مدفيديف: لا يتهدد العالم خطر العودة الى عصر "الحرب الباردة"
ألقى الرئيس الروسي دميترى مدفيديف كلمة يوم 8 تشرين الاول/اكتوبر في مؤتمر السياسة الدولية المنعقد في مدينة ايفيان الفرنسية معلنا خمسة مبادئ تقوم عليها معاهدة الامن الاوروبي التي عرضتها روسيا.
القى الرئيس الروسي دميترى مدفيديف كلمة يوم 8 تشرين الاول/اكتوبر في مؤتمر السياسة الدولية المنعقد في مدينة ايفيان الفرنسية معلنا خمسة مبادئ تقوم عليها معاهدة الامن الاوروبي التي عرضتها روسيا. والمبدأ الاول هو التقيد بالتنفيذ الدائب للالتزامات الدولية واحترام السيادة ووحدة الاراضي والاستقلال السياسي للدول وكافة المبادئ الاخرى التي ينص عليها ميثاق هيئة الامم المتحدة. والمبدأ الثاني هو عدم السماح باستخدام القوة والتهديد باستخدامها في العلاقات الدولية. والمبدأ الثالث هو ضمان الامن المتكافئ. والمبدأ الرابع هو في انه لا يمكن ان تكون لاية دولة او منظمة دولية بما في ذلك روسيا حقوق خاصة بها وحدها في مجال الحفاظ على السلام والامن والاستقرار في اوروبا. والمبدأ الخامس هو تحديد المعايير الاساسية للرقابة على الاسلحة والاكتفاء المعقول في مضمار البناء العسكري.
لا يتهدد العالم خطر العودة الى عصر " الحرب الباردة"
وقال الرئيس مدفيديف "لقد كان سعي الولايات المتحدة الى الهيمنة في العالم بعد احداث 11 سبتمبر/ايلول عام 2001 هو سبب تراكم احتمالات المواجهة . وتم بسبب تطلع الولايات المتحدة الى تكريس هيمنتها في العالم تفويت الفرصة التاريخية.. الفرصة لأبعاد الايديولوجيات عن الحياة الدولية،وبناء نظام ديمقراطي حقيقي". وأعاد مدفيديف الى الاذهان ان روسيا وكذلك الكثير من الدول الاخرى مدت يد المساعدة الى الولايات المتحدة بلا تردد بعد الافعال الارهابية في عام 2001. لكن بعد اسقاط نظام "طالبان" في افغانستان بدأت سلسلة من الافعال الوحيدة الجانب التي جرت بدون موافقة هيئة الامم المتحدة وشركاء الولايات المتحدة. وأعاد الرئيس الى الاذهان ايضا قرارات الولايات المتحدة بشأن الانسحاب من معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ وغزو العراق. وقال مدفيديف " في النتيجة اخذ يتعاظم في الحياة الدولية الاتجاه نحو اتخاذ مواقف انعزالية". وحسب قوله فقد تجسد ذلك في اعلان استقلال كوسوفو من جانب واحد واحياء سياسة الردع عمليا والتي كانت شائعة في القرن الماضي.
روسيا قلقة من توسع الناتو لكنها منفتحة على التعاون
وأعلن مدفيديف مجددا في خطابهعن قلق موسكو من اقتراب قواعد الناتو والدرع الصاروخية الامريكية من حدود روسيا. وقال الرئيس " يقرب الحلف بنيته الاساسية عن كثب من حدودنا ويضع خطوطا فاصلة جديدة في اوروبا. وتعتبر روسيا مثل هذه الافعال موجهة ضدها. اذ تبنى القواعد العسكرية على امتداد حدودنا. وتقام في اراضي تشيكيا وبولندا منطقة التموضع الثالثة للدرع الصاروخية الكونية. طبعا ان عدد الصواريخ هناك قليل لكن السؤال المطروح هو ما الحاجة الى ذلك وماهي الاسباب ولماذ لم تتم استشارتنا على الأقل لدى اتخاذ مثل هذه القرارات".
واعرب الرئيس الروسي عن ثقته بأنه "لا يتهدد العالم خطر العودة الى ازمان الحرب الباردة.. مهما كانت مثل هذه الافكار راسخة في عقول بعض السياسييين". وأكد مدفيديف ايضا على ان " الخطر السوفيتي المزعوم هو مثل داء البارانويا- مرض خطر جدا"و" مما يؤسف له ان قسما من الادارة الامريكية ما زال يعاني منه حتى اليوم".
وقال مدفيديف ان العلاقات الدولية الشفافة والمتكافئة تعتبر ضمانة الاستقرار والسلام. واضاف قائلا :" ليس من مصلحتنا البتة حدوث مواجهة . فلا يمكن ان تتطور روسيا بنجاح الا في ظروف العلاقات الدولية الشفافة والمتكافئة. وهذا يمثل ضمانة الاستقرار والسلام".
