لافروف يعول على موضوعية عمل المجموعة الروسية – البولندية الخاصة بالقضايا المعقدة
اعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدى افتتاح يوم 27 أكتوبر/تشرين الاول الجلسة الثانية للمجموع الروسية – البولندية الخاصة بالقضايا المعقدة الناجمة عن تاريخ العلاقات الثنائية، أعرب عن أمله في أن المجموعة المذكورة ستعمل بصورة موضوعية وعدم تحيّز .
اعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في أن المجموعة الروسية – البولندية الخاصة بالقضايا المعقدة الناجمة عن تاريخ العلاقات الثنائية ستعمل بصورة موضوعية وعدم تحيّز.
واشار لافروف لدى افتتاح يوم 27 أكتوبر/تشرين الاول الجلسة الثانية للمجموعة المذكورة الى انه تنهض امام المشاركين فيها "المهام غير البسيطة نظراً لان التاريخ ترك شرخاً كبيراً في العلاقات بين الدولتين".
واضاف قائلا" ولكن عندما تختلط النقاشات بالمطامع القومية يتعذر تقييم الماضي على نحو موضوعي. ومن المستحيل تغيير الماضي . ولكن من الضروري التطلع الى حوار متحضر. ومن المهم الابتعاد عن نزعة التجزئة لدى بحث الأمور التاريخية والانتقال الى التحليل المتكامل للتاريخ".
وحسب قول الوزير الروسي فان "العلاقات الحالية بين الدولتين يمكن ان تسبب تغطية غير موضوعية للماضي التاريخي".
واشار لافروف قائلا" من الطبيعى تماما ان تنتظر احداث عام 1939 تقييما موضوعيا". وعلى حد تعبيره فان الذين يتهمون النظام الستاليني وحده في اندلاع الحرب العالمية الثانية ينسون تساهل الغرب إزاء النظام النازي قبيل الحرب المذكورة، ففي روسيا يعتبرون انه من المهم تقييم هذه الحقائق بصورة موضوعية.
وأكد لافروف ان "سياسة تشجيع المعتدي تؤدي في نهاية المطاف الى الحرب . واننا نرى أن وضع علامة المساواة بين دور الجيش السوفيتي والاحتلال النازي يعد استهتاراً سافراًً. ويذكر أن جلسة المجموعة الروسية – البولندية الخاصة بالقضايا المعقدة هي مرحلة جديدة من تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل اليها في فبراير/شباط العام الجاري أثناء زيارة رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الى روسيا.
وأكد لافروف في حديثه على ضرورة إستئناف عمل آليات التعاون بين البلدين نظراً لان لديهما تتطلعات مشتركة لاقامة علاقات حسن الجوار.
وتجدرالاشارة الى ان "قضية كاتين" تكون واحدة من المسائل الخلافية في مباحثات موسكو ووارسو.
بولونيا ـ روسيا.. جارتان بالود والخصام
تاريخ طويل من التوتر والوئام شهدته العلاقات الروسية البولندية. ففي الفترة التي أعقبت إنهيار المنظومة الإشتراكية تأرجحت هذه العلاقات بين الطبيعية وغير المستقرة خصوصا بعد إنضمام وارسو الى حلف الناتو وموافقتها على نشر منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية على اراضيها.
يذكر انه أدى تحول بولندا من الشيوعية الى عضوية الناتو والإتحاد الأوروبي ورغبتها الدائمة في التوجه الى الغرب الى توتر العلاقات بصورة متواصلة بينها وبين روسيا.
وفي آب / أغسطس الماضي صادقت بولندا على الإتفاقية التي طالما عارضتها روسيا، والتي تقضي بنشر عناصر الدرع الصاروخية الأمريكية على أراضيها. ورغم تواصل المباحثات حول هذه الإتفاقية لأكثر من عام، فقد أدت تداعيات أزمة القوقاز الى التسريع بتمريرها.
وأعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف رفضه للإتفاقية حتى قبل توقيعها. وقال مدفيديف "النظام الجديد المضاد للصورايخ في أوروبا موجه ضد روسيا.. والتوقيت الملائم لنصب هذا النظام قد تم اختياره.. لهذا فإن الحديث عن احتواء بعض الدول المارقة غير صحيح".
توتر العلاقات بين وارسو وموسكو له تأثيره كذلك على العلاقات مع بروكسل. وكانت البداية عندما حظرت روسيا استيراد اللحوم البولندية عام 2005 لأسباب صحية. فقامت بولندا بالتصويت ضد المحادثات المتعلقة باتفاقية التعاون والشراكة بين روسيا والإتحاد الأوروبي. وانطلقت المحادثات أخيراً في شهر يونيو/حزيران الماضي إلا أنها عادت الى التوقف بعد النزاع في أوسيتيا الجنوبية.
وقال الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي:" مشكلة جورجيا تخص الجميع.. تخص كل دولة لها مشكلة مع هيمنة جيران أقوياء".
ومع أن روسيا سحبت قواتها من المناطق المحاذية لجورجيا، فإن بولندا تبقى واحدة من الدول الأوروبية التي لا ترغب في اعادة الدفء الى العلاقات مع روسيا.
وذكرت ريا أومين رويتين عضو لجنة العلاقات البرلمانية بين روسيا والإتحاد الأوروبي قائلة:" كانت المشكلة بين الإتحاد الأوروبي وروسيا وليست مع بولندا.. وعلى روسيا ألا تنسى أننا الآن في اتحاد.. وفيه نعمل معاً".
المشكلات ليست حديثة العهد بين الطرفين... ففي عام 1940 أمر جوزيف ستالين باعدام آلاف من العسكريين البولنديين فيما عرف بمذبحة كاتين.. وفي عام 1990 اعترف غورباتشوف بما حدث، وبعد 3 سنوات قدم بوريس يلتسين اعتذاراً رسمياً..
ومع أن روسيا أغلقت ملف القضية، تعتبر بولندا ما حدث إبادة جماعية وتطالب باستمرار التحقيق فيه.
وأمضى فلاديسلاف شفيد مؤلف كتاب "لغز كاتين" سنوات في بحث حيثيات القضية. وقال شفيد:" السوفييت مسؤولون عن جزء مما حدث.. هناك أدلة تشير الى أن الألمان أعدموا كذلك عسكريين بولنديين في غابة كاتين عام 1941... لكن لا أحد يرغب في معرفة الحقيقة".
العلاقات بين البلدين يشوبها نقص في معايير الثقة المتبادلة ،وقد تحتاج الى عمل دبلوماسي مكثف لإزالة بؤر التوتر الرئيسة.