هل ستنجح ليفني تشكيل حكومة ائتلافية جديدة؟

أخبار العالم العربي

هل ستنجح ليفني تشكيل حكومة ائتلافية جديدة؟
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/19898/

أعلنت زعيمة حزب كاديما وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني أنها ستبدأ يوم الجمعة 19 سبتمبر/أيلول مشاوراتها البرلمانية لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، خلفا لرئيس الوزراء ايهود اولمرت. ويرى المراقبون أن مهمة تسيبي ليفني في تشكيل حكومة ائتلافية جديدة لن تكون سهلة.

أعلنت زعيمة حزب كاديما وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني أنها ستبدأ يوم الجمعة 19 سبتمبر/أيلول مشاوراتها البرلمانية لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، خلفا لرئيس الوزراء ايهود اولمرت.

 وقد تقدمت الوزيرة ليفني على منافسها الوزير شاؤول موفاز في الانتخابات بفارق ضئيل بلغ حوالي 1%، حيث حصلت على أكثر بقليل من 43% من أصوات ناخبي حزب كاديما ، وحصل منافسها موفاز على 42% ، فيما تقاسم الوزيران مائير شطريت وآفي ديختر باقي الاصوات.
وفور اعلان هذه النتائج قالت الزعيمة الجديدة لحزب كاديما انها ستبدأ مشاوراتها مع الكتل البرلمانية لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة برئاستها.
وأضافت ليفني قائلة: "ان المهام كبيرة جدا في مجال احلال الاستقرار، فهو غير بسيط في الحياة اليومية في إسرائيل، وثمة تهديدات أمنية، وإلاقتصاد غير مستقر. ان المسؤولية لا تقع على عاتقي وحدي، بل أيضا على زملائي في كاديما. وسأبدأ بلقاء ممثلي الأحزاب في الكنيست لتشكيل إئتلاف حكومي قادر على التعاطي مع التحديات التي نواجهها".
من جانبه قال أولمرت انه سيبلغ الاحد القادم حكومته قراره بالاستقالة.
ويتعين على المرأة الأكثر غموضا في السياسة الإسرائيلية وعميلة الموساد السابقة، أن تشكل حكومة ائتلافية جديدة خلال 6 اسابيع. واذا انقضت هذه المهلة وفشلت في تشكيلها، عندئذ يمكن لرئيس الدولة ان يكلف نائبا آخرمن نواب الكنيست  بتشكيل الحكومة، او ان يقترح على الكنيست التصويت على قانون حل نفسه، والدعوة بالتالي الى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة خلال 3 أشهر، الأمر الذي  قد يعيد اليمين الى سدة الحكم في إسرائيل.

و أعلن من أوساط  إيهود باراك رئيس حزب العمل أنهم لا يعلمون ما الذي تريده ليفني، وما الذي تريد أن تشكله بالضبط ،هل تريد تشكيل إئتلاف جديد في الكنيست بتشكيلته الحالية أم ستجري انتخابات جديدة؟

في حين أعلن غيديون سار زعيم"الليكود" أكبر كتلة برلمانية معارضة  أن الفارق الضئيل الذي تقدمت به ليفني على منافسها شاؤول موفاز وهو 431 شخصاً فقط  لا يحدد من سيصبح الوزير. ودعا غيديون سار إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

بينما ابدى إيلي إيشاي  رئيس الحزب الديني "شاس" الذي يتوقف عليه كثيراً، استعداد قيادة حزبه إلى تشكيل تحالف جديد في حال تنفيذ  بعض الشروط وفي مقدمتها  زيادة معونات الأطفال، كما يطلب " شاس" عدم  إجراء المباحثات حول وضع القدس.

ردود الأفعال بشأن فوز ليفني

أثار فوز تسيبي ليفني في انتخابات زعامة حزب "كاديما" تساؤلات كثيرة حول السياسة التي ستتبعها فيما يخص عملية السلام.

ويتفائل المراقبون والمحللون السياسيون في إسرائيل بالزعيمة الجديدة، التي كانت تسعى دائما الى دفع عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فمنذ انعقاد مؤتمر أنابوليس في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، إلتقت ليفني أكثر من 100 مرة بنظيرها الفلسطيني في المفاوضات.

من جهته قال جيل هوفمان المحلل السياسي في صحيفة"جروزاليم بوست: "أن حزب كاديما إختار وزيرة الخارجية تسيبي ليفني زعيمة جديدة له ... وهذا يعني أن إسرائيل تريد الاستمرار في عملية السلام ... فتسيبي ليفني هي رئيسة فريق التفاوض الإسرائيلي مع الفلسطينيين".

وفي اتصال هاتفي مع قناة "روسيا اليوم" قال الخبير في الشؤون الاسرائيلية سعيد زيداني  أن انتخاب ليفني لن يحدث تغييرا جذريا على مستوى العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية مشيرا الى أن ليفني تنتمي الى نفس المدرسة التي خرج منها أولمرت، وستسعى بدورها للتوصل ،كما بدأ سلفها مع الفلسطينيين، الى اتفاقية أطر عامة .
وفي محور آخر يرى زيداني أن ليفني ملتزمة بالسلام مع سورية بما في ذلك مايخص تقديم تنازلات أليمة في الجولان.
أما فيما يخص الاستحقاقات الداخلية الاسرائيلية فلايعتقد زيداني بوجود عقبات تعترض الرئيسة الجديدة لكاديما في تشكيل الحكومة لأن اعتراض حزب العمل كان يتعلق بشخص أولمرت وحده لا بسياسة الحكومة وتصرفاتها لذا ستتمكن ليفني من تشكيل حكومة ائتلافية جديدة في وقت قريب.
وقد وجدت السلطة الفلسطينية في فوز ليفني فرصة جديدة للمضي قدما في عملية السلام مع إسرائيل.

