روسيا تستعيد ملكية دار سيرجيوس للحجاج في القدس من إسرائيل
استطاعت السلطات الروسية ان تستعيد ملكية دار سيرجيوس للحجاج، هذا البيت الذي بناه الاجداد الروس في القرن التاسع عشر خصيصا للحجاج الروس الى القدس، وذلك بعد محادثات امتدت لاشهر بين الحكومتين الروسية والاسرائيلية.
استطاعت السلطات الروسية ان تستعيد ملكية دار سيرجيوس، هذا البيت الذي بناه الاجداد الروس في القرن التاسع عشر خصيصا للحجاج الروس القادمين الى الديار المقدسة، وذلك بعد محادثات امتدت لاشهر بين الحكومتين الروسية والاسرائيلية.
وقد وافقت الحكومة الاسرائيلية على اعادة هذه الدار الواقعة في مدينة القدس الى اصحابها الاصليين.
وتقع حالياً في هذه الدار وزارة الزراعة الاسرائيلية ودوائر حكومية اخرى. وستنتقل ملكيتها في الاشهر القريبة الى السلطة الروسية، مما يعني اخلاء المكان من العاملين في الدوائر الذين قاموا بمحاولة لاقناع الحكومة بعدم ابرام هذه الصفقة، الا ان الحكومة الاسرائيلية لم تلق بال للأمر، وذلك لأنها غير معنية بسكب الزيت على نار التوتر بينها وبين روسيا.
فقد دعا نواب الكنيست الحكومة الاسرائيلية الى وقف عملية تسليم ممتلكات الدار غير المنقولة الى روسيا، ذلك لأن النواب يرون في القرار، الذي اتخذه رئيس الوزراء ايهود اولمرت المستقيل شخصيا دون ان ينسق الامر مع مجلس الوزراء، يتناقض مع القوانين الاسرائيلية.
وفضلا عن ذلك لا يقبل هؤلاء النواب بأن يتم تسليم ارض وأبنية دار سيرجيوس إلى روسيا بدون مقابل. واقترح بعضهم المطالبة بتسليم اسرائيل ما تتضمنه مجموعة "اسرة غينسبورغ" من النصوص الدينية المتواجدة في المكتبة الحكومية الروسية.
وقد بدأت في عام 1996 المباحثات في موضوع إعادة إسرائيل للعقارات التي كانت قد امتلكتها روسيا سابقا،حيث تمكن الرئيس بوتين في عام 2005 من اقناع رئيس الوزراء ارييل شارون بالبدء في هذه العملية.
وقد أكد رئيس الوزراء ايهود اولمرت في عام 2006 على هذا الاتفاق، الذي كان من المقرر تسليمها الى روسيا في عام 2008.
ويدعي الشارع الاسرائيلي بان صفقة دار سيرجيوس سوف تجذب الكثير من العوامل الخارجية التي تملك اراض او مبان في مدينة القدس. وعلى سبيل المثال، فإن الأراضي التي بني عليها البرلمان الاسرئيلي كانت ملكاً للكنيسة اليونانية. اما المختصون في اسرائيل، فيرون هذه الصفقة كأي صفقة بيع وشراء عادية.
ومما يجدر ذكره أن صفقة دار سيرجيوس، التي تمت تحت تعتيم اعلامي إسرائيلي واسع، من شأنها ان تعيد النبض الى العلاقات الروسية الاسرائيلية، بالاخص بعد ان وصلت الى مستوى الفتور جراء الدعم العسكري الواضح الذي قدمته تل ابيب الى تبليسي.
تاريخ دير سيرجيوس
أنشئ دير سيرجيوس وسط مدينة القدس في ثمانينات القرن التاسع عشر وذلك بتمويل من الامير سيرغي رومانوف مؤسس الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية. وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وإسرائيل في عام 1967 شغلت وزارة الزراعة وجمعية حماية البيئة الاسرائيليتان ابنية الدير.
وكانت سابقا لدار الحجاج هذه ، التي تحمل اسم أول رئيس للجمعية الارثودكسية الفلسطينية اهمية رمزية فقط.. ويرفرف علم هذه الجمعية في ايام الاعياد فوق البرج الدائري الواقع في ركن من اركان الدير .
مصير الممتلكات الأخرى التابعة للجمعية
من جهة أخرى لم يرحم التاريخ تراث هذه الجمعية بصفته حصيلة للجهود التي كان يبذلها الشعب الروسي على مدى سنين. وأقامت محكمة الصلح في القدس مقرا لها في مبنى البعثة الروحية الارثودكسية الروسية. اما أبنية دير "اليزابيت" فشغلها قسم الشرطة وسجن الحبس الاحتياطي. والدليل على ذلك وجود الاسلاك الشائكة التي تحيط بجدرانها. وقد حوّل الانجليز دير " ماريا" الى سجن أيضا. وحط فيه المعتقلون الصهاينة المشاركون في الأعمال المسلحة ضد الانجليز. واقيم هنا في الوقت الراهن متحف المقاومة اليهودية. وكانت قد تحولت أبنية دير " نيكولا" الى دوائر وزارة العدل الاسرائيلية.
وثمة آثار خارج القدس مرتبطة بأنشطة الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية .
وفي الفترة الواقعة بين عامي 1901 و1904 تم إنشاء دار للحجاج يحمل اسم الامير سيرجيوس رومانوف في مدينة الناصرة. وفي عام 1902 أنشئ دار أخرى للحجاج الروس يحمل اسم سبيرانسكي في مدينة حيفا. وتم بيع كل منهما لاسرائيل نتيجة عقد "صفقة البرتقال" بين حكومتي الاتحاد السوفييتى واسرائيل في عام 1964 . واطلقت على الصفقة هذه التسمية بسبب ان اسرائيل دفعت ثمنها بالنسيج والبرتقال من مدينة يافا.
أهداف الجمعية
من الأهداف الرئيسية للجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية تسهيل تنظيم سفر الروس الراغبين في زيارة الديار المقدسة بفلسطين وتسهيل أحوال الحجاج هناك باستقبالهم وتأمين المبيت لهم إلخ إلى جانب العمل على دعم العقيدة الارثوذكسية في الارض المقدسة وبلاد الشام عموماً وكذلك بناءوترميم الكنائس الأرثوذكسية في مواقع يقطنها العرب وتزويدها بجميع المستلزمات وتقديم المساعدة الدبلوماسية لبطركيتي المقدس وانطاكية بالإضافة إلى النشاط التنوري المستهدف رفع المستوى التعليمي والثفافي للأرثوذكس العرب.
وافتتحت اولى مدارس تابعة للجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية في عام 1882 ، وهو عام تأسيس الجمعية. ومنذ عام 1895 امتدت المبادرة التثقيقية للجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية الى خارج بطركية المقدس لتشمل المناطق التابة لكنيسة انطاكية في بلاد الشام. وقد غدت سوريا ولبنان من اولى رؤوس الجسور للنشاط المدرسي. وبحسب معطيات عام 1909 كان يدرس في 24 مؤسسة تعليمية فلسطينية 1576 طالبا ، وفي 77 مدرسة سورية ولبنانية كان يدرس 9974 تلميذا. وما زال الحال بالمستوى نفسه تقريبا حتى عام 1914 .
وللإطلاع على تفاصيل الخبر في تقريرنا المصور