قضية القوقاز
وأعلن رئيس روسيا الاتحادية ايضا انه سيختتم اليوم 8 تشرين الاول/اكتوبر قبل الساعة 00ر24 سحب القوات من مناطق الامن حول اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. وأكد مدفيديف على انه "اعطيت فعلا تقييمات وافية" لأسباب الازمة في القوقاز.وقال" اننا اتخذنا جميع القرارات وآمل ان تكون مسوغاتها مفهومة لدى الجميع". وأكد الرئيس الروسي قائلا اننا نود ان يقوم مراقبو الاتحاد الاوروبي الموجودون في مناطق الأمن على امتداد الحدود بين اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وبين جورجيا ان يقوموا بوظائفهم بأعتبارهم ضمانة عدم استخدام القوة وعدم السماح بوقوع استفزازات من جانب نظام تبليسي. وقد"كشف" هذا النظام خطره مرة أخرى لدى حدوث سلسلة من الاستفزازات ومنها عملية التفجير عند مقر قوات حفظ السلام في تسخينفال. وقتل مجددا رجال حفظ السلام. وهذه جريمة نكراء اخرى ويجب انزال العقاب بمرتكبيها".
وأعرب مدفيديف عن أمله في " ان تطوى الصفحة المأساوية في تاريخ القوقاز".. وانا اؤكد مرة أخرى على الدور البناء الذي يمارسه الاتحاد الاوروبي في ايجاد صيغة سلمية لتسوية الازمة في القوقاز . وباعتقادي ان هذا يدل على نضوج العلاقات بين روسيا والاتحاد اوروبي التي اجتازت الاختبار بكفاءة".
وأكد مدفيديف على " ان من الضروري الآن ان نقرر كيف سنعيش بعد الازمة وكيف نتجنب حدوث هزات جديدة ونعزز أساس الامن الدولي عموما".
روسيا تقترح اقامة منطقة اقتصادية مشتركة مع الاتحاد الاوروبي
كما أيد الرئيس الروسي فكرة عقد قمة دولية حول الازمة المالية العالمية والاقتراح بشأن اقامة مجال اقتصادي مشترك بين الاتحاد الاوروبي وروسيا.
اما فيما يتعلق الأمر بروسيا فأنها " ستدعم بنشاط عملية معافاة النظام المالي العالمي ، علما بأن هذا سيتم ليس في مجموعة " الثمانية الكبار " فقط .وحسب قوله فأن هذا غير ممكن في اطار " الثمانية الكبار".وقال الرئيس الروسي " ان الزملاء الامريكيين انفسهم يقولون ذلك الآن ". وأعلن مدفيديف عن وجوب ان تشارك في المناقشة اقتصاديات حيوية في العالم مثل الصين والهند والبرازيل والمكسيك وجمهورية افريقيا الجنوبية.
وأقترح مدفيديف ان تكشف بصورة كاملة المعلومات حول الشركات وان تشدد مسئولية وكالات تصنيف المراتب المالية وشركات المحاسبة القانونية. وقال الرئيس الروسي :" يجب العمل بأقصى قدر ممكن على كشف المعلومات حول الشركات وتشديد احكام المراقبة وتشديد مسئولية شركات تصنيف المراتب المالية وشركات المحاسبة القانونية".
كما أورد الرئيس ضمن تدابير تجاوز آثار الازمة المالية الدولية وجوب ان توفر المنفعة الى الجميع من ازالة الحواجز في التجارة الدولية . وأعلن مدفيديف ان الازمة المالية العالية تهدد بنسف استقرار التطور العالمي. وقال مدفيديف " لقد حذر خبراؤنا مرارا من تنامي الاتجاهات السلبية في بورصات المواد الغذائية الخام وفي المنظومة المالية ، وقد اعلنا جهارا تقييمنا للأخطار القادمة وبضمن ذلك في اطار مجموعة " الثمانية الكبار" وفي قمتها الاخيرة التي عقدت في اليابان وفي المحافل الاخرى".
مدفيديف وساركوزي يبحثان سبل تسوية تداعيات الازمة المالية سوية
أجرى رئيسا روسيا وفرنسا دميتري مدفيديف ونيكولا ساركوزي يوم 8 أكتوبر/ تشرين الاول مباحثات ثنائية ناقشا خلالها الجهود المشتركة الرامية الى تجاوز الازمة المالية العالمية، حسبما أفاد بذلك مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو.
وقال بريخودكو انه " في أثناء إفطار العمل في ايفيان بحث مدفيديف وساركوزي بالتفصيل الوضع في الاسواق المالية العالمية والتدابيرالجماعية المحتملة المتعلقة باعداد القرارات في أطار المجموعة "الثمانية الكبار" والمحافل الدولية الاخرى". وأضاف أن "الجانب الفرنسي طرح عددا من المبادرات المهمة حول هذا الموضوع".
وكذلك يمكنكم متابعة اهم ما جاء في كلمة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي:
ساركوزي يعتبر المواجهة المحتملة بين روسيا وأوروبا ضربا من الجنون