وقال صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير: "نحن ننظر الى إنتخابات زعامة حزب كاديما كشأن إسرائيلي داخلي... ونأمل أن تهدأ الأمور هناك أيً كانت النتيجة ... سواء تشكيل إئتلاف حكومي جديد أو العودة الى الإنتخابات العامة ...  السلام لن يتم تقويضة ... نأمل أن يختار الشعب الإسرائيلي طريق السلام ... للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية".

حركة حماس

أما بالنسبة لحماس فالعكس تماما، ان موقف ليفني الصارم تجاهها ورغبتها بعزل قطاع غزة لا يزيد الامور إلا سوءا.

وأفاد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية حول هذا الشأن قائلا: "أصبح السلام في الشرق الأوسط  هدفا تسعى إليه جميع الأطراف السياسية ... وإذا كان هذا هو ما تسعى إليه ليفني ... فنحن نجده يتناقض مع عدائها تجاه حماس ... فالسلام يقترن دائما باتفاق جميع اطراف الخلاف".

وادلى السيد خليل أبو ليلى القيادي في حركة حماس بحديث خاص لقناة "روسيا اليوم" من مدينة غزة تحدث فيه حول ما إذا تغيرت المعادلة بالنسبة لحماس بتسلم ليفني قيادة حزب "كاديما" فقال " بالتأكيد المعادلة لم تتغير، فليفني كانت قبل ذلك من صناع القرار الصهيوني، وكانت وزيرة الخارجية، وكان لها موقع متميز و مهم في حزب "كاديما" وفي الحكومة الصهيونية، ولها مواقف عدوانية واضحة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وبالتالي نحن لا نعتقد أن هناك تغييراً، ولن يطرأ أي تغيير على سياسة ليفني حيث أنها تصر على أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل، كما أنها تصر على عدم وقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية".

وأضاف السيد خليل أبو ليلى " أن ليفني كانت تؤيد كل قرارات الاجتياحات التي كان يقوم بها الجيش الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبالتالي لايوجد أي اختلاف بين ليفني وموفاز".

ورداً على السؤال حول هل يعني هذا انكم تغلقون الأبواب أمام أي حوار محتمل مع حكومة تشكلها ليفني، علماً أن اخوانكم في رام الله رحّبوا بفوز ليفني؟ أجاب القيادي في حركة حماس قائلاً " نحن موقفنا واضح من أي حوار، نحن لا نتحاور مع اي حكومة صهيونية على الاطلاق فموقف حركة المقاومة الاسلامية بهذا الخصوص واضح، بالتالي سواءً كانت ليفني أو غيرها لا يمكن أن يكون هناك حوار مع الكيان الصهيوني".

ردود الفعل في لبنان

الباحث والمحلل السياسي الدكتور سامي نادر من بيروت صرح لقناة "روسيا اليوم"قائلا:

" ان وصول تسيبي ليفني إلى قيادة حزب "كاديما" هي إشارة إلى حدوث تقدم في فرص المسار التفاوضي، أقول المسار التفاوضي ولا اقول فرص السلام، حيث أن ليفني كانت تسعى إلى الإستمرار بالمسار التفاوضي، ولكنها خلافا لايهود أولمرت لا تريد أن تربط نفسها باستحقاقات. وأول هذه الاستحقاقات هو عقد اتفاقية سلام نهائي مع الفلسطينيين قبل نهاية العام، وهذا ما وعد به رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الأمريكي جورج بوش. ولكن ليفني تري ضرورة الاستمرار في هذا المسار التفاوضي، وربما على حساب مسارات أخرى وعلى رأسها المسار السوري – الإسرائيلي. فلو نجح موفاز مثلاً لانحسرت فرص تقدم المسار الاسرائيلي الفلسطيني وتقدمت فرص نجاح آخر هو المسار السوري الاسرائيلي. وهذا هو الفارق الشاسع بين الطرفين ليفني وموفاز".

وحول السؤال عن رحيل أولمرت مهندس الحرب الإسرائيلية على لبنان، هل يشعر اللبنانيون بأنهم تخلصوا من أحد أعدائهم أم أن ليفني في نظرهم ما هي إلا نسخة من سلفها؟

أجاب الباحث والمحلل السياسي الدكتور سامي نادر قائلاً "أن تسيبي ليفني هي طرف إسرائيلي لعبت دوراً أساسياً في الحرب المدمرة على لبنان عام 2006. ولكن مسألة خلاص لبنان وفرص انقاذه من المستنقع الذي يتخبط به هي تتعلق بامكانية تنفيذ القرار 1701 الذي شكل انتصاراً للدبلوماسية اللبنانية، وانا أعتقد أن وصول ليفني يمكن أن يعزز فرص الشراكة الأمريكية الإسرائيلية، حيث ان الإدارة الأمريكية ترتاح لهذه المرشحة أكثر من غيرها، وهي كانت قد لعبت دوراً اساسياً في الوصول إلى القرار 1701. وربما هذا يتوقف على الإدارة الأمريكية الجديدة التي يمكن أن تستعمل أو أن توظف علاقتها بتسيبي ليفني لتنفيذ هذا القرار بشكل يضمن سيادة لبنان ويبسط سلطة الجيش اللبناني وسلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها".


موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا