اوروبا تسعى لفهم الحقائق في اوسيتيا
اختتم وفد الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا زيارته إلى عاصمة جمهورية اوسيتيا الجنوبية تسخينفال، آخر محطة في جولته والتي شملت موسكو وتبليسي إضافة إلى منطقة النزاع نفسها لتقييم الوضع بشأن الأزمة حول أوسيتيا الجنوبية.
اختتم وفد الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا زيارته إلى عاصمة جمهورية اوسيتيا الجنوبية تسخينفال، آخر محطة في جولته والتي شملت موسكو وتبليسي إضافة إلى منطقة النزاع نفسها لتقييم الوضع بشأن الأزمة حول أوسيتيا الجنوبية.
فلقد شدد الوفد الاوروبي في تقريره الذي سيكون على طاولة البحث امام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في دورتها القادمة الأسبوع المقبل،على استخدام كلمة التطهير العرقي بدل إستخدام كلمة الإبادة الجماعية، وعلى ابداء الاهتمام الكبير في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة القوقاز.
و جاءت زيارة وفد الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا إلى منطقة النزاع برئاسة فان دير براندي في اطار الجهود الرامية الى تقييم الوضع بعد العدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية.
فان دير براندي: يعرب عن اسفه لقتلى الحرب
وكان فان دير براندي دعا خلال زيارته التفقدية إلى إجراء تحقيق دولي بهدف تحليل ما خلفه النزاع الجورجي الأوسيتي- الجنوبي والتعرف على آثار وتبعات تلك الحرب. حيث قال "ان حياة الأطفال والشباب والشيوخ والنساء بغض النظر ان كانوا أوسيتيون أوجورجيون أوروس فهي حياة بشرية، فالناس يريدون العيش بسلام. وأنا أشعر بالصدمة بسبب ما حدث هنا. فالمسألة لا تكمن في عدد القتلى لأن قناعتي العميقة تقول، أن حياة كل إنسان هي فريدة من نوعها."
واستطرد فان دير براندي قائلا أن تلك الحرب لم تبدأ في 7 من أغسطس، ذلك ان الاعداد لها كان منذ فترة طويلة، مشيرا الى الاستفزازات التي كانت تحصل في الماضي، ومؤكدا على ضرورة تحديد، من الذي يتحمل مسؤولية تلك الحرب.
واضاف مدير الشبكة الاوراسية للدراسات السياسية: "نحن في مجلس أوروبا نشدد على إحترام حقوق الإنسان الذي هو مهم جدا بالطبع، ولا توجد كلمات يمكن لها أن تبرر ما حدث في القوقاز. أعرب عن اسفي للقتلى في الحرب، ليس في تسخينفال فقط ولكن في منطقة القوقاز بأكملها."
واشار الى مهام الوفد في منطقة القوقاز قائلا"نحن نولي اهتماما كبيرا لتحقيق السلام والاستقرار والتفاهم بين السكان في المنطقة كلها وعلينا أن نساهم في إظهار حقيقة أحداث أغسطس الماضي. هذا شرط أساسي لوجودنا هنا. فنحن لا نقم فقط بقراءة التقارير في ستراسبورغ أو باريس بل جئنا الى هنا، لنرى الحقيقة على أرض الواقع."
كما وشدد الممثل الأوروبي مجددا على موقف مجلس أوروبا من وحدة أراضي جورجيا، مشيرا في الوقت ذاته إلى الاضرار التي حلت بالمنازل والمدارس والبنية التحتية في أوسيتيا الجنوبية.
موقف الجانب الاوسيتي
من جهته حاول رئيس جمهورية أوسيتيا الجنوبية ادوارد كوكويتي شرح كافة الحقائق للوفد الأوروبي حول أحداث حرب أغسطس الماضي، وإنتقد الجانب الجورجي لمحاولته تأخير زيارة الوفد إلى أوسيتيا الجنوبية في محاولة لطمس الحقائق.
حيث تحدث كوكويتي قائلا:"نجتمع هنا اليوم للبحث والتعرف على الآثار الناجمة عن العدوان الجورجي. وأريد أن أبلغكم أن وفدكم سيكون الأخير الذي تستقبله أوسيتيا الجنوبية عن طريق جورجيا، لقد تأخر لقاؤنا أربع ساعات وذلك لعدم رغبة الجانب الجورجي في توفير الفرصة لكم للتعرف على الانتهاكات التي مارستها ما تسمى بالديمقراطية الجورجية."
يذكر ان ميثاق منظمة الأمم المتحدة ينص على الشرعية الدولية، والقانون الدولي، وحقوق الإنسان التي إعترف بها أعضاء المجتمع الدولي. لكن ردود الفعل الدولية حول الحرب الأخيرة في منطقة القوقاز، لم تتناسب بأي حال مع تلك الأعراف والمفاهيم.
إذ جاء اتفاق مدفيديف - ساركوزي أو ما يسمى باتفاق البنود الست، لايجاد آلية دولية للحفاظ على الامن والاستقرار في منطقة النزاع الجورجي الاوسيتي - الجنوبي، بما يتوافق مع القانون الدولي.
الزيارة لم تؤد الى نتائج جذرية
وحول زيارة الوفد الاوروبي الى تسيخنفال تحدث لقناة "روسيا اليوم" الدكتور فيتالي ميركوشيف مدير الشبكة الأوراسية للدراسات السياسية قائلا: " باعتقادي ان زيارة الوفد الاوروبي الى تسيخنفال عاصمة جمهورية اوسيتيا الجنوبية لم تترك اي نتائج جذرية او كبيرة، وذلك لعدم استطاعتة اتخاذ القرارات الحاسمة التي من شأنها ان تؤدي او تؤثر على العلاقات بين جورجيا وروسيا، الا ان هذه النتائج يمكن ان تؤثر على الراي العام".
المزيد من التفاصيل في تقريرنا المصور