية الحالية وضعت عقبات جسيمة ستعيق تنفيذ العديد من المشاريع في مجال تصديرالغاز. وبالأخص مشروع أنبوب نقل الغاز إلى أوروبا، الذي ستزيد تكلفة إنشائه، بسبب تأخر موعد وضعه في الخدمة.
وكتبت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" من جانبها تقول إن الشرطة الروسية قبضت على أفراد 28 شركة احتيال متخصصة بجمع الأموال. وتضيف الصحيفة أن جامعي الأموال الذين قُبض عليهم هذا العام، تمكنوا من خداع أكثر من 400 ألفِ شخص، واستطاعوا الحصول على حوالي مليار ونصف المليار من الدولارات عن طريق الاحتيال. وتنقل الصحيفة عن رئيس دائرة الأمن الاقتصادي في وزارة الداخلية الروسية يوري شالاكوف، أن المحتالين جمعوا تلك الأموال تحت ذريعة استثمارها في مشاريع مربحة، واعدين المستثمرين بفوائدَ تصل إلى 150% سنويا. ويتساءل كاتب المقال عما إذا كانت ظاهرة جامعي الأموال قد عادت إلى روسيا؟ موضحاً أن النصابين يلجؤون إلى طرق احتيال قديمة كانت منتشرة في بداية العقد الماضي. ويستغرب صاحب المقال وقوع ضحايا جدد في شباك أولئك المحتالين. وفي الختام يحذر الكاتب من أن منتحلي صفة رجال الأعمال سيستغلون الأزمة المالية الحالية لخداع المزيد من الأشخاص.
ونبقى مع صحيفة "روسيسكايا غازيتا" التي تعلق في مقالة أخرى على التوغل الأمريكي في الأراضي السورية. وتذكر المقالة بأن قوات خاصةً أمريكية مدعومةً بالمروحيات، اخترقت الحدود السورية وهاجمت قرية في منطقة البوكمال القريبةِ من الحدود العراقية. فكانت حصيلة تلك العملية 8 قتلى من المدنيين وعدد من الجرحى. ويرى كاتب المقال أن العديد من الدول كانت ستصنف تصرفاً كهذا بمثابة إعلانِ حرب، متساءلا عن سبب قناعة واشنطن بقدرة جنودها على التوغل في أراضي دول أخرى دون عقاب. وتشير المقالة إلى أن تلك الحادثة لم تكن الأولى من نوعها بالنسبة للبنتاغون، الذي سبق وأدت أوامره إلى مقتل العشرات من المدنيين. لكن هذه الحادثة كانت الأولى من نوعها بالنسبة لدمشق. وفي الختام يَخلُص كاتب المقالة إلى أن الاستمرار في اختراق الحدودْ دون عقاب، كان سبب معارضة الولايات المتحدة لتصدير منظومات الدفاع الجوي الروسية إلى سوريا. فالصواريخ الدفاعية الروسية بحسب الكاتب ستقي المواطنين العُزَّل من عواقب المغامرات العسكرية الأمريكية.
ونختتم جولتنا هذه بصحيفة "كراسنيا زفيزدا" الناطقة باسم وزارة الدفاع الروسية. وتتناول الصحيفة موضوع الزيارة المرتقبة للرئيس التركي عبد الله غل إلى موسكو. فيرى كاتب المقال أن أنقرة نجحت بالحفاظ على ماء وجهها في خضم الأزمات التي تواجه المنطقة. فهي من جهة لا تمتنع عن مساعدة حلفائها في حلف شمالي الأطلسي، وتؤمن نقل الشحنات العسكرية إلى العراق. ومن جهة أخرى يرفض الأتراك استخدام أراضيهم كقاعدة لشن هجوم عسكري على الدول المجاورة. وتعيد الصحيفة إلى الأذهان أنه قبيل الحرب على العراق، رفضت الحكومة التركية نشر الولايات المتحدة لقواتها في لواء اسكندرون. ويشير الكاتب إلى أن سياسات واشنطن في المنطقة أدت إلى تراجع ملحوظ في علاقات الأتراك مع الأمريكيين. وكانت استطلاعات الرأي الأخيرة دلت على أن 10% فقط من الأتراك لا زالوا يشعرون بالود تجاه الولايات المتحدة. ومع بداية الأزمة في القوقاز في شهر آب/أغسطس المنصرم، وصف البيت الأبيض موقف الحكومة التركية بالتمرد السياسي العسكري. فحينها التزمت أنقرة الحياد في النزاع بين تبليسي وموسكو. ويضيف صاحب المقال أن تركيا تنتهج سياسة الثقة المتبادلة في علاقاتها الخارجية. وذلك لتلعب دور الوسيط النزيه في المنطقة، سواء أكانت الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران، أم بين إسرائيل وسوريا. ويتوقع الكاتب أن تنجح أنقرة في مسعاها إلى تبوء مكانة مميزة في منظومة الأمن العالمي.
أقوال الصحف الروسية حول الاحداث الاقتصادية العالمية والمحلية:
كتبت صحيفة "ار بي كا ديلي" مقالا بعنوان "تصدير بخسارة" اوضحت فيه أن شركات النفط الروسية باتت تَعتبر بيع النفط في الخارج تجارة غير مربحة، اذا أُخذ بالاعتبار هبوط اسعار النفط في الاسواق العالمية. واشارت الصحيفة الى أن الشركات النفطية، التي تعمل في مجال تكرير النفط، والتي استطاعت في وقت سابق تحقيق مكاسب مالية كبرى، لن يتسنى لها جني ارباح طائلة في الاسواق المحلية بسبب انخفاض الطلب وضغوط هيئة مكافحة الاحتكار الروسية.
ونستعرض في جولتنا ما كتبته صحيفة "كوميرسانت" في مقال بعنوان "روسنفط وترانسنفط لن تفوِّتا فرصتهُما" ذكرت فيها أن شركتي النفط الروسية تتنافسان للحصول على قروض من الصين، حيث تجري "روسنفط" محادثات مع الجانب الصيني لابرام عقود طويلة الاجل تتعلق بتوريدات نفطية الى الصين تحصل بموجبها على قرض بقيمة من 12 الى 15 مليار دولار. كما تسعى شركة "ترانسنفط" للحصول ايضا على قرض بنحو 10 مليارات دولار من الصين بنفس الطريقة. واضافت الصحيفة أن شركتي النفط الروسية وجدت بهذه الوسيلة خير ضمان لتجاوز الازمة المالية.
اما صحيفة "فيدوموستي" فسلطت الضوء على نسبة التضخم في روسيا واسباب ارتفاعها وتوقعات البنك المركزي بهذا الشأن في مقال نشرته تحت عنوان "النقود اصبحت اقل". جاء فيه أن البنك المركزي الروسي رفع من تقديراته لنسبة التضخم في البلاد الى 13% بعد ان كانت 12%. في حين يشير مراقبون الى أن معدلات التضخم ستصل الى 14%، هذا ونوهت الصحيفة بأن تقليص التعاملات بالروبل سيؤدي الى انخفاض نسبة التضخم في البلاد.