ساركوزي يعتبر المواجهة المحتملة بين روسيا وأوروبا ضربا من الجنون
يرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن أية مواجهة بين روسيا وفرنسا "ستكون ضربا من الجنون". بينما وافق ساركوزي على أن عدوان جورجيا على أوسيتيا الجنوبية "كان خطأ"، ووصف رد فعل روسيا على ذلك بانه غير متناسب . جاء ذلك في كلمة ألقاها ساركوزي في مؤتمر السياسة العالمية المنعقد في مدينة ايفيان الفرنسية.
يرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن أية مواجهة بين روسيا وفرنسا "ستكون ضربا من الجنون". أعلن ساركوزي ذلك في يوم 8 أكتوبر/ تشرين الأول في مؤتمر السياسة العالمية المنعقد في مدينة ايفيان الفرنسية.
وقال ساركوزي ان "أوروبا تعتبر أكبر شريك تجاري وأكبر مستثمر بالنسبة لروسيا – حيث ان نسبة 80 % من الاستثمارات وردت الى روسيا من الاتحاد الاوروبي. أما الاستثمارات الروسية في الخارج فتوجه نسبة 80% منها الى بلدان الأتحاد الاوروبي. ولذلك فان من شأن اية مواجهة بيننا ان تكون جنونا".
وذكّر الرئيس الفرنسي الذي تترأس بلاده الاتحاد الاوروبي حاليا بأن أستثمارات أوروبا في روسيا عام 2007 كانت أكبر بعشرة أضعاف من أستثماراتها في الصين.
وأشار الى أن "اوروبا تشتري ثلث مواردها الطاقية من روسيا أما روسيا فتبيع 60% من غازها ونفطها لأوروبا. ولذلك تحتاج أوروبا الى روسيا من أجل ضمان أمن توريداتها وتحتاج روسيا الى أوروبا لتأمين ضمانات التسويق. ويرغم التفكير السليم على ان تكون أوروبا وروسيا شريكين استراتيجيين لبعضهما البعض".
واعرب ساركوزي عن اعتقاده بانه "لا يجب على الاتحاد الاوروبي وروسيا أن ينعزلا عن بعضهما البعض والا يسمحا بانقسام أوروبا من جديد واندلاع "الحرب الباردة" الجديدة. واكد على أن من شأن اندلاع "الحرب الباردة" الجديدة ان يغدو خطأ تأريخيا.
واعترف ساركوزي بان روسيا أستعادت نفوذها في العالم. وقال" لقد أستعادت روسيا النمو الاقتصادي خلال عدة سنوات مما أتاح لها بناء ثروة جديدة. وتمت استعادة هيبة الدولة ونفوذها على الصعيد الدولي". وعلى حد تعبيره فان اوروبا تود ان ترى روسيا دولة قوية.
وفي الوقت ذاته نوه الرئيس الفرنسي بوجود اختلاف في الآراء بشأن عدة مسائل. وحسب تقييمه فان "الأزمة الجورجية دقت إسفينا عميقا آخر في الثقة بين أوروبا وروسيا".
ووافق ساركوزي على أن عدوان جورجيا على أوسيتيا الجنوبية "كان خطأ"، لكنه وصف رد فعل روسيا على ذلك بانه كان غير متناسب، مضيفا أنه يعتبر إعتراف موسكو باستقلال أوسيتيا الجنوبية وابخازيا أمرا غير مقبول.
وقال ساركوزي ان الرئيس مدفيديف لم يخلف وعده بسحب القوات الروسية من منطقة النزاع مشيرا الى أن " التنفيذ الكامل للاتفاقات بشأن انسحاب القوات الروسية يفتح آفاقا لاستئناف المباحثات في موضوع عقد المعاهدة الكبيرة بين روسيا والاتحاد الاوروبي".
واشار ساركوزي الى ان جميع الاطراف التي يهمها الامر يجب ان تشارك في مناقشة الاوضاع في القوقاز المقرر اجراؤها في يوم 15 اكتوبر / تشرين الثاني في جينيف.
ويعتبر المراقبون اعلان الرئيس الفرنسي بكونه فرصة لمشاركة اوسيتيا الجنوبية وابخازيا في مباحثات جنيف.
وأعلن الرئيس الفرنسي ان فرنسا لا تقبل فرض عقوبات على روسيا ، ودعا الاطراف في القوقاز الى الامتناع عن الاستفزازات واحترام عمل المراقبين الدوليين. واضاف الرئيس الفرنسي قائلا: " ينبغي ان نسمع بعضنا البعض ونتعاون معا".
واقترح ساركوزي عقد قمة "الثمانية الكبار" في اواخر السنة الجارية لمناقشة الوضع في الاقتصاد العالمي. وأشار ساركوزي الى ضرورة تركيز القمة على الوظيفة الرئيسية للنظام المالي اي تمويل الاقتصاد. وذكر ساركوزي ان الرئيس مدفيديف قد أيد هذه الفكرة.
واعلن الرئيس الفرنسي ان الاتحاد الاوروبي يسعى الى التكامل الاقتصادي بشكل اعمق من الشراكة الاستراتيجية البحتة مع روسيا. واضاف ساركوزي ان انشاء المجال الاقتصادي الموحد بين الاتحاد الاوروبي و روسيا هو مهمة حقيقية لا بد من تنفيذها . ومضي ساركوزي قائلا: " تأمل اوروبا في ان خيار روسيا الاستراتيجي سيكون لصالح الشراكة مع الاتحاد الاوروبي الذي لن يقتصر على العلاقات الخاصة".
ودعا الرئيس الفرنسي الى توقيع المعاهدة الاساسية الجديدة بين روسيا والاتحاد الاوروبي بدلا من المعاهدة السابقة التي انتهى مفعولها في اواخر عام 2007. وقال ساركوزي ان الخلافات الموجودة يجب ان تزال. ويجب على روسيا ان تجتاز الطريق نحو عقد المعاهدة الاطارية ، مشيرا الى ان من شأن هذه الوثيقة ان تزيل مخاوف عدد من الدول الاوروبية.
وايد الزعيم الفرنسي اقتراح رئيس روسيا الاتحادية بصدد عقد معاهدة حول الامن الاوروبي. واعلن ساركوزي قائلا : " بوسعنا ان نجعل من روسيا شريكا مميزا في مجال السياسة والامن والدفاع الاوروبي".وأضاف ان فرنسا مستعدة لتعميق التعاون مع روسيا. ولكنه اشار الى ان الحوار بين روسيا والاتحاد الاوروبي مازال يفتقر الى التكامل والانسجام. ويرى ساركوزي ان مقترحات الرئيس الروسي تتماشى مع الواقع. ونوه ساركوزي بضرورة المضي الى الهدف الاوروبي الروسي المشترك وهو تطبيق نظام السفر بدون تأشيرات بين روسيا والاتحاد الاوروبي ، وتساءل قائلا: " ما هو السبيل الافضل الذي يقود الى التفهم المتبادل للقيم التي نتمسك بها؟
واقترح نيكولا ساركوزي عقد قمة منظمة الامن والتعاون في اوروبا حتى اواخر عام 2009 لمناقشة مفاهيم الامن الاوروبية الجديدة.
وكذلك يمكنكم متابعة اهم ما جاء في كلمة الرئيس الروسي دميتري مدفيديف:
مدفيديف: لا يتهدد العالم خطر العودة الى عصر " الحرب الباردة"